إذا أردنا أن نتحدث بوضوح، وبكلام مباشر لا مواربة فيه، فإن أول خطوات محاربة الإرهاب هي في تنفيذ القصاص وأحكام الإعدام، وسرعة البت في قضايا قتل رجال الأمن التي تراوح في المحاكم منذ أربع وربما خمس سنوات.
لا يمكن أن يقتل القاتل ويبقى يعيش حياة مرفهة في سجن خمس نجوم، دون أن يطبق شرع الله في القاتل.
كل هذا الإرهاب ولم ننفذ حكم إعدام واحد، إذن كيف ينتهي الإرهاب يا دولة؟، هل ينتهي بالقبض على الفاعل فقط، أو بهروبه إلى إيران؟
هذا الأمر يحتاج إلى وقفة مع النفس، فكل هذه الأرواح التي تزهق إنما هي ضمن حرب قذرة على الدولة وعلى مؤسساتها ورجال أمنها، فهل سوف نبقى نؤجل أحكام الإعدام إلى أن تتحول إلى حكم مؤبد؟
لا أعرف لماذا الخوف من تطبيق أحكام الإعدام، ألسنا دولة ذات سيادة، وأليس لدينا السيطرة على كل الوطن، فلماذا الخوف من تطبيق حكم الإعدام؟
لن ينتهي الإرهاب بدون تطبيق أحكام الإعدام، والدماء مرشحة للسيلان في الشوارع أكثر مما مضى، هكذا تريد الدولة الصفوية أن تفعل، وهو تحريك جبهات بالخليج، البحرين والسعودية والكويت بعد فشل جبهة اليمن، فهل سوف نبقى نتفرج؟
(2)
هناك نقطة هي في صميم موضوع الإرهاب وتكاثر الخلايا الإرهابية، فقد فتحت خطوط الطيران، وسمح بالسفر إلى دول تناصبنا العداء، وهي مستمرة في تقويض أمننا، فصار هناك من يذهب إلى (إيران / العراق / سوريا / لبنان) من أجل التدرب على صناعة المتفجرات، وعلى كيفية التنفيذ.
وصار لدينا خط مفتوح (رايح جاي) ليتدرب هؤلاء في تلك البلدان، وحين يعودوا لا أحد يسائلهم أو يحقق معهم حتى، وبالتالي ساهم كل ذلك في زيادة أعداد المتدربين على المتفجرات وتصنيعها، ووضعها في كمائن لرجال الأمن.
لا أعرف كيف نحارب الإرهاب وكل هذه الأبواب مفتوحة..؟
هل من (جلسة صدق) مع النفس حول أمن وطننا والإرهاب الذي يعيث فساداً فيها؟
(3)
مازال الإرهاب يضرب في أماكن بعينها، وفي قرى بعينها، بل أخذ المخططون لعمليات الإرهاب في فتح جبهة المحرق لرفع الضغط عن أماكن الإرهاب، ومن أجل تشتيت عمل رجال الأمن، وإظهار أنهم يستطيعون أن يضربوا في أي مكان.
إذا كانت إمكانات الإرهاب معروفة، والقرى التي تشهد أكثر عمليات تفجير معروفة أيضاً، فإلى متى تنتظر الأجهزة الأمنية أن يضربها إرهاب آخر، دون أن تتخذ إجراءات صحيحة وقوية وصارمة ضد من يقف خلف الإرهاب في تلك القرى.
نشرت مواقع وحسابات مشاهدات من بعض الذين شهدوا حادثة قتل رجال الأمن في كرانة أمس الأول، فقد روى البعض أنه شاهد فرحة نساء وبعض المارة حين وجدوا رجال الأمن متناثرين بدمائهم في الشارع، فعلى ماذا يدل هذا؟
أليس هناك من يصفق ويهلل لمثل هذه العمليات الإرهابية؟
الإرهاب يتركز في أماكن بعينها، بينما مازالت الإجراءات تجاه هذه الأماكن ليست في مستوى الإرهاب والقتل، بل إن بعضها يقال إنها أصبحت مقاطعات مغلقة..!
فهل من جلسة صدق ومصارحة مع النفس حول أمن وطننا والإرهاب الذي يعيث فساداً فيها؟
(4)
في السعودية قبض رجال الأمن على 1700 شخص من الخلايا النائمة منذ تفجير مسجد بالمنطقة الشرقية، وهذا يعطي مثالاً على حجم العمل الاستباقي الذي قامت به الداخلية السعودية من أجل الوصول إلى الخلايا النائمة.
كانت كل خليه تقود إلى خيوط تصل إلى خلايا أخرى.
هل هذا موجود لدينا؟
هل هذا ينقصنا بالبحرين؟
لماذا لا نصل إلى كل الخيوط، وكل الخلايا، وكل الممولين، وكل المحرضين، لماذا لا نستطيع أخذ اعترافات من الفاعلين حتى نصل إلى كل الشركاء في الخطوط الخلفية؟
يقال إنه حين تمت إعادة التحقيق مع خلية سترة الأخيرة، تم الوصول إلى اعترافات بخصوص خلية الكويت، وتم إيصال المعلومات لأجهزة الكويت الأمنية.
وهذا إن صح، فإنه يظهر أن هناك قصوراً في التحقيق وأخذ معلومات من الإرهابيين.
لماذا لا نستطيع أن نفعل كما فعلت السعودية في العمل الاستباقي مع خلايا داعش؟
ليس عيباً أن نتعلم من الآخرين، أتمنى أن تكون الرسالة وصلت.
(5)
أصيب في حادث كرانة الإرهابي ثلاثة أشخاص مدنيين من عابري الطريق ومن ضمنهم طفل رضيع، غير أني أجد أن هناك قصوراً إعلامياً في التعامل مع هؤلاء ضحايا الإرهاب، كان ينبغي إجراء مقابلات صحافية معهم، وتسليط الضوء على معاناتهم من الإرهاب وكيف أنهم كانوا في طريقهم آمنين، حتى ضربهم الإرهاب القاتل، ونحمد الله أنهم لم يصابوا بصورة أكبر من ذلك.
التعامل مع المصابين المدنيين إعلامياً كان دون المستوى ولا يخدم محاربة الإرهاب وتسليط الضوء على الضحايا المدنيين.
(6)
أدانت الوفاق العمل الإرهابي في كرانة، ومن الطبيعي أن يتبع بيان الوفاق بيان وعد، الجمعية الليبرالية المرتمية في أحضان الولي الفقيه، والمختطفة من بعض الأشخاص الذين يحرفون طريق الجمعية باتجاه جمعية الوفاق.
الغريب أن الوفاق تدين الحادث، بينما تم القبض على أحد كوادرها وهو نائب سابق عائد من إيران بتهمة تمويل الإرهاب وتمويل عملية قتل رجال الأمن بسترة.
كما اعترف في التحقيقات أنه قام بكل تلك الأعمال، فكيف أضع بيان إدانة الوفاق لحادث كرانة، مع اعترافات نائبكم الذي قال إنه مول الإرهابيين في سترة؟
إما أننا مغفلون حتى نصدقكم، أو إنكم تكذبون على الناس بدورين مزدوجين..!
(7)
بعد كل الذي يجري لنا من أجل جعل البحرين جبهة ضغط من بعد خسائر الصفوية في اليمن، بعد كل ذلك ألا نحتاج إلى مصارحة حقيقية حول أوضاعنا الأمنية؟
ألا نحتاج إلى قرار سياسي قوي ونافذ يتعلق بتنفيذ القصاص وتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة؟
البعض يقول لمن ينفذون العمليات الإرهابية، يقولون لهم هكذا: «يعني وش بيصير، إذا جودوكم ترى ما في تعذيب، ولا في إعدام، وبتروحون حق الشباب في السجن بسطة وجلسة مدفوعة الأجر».
هكذا أخذوا يستخفون بالأحكام القضائية، وألا حكم إعدام يطبق، فإلى متى تبقى كل هذه الأمور معلقة؟
نريد قراراً سياسياً حاسماً وحازماً تجاه الخلايا النائمة، وتجاه تطبيق أحكام الإعدام، وتجاه وقف السفر إلى دول يتدرب فيها الإرهابيون على كل الأعمال الإرهابية.
لا يحفظ أمن الوطن بالتفرج على الوضع، نحتاج إجراءات قوية وحازمة وحاسمة ونافدة، حتى نجفف كل منابع الإرهاب.
طريقة التحقيق مع المجرمين ربما لا تخرج كل المعلومات من الإرهابيين وهذا خطأ كبير.
إذا أردنا أن نحفظ أمن وطننا علينا ألا نفرط في كل تلك الأمور، وأن ينطلق القرار السياسي بقوة وحزم ودون تردد، فالذي يظهر لنا أن عمليات الإرهاب ستزداد أكثر، فماذا أنتم فاعلون.. وإلى متى التفرج على هذا الوضع؟