من الظاهر في الصورة التي أمامنا اليوم، أن هناك حركة دؤوبة لدى الجانب الحكومي البحريني، وهذا بدا لنا واضحاً من خلال الإعلان عن عدة مشاريع تنموية هامة تلامس حياة الناس أولاً، وتساهم بشكل كبير في النهوض الاقتصادي والتجاري والسياحي ثانياً.
هذه العجلة التي تدور وتتحرك باتجاه إقامة المشاريع الكبيرة والحيوية للمواطنين تبقى محل تقدير، خاصة أننا في الصحافة كثيراً ما نادينا بضرورة إقامة هذه المشاريع، واليوم ولله الحمد يعلن عن البدء في تطبيقها، وطرحها كمناقصات، فحين تتحقق مطالبات للناس، وللتنمية في البحرين، فإننا نقول شكراً لمن أطلق هذه المشاريع وحرك عجلتها.
في الأسبوع الماضي استقبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، استقبل سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد حفظهما الله لعرض تفاصيل مشروع توسعة مطار البحرين بحضور الوزير المحترم كمال أحمد، فقد شكل خبر الإعلان عن توسعة مطار البحرين مطلباً هاماً للناس، ومطلباً آخر ملحاً للاقتصاد والسياحة وتجارة الشحن، وحركة (الترانزيت)، فقد شكل هذا الخبر بارقة أمل جميلة نحو إقامة المشاريع الكبرى والحيوية.
في دول مجاورة شكلت عوائد المطارات أرقاماً مهولة، ربما فاقت ميزانية مملكة البحرين، من هنا تتضح أهمية مشروع تطوير المطار من أجل أن يستوعب 14 مليون مسافر سنوياً، بدل 8 ملايين مسافر اليوم، كما إن مواقف الطائرات ستزداد من 53 موقفاً حالياً، إلى 113 موقفاً بعد التوسعة.
تطوير مطار البحرين يتطلب بالمقابل تطوير الطرق حول المطار، فمع ازدياد حركة المسافرين، يتطلب ذلك أن تقوم الجهات المختصة بتطوير وتأهيل الطرق حول المطار، حتى لا يأتي المسافر ويضيع وقته في الازدحام، وفي أول شارع يسلكه خارج المطار.
لم نطلع بعد على تفاصيل مشروع تطوير المطار، لكن أتمنى أن نحافظ على خاصية هامة يتمتع ويتميز بها مطارنا عن غيره من مطارات المنطقة، وهي سرعة الإنجاز، وسرعة المرور من بوابة الطائرة، إلى مواقف السيارات، هذه الخاصية لا تتوفر في مطارات كبيرة حولنا.
كما أتمنى أن تكون هناك لمسات تضفي الطابع البحريني على ديكورات المطار، مع التأكيد على تحديث كل شيء، وأخذ آخر الأفكار الجميلة في مطارات العالم، التي تجعل المسافر يشعر أن هذا البلد يسير على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا من جانب، ويحمل هوية البلد من جانب آخر.
انتشر في الأيام الماضية فيديو يظهر طريقة تعامل بعض العاملين في المطار مع شنط وعفش المسافرين، الصورة كانت مؤسفة جداً، وتتطلب إجراء تحقيق عاجل، ففي السعودية حين انتشر مثل هذا الفيديو لمطارات سعودية، طارت معه رؤوس مسؤولة عن موضوع العفش، لذلك نتمنى تصحيح الأمور، وتقديم خدمات بجودة عالية.
التصريحات الرسمية تقول إن المطار سيجهز بإذن الله في العام 2019، إلى ذلك الحين فإننا نتمنى أخذ كل ما هو جديد، ومتطور، وإضافة أفكار جميلة تكون البحرين هي السباقة فيها قبل الغير.
على صعيد آخر وضمن سلسلة المشاريع الحيوية التي تشكل دائرة اهتمام لدى المواطن وتساهم في النمو الاقتصادي هو ما أمر به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان بإنشاء جسر رابع يربط بين المحرق والمنامة من جهة الشمال، وإنشاء نفق على شارع الفاتح، والمشروعان حيويان جداً، بينما لا نعرف حتى اللحظة هل النفق على شارع الفاتح سيحل مشكل ثلاث إشارات ضوئية على الشارع وهي مزدحمة تماماً اليوم، أم إشارة واحدة فقط؟.
كما إن الجسر الرابع بين المحرق والمنامة سيساهم في تقليل الازدحام الكبير الواقع على شارع الملك فيصل، والذي يتحمل الثقل الكبير للحركة المرورية والاقتصادية والسياحية.
شارع الملك فيصل يحتاج إلى مشروع ذكي يقوم على نقل الحركة دون توقف، فهل هناك حل للإشارات الضوئية على شارع الملك فيصل، أم سيبقى الحال على ماهو عليه اليوم؟
قبل أيام نشر خبر حول توسعة شارع خليفة بن سلمان (الهاي وي المزدحم دائماً)، الخبر يقول إن هناك دراسة لتوسعة الشارع إلى 4 مسارات، بينما صرح مسؤول قبل فترة أيضاً من أن الشارع يحتاج توسعة إلى 5 مسارات في كل اتجاه بسبب حجم الحركة المرورية عليه.
نتمنى إيجاد حل لموضوع توسعة شارع خليفة بن سلمان الحيوي والهام، فقد بدأت (الزحمة تعود مع عودة المسافرين)، ناهيك عن (الزحمة مع افتتاح المدارس).
زيادة أعداد السكان، التي ربما حدثت بشكل (متسارع جداً) ألقت بظلالها على أمور كثيرة، منها الصحة والتعليم والإسكان، لذلك فقد طرحنا ذات مرة مشكلة الزحام على شارع هام، وهو شارع الرفاع، وكما يصرح دائماً أن هناك مشروعاً لتطويره، لكن حتى اليوم لا يعرف عنه شيء، وأصبح موضوع أنابيب النفط التي تجاور الشارع مثل (مسمار جحا)..!
أيضاً هناك مشكلة ازدحام عند إشارة غاز البحرين المؤدية إلى مدينة عيسى وسلماباد، فما يقع قبل الإشارة من جهة الشمال والجنوب (كباري)، لكن هذه الإشارة تعطل الحركة المستمرة التي من المفترض ألا تتوقف، فتتجمع السيارات عند هذا المصب، وتصبح هناك ازدحامات كبيرة جداً.
الطرق في البحرين تحتاج إلى خطة متكاملة، تنقل الحركة دون توقف، فحين نقيم مشروعاً للكباري في تقاطع معين ونترك الذي بعده، فإننا سننقل الزحام إلى التقاطع الآخر، لذلك نحتاج إلى خطة متكاملة للطرق.
كل هذه المشاريع التي تعلن عنها الحكومة الموقرة هي محل تقدير وترحيب من المواطن، وتظهر أن عجلة التنمية مستمرة وفي تسارع، وفي تصاعد نحو الأعلى، وهذا أمر يسعدنا في الصحافة، ويسعد المواطن في كل مكان.
كل الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان حفظه الله على ملامسة احتياجات الناس، وعلى تعجيل حركة التنمية والمشروعات الحيوية التي يحتاجها المواطن، المطار والطرق، وكل المشاريع التي تشكل محور حياة الناس كمستشفيات، ومدارس ومشروعات إسكانية.
والشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد ولي العهد والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله على تحرك الملفات، وسرعة الإنجاز، خاصة في مشروع مطار البحرين الذي كان لسمو ولي العهد دور كبير في سرعة إقراره، فله كل الشكر والتقدير.