حينما كنت خارج البحرين قبل أسابيع قليلة، وبالتحديد في العاصمة الإسبانية مدريد، التقيت وعلى فترات من تلك الرحلة بمجموعة من الإسبان والعرب المهاجرين إلى إسبانيا منذ سنوات عدة، والغالب ممن التقيت بهم في هذه الزيارة أوغيرها من الزيارات السابقة حينما يسألونني من أين أنت، أقول لهم وبكل فخر من مملكة البحرين، فيجيبوا وأين تقع البحرين؟ في هذه اللحظة بالذات أشعر بالكثير من الحزن والإحباط بأن هناك من لا يعرف مملكة اسمها البحرين.
هنا بدأت أتحدث لتلك المجموعة التي التقيت بها عن جزء من تاريخ البحرين بأنها في منطفة الخليج العربي ويضم معها دول السعودية والإمارات والكويت وعمان وقطر، ولديها جسر بحري مشترك مع السعودية افتتح بالعام 1986، وهي أول دولة خليجية تم استكشاف النفط فيها في العام 1932، وأسست اول مدرسة نظامية وتحديداً في العام 1919، وفيها مطار يعود إنشاؤه إلى العام 1937، ويحتضن أرضها مصنع المنيوم البحرين «ألبا» أحد أكبر المصانع في العالم ويصدر إنتاجها إلى مختلف دول العالم، وبها أقدم غرفة تجارية في المنطقة والذي تم تأسيسها في العام 1939.
وعلى المستوى الرياضي؛ فكانت المملكة سباقة بين دول الخليج العربي في تأسيس أول نادٍ رياضي في المنطقة ممثلة بنادي المحرق في العام 1928، ومن جانب آخر احتضان أرض المملكة لحضارات مثل دلمون وتايلوس وأوال، بالإضافة إلى وجود القلاع والمباني التاريخية منذ مئات السنين كقلاع البحرين وعراد والرفاع ومسجد الخميس، هنا استغرب الكثير من كل تلك المعلومات التاريخية عن مملكتنا العزيزة.
وما ينقص البحرين في وقتنا الحالي هو التسويق والترويج الأمثل والذي يتطلب أولاً وقبل كل شي تأسيس سفارات للمملكة في بعض دول العام منها إسبانيا الذي تعتبر دولة ذات أهمية كبرى في قارة أوروبا، فقيادة البلدين الصديقين البحرين وإسبانيا يتميزان بعلاقات متينة ولعل حرص ملك إسبانيا وحضوره كل عام لسباق جائزة البحرين الكبرى للفورمولا ون خير مثال على تلك العلاقات الوطيدة، إلى جانب دول أخرى كإيطاليا وماليزيا وأستراليا والذي يعتبرون دول هامة جداً وبحاجة لسفارات بحرينية فيها، فإنشاء المزيد من السفارات للبحرين في تلك الدول وغيرها هي الانطلاقة الحقيقية للتعريف والترويج عن المملكة، نتمنى من القيادة الرشيدة النظر في هذا الأمر والتوجيه بفتح سفارات للبحرين في بعض دول العالم.
وفي المقابل هناك العديد من العناصر الإيجابية في مملكتنا غير متوافرة في دول المنطقة ولكن لم نحقق منها أية فائدة أو منفعة، هم اجتهدوا وأصبحوا اليوم محط أنظار العالم بأفكارهم المدروسة، فعلى سبيل المثال الملعب الرئيس لنادي آرسنال الإنجليزي في لندن تحت مسمى ملعب الإمارات، وشركات الطيران القطرية والإماراتية والاتحاد قامت برعاية أكبر الأندية في أوروبا كبرشلونة ومانشترسيتي وباريس سان جيرمان، وهذا ما يسمى بفن التسويق والترويج للدولة، ولنكن واقعيين فنحن البحرين لا يعرفنا الجميع.
ولعل الحسنة الوحيدة هو إنشاء حلبة البحرين للفورمولا ون والذي من خلاله عرف الكثير من دول العالم عن المملكة، وأصبحت أحد العناصر المهمة للتسويق والترويج عن بلادنا خاصة وأن البحرين تواجدت بشكل دائم في روزنامة سباقات الفورمولا ون منذ أول سباق في العام 2004 إلى العام 2015 باستثناء العام 2011 جراء ما مرت بها البلاد من أحداث مؤسفة وهو ما أعطى الحلبة والبلاد طابعاً مثالياً ومميزاً، ولكن شيئاً واحداً لا يكفي لتسويق وترويج بلادنا.
مسج إعلامي..
رغم حصول الحكومة الإلكترونية في البحرين على جوائز إقليمية وعالمية، إلا أن هناك العديد من الجهات ما زالت تحن على عادتها القديمة من خلال طلبها من المواطنين بإحضار نسخ من الجواز والبطاقة الذكية وغيرها من الأمور الورقية لبعض المعاملات، وعلى سبيل المثال حدثني مواطن انتقل من عمله في القطاع الخاص إلى القطاع العام إلا أن علاوة الغلاء انقطعت منذ انتقاله إلى عمله الجديد رغم أحقيته فيها، وبعد مراجعته وزارة التنمية الاجتماعية أفادوا أن المبين لديهم بأنه يستلم راتبين من عمله السابق والحالي وهو غير صحيح وطلبوا تحديث البيانات رغم أن العملية يجب أن تكون أكثر سرعة ومرونة بين جهة العمل والوزارة خاصة وأننا في زمن حكومة إلكترونية والحقيقة هي اللاإلكترونية والسبب يرجع إلى القصص الغريبة الذي يمر بها المواطنون في وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة.