منذ العام 2003 والعراق يحكم من قبل حزب واحد، ألا وهو حزب الدعوة الشيعي، وهو ذات الحزب الذي تنتمي إليه جمعية الوفاق بالبحرين، غير أن منذ ذلك التاريخ، تاريخ تسليم العراق من قبل الأمريكان لإيران، وهذا البلد يعج بالإرهاب والفساد والقتل والتهجير والطائفية.
الذين كانوا يريدون الخلاص من دكتاتورية النظام السابق بالعراق، أتوا بدكتاتورية طائفية أكثر خطراً على العراق من النظام السابق، فماذا فعلوا خلال 12 عاماً من حكم العراق؟
أراقوا الدماء وهجروا المواطنين، ونهبوا ثروات العراق، ودمروا النظام القضائي، ودمروا أكبر ثروة يمتلكها العراق في العقود السابقة، وهي ثروة الإنسان والتعليم، والجامعات، فقد كان النظام التعليمي العراقي من أقوى وأفضل الأنظمة التعليمية بالوطن العربي.
فقد خرج العلماء في شتى المجالات والأطباء والمفكرين، حتى أصبحت الدول العربية تتمنى أن تصل إلى ما وصل إليه العراق من قوة التعليم، وقوة مخرجات التعليم التي جاءت بكل هؤلاء العلماء الذين انتشروا في العالم.
الحزب الطائفي الدموي العراقي الذي جاء على دبابة أمريكية (وهم يرددون الموت لأمريكا في كل مناسبة في حالة من الدجل النخبوي والشعبي) أوصل العراق اليوم إلى ما ترونه، ولا يحتاج إلى وصف أكثر مما يعرف القارئ الكريم، فهذا هو حزب الدعوة العراقي خرجت عليه الجماهير اليوم التي ضجت بالفساد وانعدام الخدمات، وانهيار النظام القضائي الذي أسس لخدمة حزب وأفراد.
نظراء حزب الدعوة بالبحرين هم جمعية الوفاق، كل طرف فيهم يدعم الآخر ويساند الآخر، كما يقول إخوتنا المصريين (فوله وانئسمت نصين) فتخيلوا لو مكن لهؤلاء أن يهيمنوا على أمور تسيير البلاد ومالت لهم الكفة في 2011، كيف ستكون البحرين؟
أي فساد سيضرب البحرين، أي دماء ستسيل في الشوارع، أي إرهاب سنرى (أكثر مما نرى اليوم) أي انهيار للنظام القضائي سيحصل، أي دولة ستكون تحت أيديهم؟
إذا أردتم أن تروا مشروعهم الحضاري التنويري، انظروا للعراق اليوم، الذين يضجون رأسنا هنا بنزاهتهم وبشرفهم، ويريدون أن يوهموا أهل البحرين أنهم يريدون الحفاظ على المال العام، هم أول من سيسرقه إن مكن لهم الأمر، والعراق أمامكم، والتظاهرات الشعبية الغاضبة من كل الطوائف أمامكم.
لماذا يحل الخراب في العراق، وسوريا، ولبنان، واليمن؟
ما الذي يجمع بين الدمار والإرهاب والفساد وضياع الأمن في هذه الدول؟
ما هو العامل المشترك بينهم؟
أليست الصفوية الإيرانية؟
أليس التدخل الإيراني، من بعد تسليم الأمريكان العراق لإيران منذ 12 عاماً، ماذا حدث في العراق؟
أهذه هي جنة إيران الموعودة؟
إيران نقلت إليهم تجربتها في الإرهاب، وفي الفقر، وفي استيلاء العمائم على السلطة والثروة والنساء، كل شيء سخر لهم، هذه التجربة الفريدة الإيرانية التي نقلت إلى العراق وإلى جزار الشام، وما يفعله بشعبه من قتل بالبراميل المتفجرة (وهي بالمناسبة اختراع إيراني لإبادة المدنيين والآمنين من الشعب السوري) وبالقنابل الكيماوية.
هذا الذي يحدث في سوريا، وقد حل فيها الخراب والدمار بأيادي إيران وعملاء إيران، وبتدخل حزب الشيطان الذي وعد بالنصر في الزبداني، والآن قرابة الشهرين ولم يأت النصر بعد، بل عادت النعوش للضاحية، هذه تدخلات إيران وحضارة إيران، وجنة إيران (مو الجنة ملك خاص عند البعض، يوزع مفاتيحها على من يشاء)..!
إن لله حكمة في تأخر النصر في سوريا حتى وإن اقتربت ساعته، ربما تغيب عنا هذه اللحظة تلك الأمور التي من أجلها تأخر النصر، وندركها بعد تحقيقه، لكننا نؤمن إيماناً كبيراً وراسخاً أن لله حكمة في ذلك وقد تكون خيراً لنا، وربما من هذه الحكمة أن يتم استنزاف إيران وحزب الشيطان والميليشيات العراقية وينجروا إلى مستنقع لا يخرجون منه..!
في اليمن أرادوا أن يحتلوا البلد من بعد أن زرعت طهران الحوثيين في شمال اليمن، ولم يكن لهم ذلك لولا خيانة علي صالح الذي بيده الجيش، وحتى مع كل ذلك فشلوا، وسيفشلون أكثر بإذن الله، وستحرر اليمن بما فيها صعدة، وسيعود اليمن عربياً (وهو أصل العرب) وسيكون بإذن الله قوة رافدة للتحالف العربي والإسلامي.
صورة العراق اليوم، كانت هي التي يراد لها أن تحدث في البحرين في 2011، لكن الله أفشلهم، وفضحهم، وهزمهم، كانوا يظنون أن الأرض مالت لهم، ولكنها مالت عليهم، وقد صدق الكذوب الدجال صاحب مؤامرة الانقلاب الأولى هنا، حين قال في العام 2011، قال: «إن لم تنتصروا اليوم فلن تنتصروا، وسوف تعودون 50 عاماً للوراء..!».
هكذا قال، وأحسب أنه صدق من حيث لا يعلم، وهو الدجال الكاذب، فساد العراق، ودماء العراق، وطائفية العراق، وتسيير القضاء بالعراق من قبل أشخاص، كل ذلك كان يراد له أن يحدث لنا هنا حين أراد صنوان حزب الدعوة وفرعه بالبحرين جمعية الوفاق أن تنقلب على الدولة والنظام، فلو مكن لهم لأصبح حالنا أسوأ من العراق، ولسالت الدماء في الشوارع، ولنهبت أموال ومقدرات البلد.
إياكم أن تصدقوا أن هؤلاء يبحثون عن العدالة والتنمية والديمقراطية، إذا أردتم أن تروا إنجازاتهم في 12 عاماً، انظروا إلى العراق اليوم، هذه إنجازات حزب الدعوة، حزب الدماء والطائفية والقتل والفساد.
حزب الدعوة يساوي الوفاق هنا، نحمد الله أنه لم يمكن لكم، وبإذن الله لن يمكن لكم، هؤلاء بمجرد وصولهم للسلطة لن ينهبوا البلد وحسب، بل (سيمصوا دماء الناس)..!!