لم يكن مواقف أذناب إيران في الخليج سرية؛ بل كانت علنية في وضح النهار من رحلات وزيارات لإيران والعراق ولبنان على خطوط شركات الطيران الخليجية والمنافذ البرية، وكانت تصريحاتهم وبياناتهم المؤيدة لإيران تنشر يومياً في الصحف المحلية والخليجية والعالمية، أذناب إيران الذين صاروا في دول الخليج يشغلون المناصب العليا؛ نواباً وتجاراً وأعضاء أو رؤساء أعضاء مجالس إداراة مؤسسات وطنية، كما تناط إليهم مسؤولية إدارة الاقتصاد وعملية التعليم والتدريب والتوظيف وتخصص لهم الدول ميزانيات، أو تفتح لهم إيراداً دائماً ومضموناً، كتخصيص موارد مالية من مؤسسة معينة لتغطية نفقات تحت اسم «التمكين» يكون مقابلها هدم اقتصاد وتأهيل كوادر، واستمرار الدفع بمزيد من التأهيل لخدمة مخطط الاحتلال الإيراني من خلال المليشيات الصفوية التي مع الأسف قامت بإعدادها وتأهيلها الدول نفسها. لم يكن الاكتشاف الأول ولا الأخير لمخازن الأسلحة والقبض على خلايا إرهابية تابعة لحزب الله في الكويت أو البحرين، فكم من خلايا تم القبض عليها في السابق، وكم دخل منهم السجون، وكم منهم من استبعد وسحبت جنسياتهم، بالرغم أن هؤلاء لم يحاولوا، ولو مجاملة الدولة أو إظهار حتى التقية لها، بل يواصلون جهرهم بتأييدهم لإيران في كل المناسبات، وفي كل المحافل المحلية والدولية، وعلى قنواتهم التي يملكونها والصحف التي يديرونها، كذلك ممارستهم الطائفية كوزراء أو أي مناصب كانت على المكشوف. لقد تمكن أتباع إيران، ليس فقط من المؤسسات الحيوية في دول الخليج والتي أهمها المؤسسات النفطية وقطاع الطاقة من كهرباء وخدمات حيوية واتصالات، بل تمكنوا من الاقتصاد، وكذلك بالنسبة لشراء العقارات في جميع دول الخليجية دون استثناء، وها هي الحركة العقارية الصفوية تنشط في شراء الصحاري والأراضي البعيدة في بعض الدول الخليجية، ناهيك عن شراء العقارات من مبانٍ ومنازل في عمق المناطق الحيوية، وبالتأكيد العواصم هي المستهدفة كذلك الأراضي التي تحيط بالمؤسسات الحيوية، إذاً لديهم استعداد كامل، كما لديهم كفاءت علمية فنية ومهنية، ولديهم كفاءات قتالية، حيث قاموا بتدريب العوام في المعسكرات الإيرانية وهم من يعتمدون عليهم في تنفيذ العمليات الإرهابية، أما أصحاب المناصب العليا والأطباء والمهندسون فسيكون دورهم بعيداً عن مسارح الجريمة، فهم مسؤولون عن الجانب الرئيس والأهم وهو العمل من داخل مؤسسات الدولة، الذي يوجب عليهم إظهار قليل من الولاء للدولة كي يتمكنوا من تأهيل البلاد وتجهيزها لاستلامهم السلطة التنفيذية ومن ثم كرسي الحكم. ما يهدفون إليه إما أن يتم بالحوار والتفاوض بإشراف أممي أو تصادم مسلح ينتهي لصالحهم، وهذا ما يسعى إليه الآن أذناب إيران في البحرين، بعد أن قطعوا شوطاً كبيراً خلال العقود الماضية بعد أن اكتمل استيلاؤهم على مؤسسات الدولة في الحاضر، وفي المستقبل الذي ينتظرون فيه تخرج أبنائهم وحصولهم على المؤهلات العلمية، لأن خطة التمكين والسيطرة تتطلب أجيالاً متعاقبة يتم تأهيلها وتمكينها، أجيالاً تم إعدادها نفسياً وشحنها معنوياً بأن المستقبل سيكون لهم في هذه الدول، وها هي كلمات حفلات التخرج لأبنائهم خير دليل على أن هذه الأجيال تم تعبئتهم عقائدياً وسياسياً، ولا يتخرج منهم طالب إلا وقد رسخ في ذهنه أن الدولة عدو له. كل هذا يجري ويحدث ويقال ويسمع ويقرأ وينشر وتعلمه دول الخليج تمام العلم، ولكن ما هي الخطوات التي اتخذتها الدول الخليجية تجاه هذا الطوفان العقائدي الصفوي الذي بدأ مرحلة التنفيذ؟ لا شيء! ويا ليت وقفت المسألة عند لا شيء، بل زادتهم تمكيناً وتمويلاً وتقريباً، وخير دليل ما حصل في البحرين بعد فشل المؤامرة الانقلابية، وذلك عندما عادت الأمور بالنسبة لهم بأفضل من السابق من تمكين اقتصادي وعلمي وفرص عمل وتعويضات ومحاولة فتح الحوار والتفاوض مع رؤوس الإرهاب الذين كان المفروض أن يكونوا جميعهم خلف القضبان أو منفياً خارج البلاد. إذاً لا تستغربوا إذا تم العثور على أسلحة تحت صبيات المنازل والحسينيات والجواخير في الكويت، والله يستر مما يخبأ من أسلحة خفيفة وثقيلة تحت صبيات المآتم والمنازل وقد يكون تحت صبيات محلات وشركات ومدارس بزعم خاصة ومزارع في البحرين. - الحديث يجر بعضه بعضاً.. لغز انقطاع الكهرباء في 23 أغسطس 2004 عن جميع مناطق البحرين، والذي لم يجد له تفسيراً ولا تعليلاً، إلا ما يشاع كان لإدخال أسلحة في البحرين، لم يتم تكذيبها، ولم يتم التحقيق فيها، وقد يكون حصل تحقيق ولكن لا نعلم منه المتهم، وبالتأكيد إذا دخلت شحنات أسلحة فهي عن طريق الميناء!