في الوقت الذي حمل فيه الخطاب الأخير لوزير الداخلية بشارات طيبة تنبئ بأن هناك خطوات قادمة مستقبلاً ضد مقوضي الأمن، فإن أول هذه الخطوات أجدها تمت فعلاً، بالقبض على نائب برلماني سابق وعضو في جمعية «الوفاق» لدى عودته من إيران.
أما الضربة الثانية فقد أتت من الخارج، وهي ضربة جاءت من الحكومة البريطانية للإرهابيين ومن يدعمهم إعلامياً ومالياً ناهيك عن التحريض، فقد قبضت الشرطة البريطانية على عبد الرؤوف الشايب، وعلى قاسم الهاشمي بتهمة الإرهاب، وهذه التهمة تجعل من تم إعطاؤه اللجوء السياسي أو الإقامة يفقد الكثير من الميزات الممنوحة له، ومع صدور الحكم ربما يصدر بعده ترحيل عن البلاد.
مثل هذه الضربات تأتي في توقيت يعاني فيه الإرهابيون في البحرين ومن يدعمهم من ضربات مؤثرة جعلت الكثير منهم خلف أسوار السجن، بعد صدور أحكاماً قضائية عليهم.
صحيح الإرهاب لم يتوقف، وأخذ يطل برأسه في المحرق، ويبدو أن من يحرك الخلايا الإرهابية أوعز إلى خلايا المحرق بالتحرك لرفع الضغط عن أماكن الإرهاب المعروفة، ونتمنى من رجال الأمن الوصول إلى خلايا المحرق النائمة، والضرب على أيادي الإرهاب بالمحرق.
طالبنا بالوصول إلى أيادي الإرهاب التي تحرض وتمول، وتدعم الإرهابيين، وطالبنا بالقبض على هؤلاء ممن تأتي أسماؤهم في اعترافات الإرهابيين الذين ينفذون عمليات إرهابية ضد رجال الأمن.
ونحمد الله أن ذلك حدث مؤخراً في القبض على عضو جمعية الوفاق والبرلماني السابق خلال عودته من إيران «تخيلوا أن للمدعو حصانة سابقة كونه نائباً ولا يفتش»، جاء في الاتهام أن المدعو يقوم بتمويل الإرهاب من خلال توزيع مبالغ نقدية على إرهابيين مطلوبين أمنياً، كما إن المطلوب ورد اسمه في اعترافات المتهمين في قضية تفجير سترة.
ضربة بريطانيا، وضربة القبض على الوفاقي الممول للإرهاب جاءت في فترة واحدة، وأعتقد أن مثل هذه الضربات ستتواصل داخلياً وخارجياً، وهذا الأمر مهم جداً في مواجهة الإرهابيين ومن يدعمهم ويمولهم، كما إن بعض دول المنطقة أصبحت تمنع من عليهم شبهات أمنية من الدخول إلى أراضيها، وهذه أيضاً إجراءات مهمة.
في البحرين نتمنى أن تقوم الجهات المعنية ومن بعد نجاحات تحققت مؤخراً في الوصول إلى المحرضين والممولين الذين يقفون في الصف الخلفي، ويحركون الإرهابيين، ويجمعون الأموال من الداخل والخارج لتمويل هذا الإرهاب.
نريد البناء على هذه النجاحات، خاصة بعدما أعلن وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبد الله في خطابه أمام ممثلين عن المجتمع البحريني أن هناك إجراءات ستأتي لاحقاً، وأتمنى أن تصب هذه الإجراءات في العمل الاستباقي الذي تحتاجه البحرين وصولاً إلى الخلايا النائمة.
الإجراءات المعلنة والتي ستأتي ضد السفر إلى مناطق النزاعات أو الدول المعادية تصب في الاتجاه الصحيح، وهذا ما يطالب به الناس خاصة ضد دول تعادي البحرين، وتسعى إلى تقويض الأمن من خلال أشخاص باعوا وطنهم وارتموا في أحضان «الصفويين»، أو غيرهم من الجماعات الإرهابية.
في موضوع المقبوض عليهم في بريطانيا، فإن للشرطة البريطانية حق مداهمة المنازل، غير أننا لم نسمع هنا في وسائل إعلامية عن «مداهمات للبيوت»، فهل المداهمات في بريطانيا مسموح بها أمنياً، وفي البحرين ممنوعة؟!
لماذا لا تتطرقون لمداهمة البيوت هناك؟
الأمن قبل كل شيء، صاح من صاح، ونعق من نعق، هكذا يفعلون في بريطانيا، ويجب أن نقتدي بالذين يلجأ إليهم الإرهابيون ويثقون بهم، ونطبق عليهم ما يطبق في بريطانيا.
من الواضح أن هناك تحولاً لدى الإرهابيين إلى دولة أوروبية أخرى بعد سلسلة الإجراءات البريطانية، فقد اتضح أن هذا التحول يحدث باتجاه ألمانيا، من هنا نقول للدولة ولمن يعنيه الأمر في وزارة الخارجية، عليكم أن تعملوا بشكل ممتاز في ألمانيا، وفي توضيح الصورة للحكومة الألمانية، قبل أن تأوي إرهابيين تحولوا إليها من بريطانيا.
لا نريد لضربات الإرهاب أن تتوقف، ولا نريد أن تهبط وتيرة العمل في هذا الاتجاه، نشكر جهود وزارة الداخلية في هذا الجانب، ونتمنى المزيد من هذه العمليات الاستباقية التي بلا شك ستؤتي ثمارها على أمن البحرين مستقبلاً.