قبل أن أعرج على موضوع المقال أود أن أشير إلى مضامين كلمة معالي وزير الداخلية في اجتماعة الأخير مع نخبة من أبناء المجتمع البحريني، حيث أكد خلال خطابه الرصين والمباشر، شكره للجميع لرفضهم التدخلات الإيرانية في مملكة البحرين. كما تحدث عن موضوع السياج الأمني البحري وتصاريح وشروط اعتلاء المنابر، وتصريح الخطابة، بالإضافة إلى سن قوانين تجرم بث الكراهية بين أطياف المجتمع. كما أكد معالي وزير الداخلية أن الخير سيعم رغم أنف الكارهين وأن الشر سيخص من قام به فقط.
خلنا.. نخيس
تزامناً مع انطلاق حملات في عدد من الدول العربية والخليجية، أطلق بعض المواطنين حملة و«هاش تاغ» «# خلوه _يخيس» في رمزية لارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية الرئيسة كسعر اللحوم في مصر أو ارتفاع أسعار السمك في الشقيقة الكويت.
ولأننا لسنا بمعزل أبداً عما يدور يميناً وشمالاً، لاسيما أن العالم أصبح قرية صغيرة في ظل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي قام البحرينيين أيضاً بإطلاق حملة و»هاش تاغ» «خلوه يخيس»!!
أول ما أطلق هذا «الهاش تاغ» كان دعوة لشن حملة مقاطعة شراء الأسماك بعد ارتفاع أسعارها في دولة الكويت الحبيبة. ونظراً للقرب الجغرافي ارتفعت أسعار الأسماك هي الأخرى في البحرين فأطلق المغردون حملة إلكترونية امتداداً لحملة الكويت تحت مسمى «#خلوها _تخيس»، أو «خلوه_ يخيس».
لكن الشعب البحريني لم يستخدمها للسمك فقط!! فكل ما حوله يزداد سعره ابتداء من التهديدات برفع أسعار اللحوم، والتي لا نعرف مصيرها، نظراً للتصريحات الإعلامية غير المتناسقة بين مجلس نيابي يطالب بإعادة دراسة الموضوع، إلى تأجيل حكومي في تطبيق رفع الدعم عن اللحوم، وبين تجار شرهيين يتمنون رفع الدعم سريعاً، وأصبح المواطن يتدرب على أكل البروتين النباتي!!
أما فيما يتعلق برفع الدعم عن جميع السلع الاستهلاكية المدعومة، فالمواطن أصبح يعيش حالة من القلق ويتساءل، ماهي السلع التي سيرفع عنها الدعم؟ وكيف سيتعامل المواطن مع رفع الدعم؟ وما هي البطاقات التموينية؟ وهل سنقف في الطابور لكي نحصل على كيس أرز؟ وما هو نوع هذا الأرز؟ اينفع للمجبوس أم لـ «العيش» الشيلاني؟ وغيرها من الأسئلة التي لا نعرف لها آلية أو معيار؟ وعلى «طاري» المعيار هل سيكون هناك سقف للراتب للحصول على الدعم أم لا؟ وهل سيشمل هذا الدعم خدم المنازل بما أن المواطن هو من يقوم بتوفير الطعام لهم؟ أسئلة كثيرة تدور في بال المواطن البحريني وتعبنا ونحن نتظاهر بأننا أقوى من الموقف، ونقول «خلوه_ يخيس»، ولكن الوضع يتفاقم ويتعقد ويزداد سوءاً.
اللحم قلنا «خلوه يخيس»!
الدجاج قلنا «خلوه يخيس»!
السمك قلنا «خليه يخيس»!
كل المواد الغذائية المدعومة «طحين، سكر، زيت...الخ.. قلنا «خليها تخيس»!
كل شيء غلا في البحرين عدا المواطن، لدرجة أن بعض المسؤولين في الحكومة باتوا يصرحون في العلن بأن الدولة ستتوجه إلى تقليص الرواتب 20% بسبب تراجع أسعار النفط.
في الأخير، أقترح أن نطلق «هاش تاغ» «# خلنا_ نخيس»، لربما يلتفت أحد لوضع المواطن!