أنت إنسان يملك كل الإمكانيات التي تستطيع أن تجعلك تعيش في أفضل وضع ممكن على هذه الأرض، أو في الفترة التي تحياها في العمر المكتوب لك، تستطيع أن تحصل على ما تريد إذا امتلكت النية الصافية الصادقة في كل ما تعمل.
الله سبحانه وتعالى حينما خلقنا، لم يتركنا هكذا بدون أسلحة نستطيع من خلالها مواجهة جميع المصاعب التي تعترض طريقنا، أو قد تعرضه للعديد من الأخطار اليومية، وهذه الأسلحة هي مجموعة القوانين الكونية أو الإلهية أو الطبيعية، سمها ما تشاء من الكلمات التي تعتقد بها، المهم أن من يطبق هذه القوانين يستطيع التغلب على جميع العوائق، وحتى لو كانت هذه العوائق مادية يومية، ومن أهم القوانين في تصوري هو قانون النية الصادقة، والنية في الأصل ما هي إلا فكرة تبذر في حقل العقل وتترك للنمو، كسائر البذور التي ما أن تحصل على التربة الصالحة إلا ونمت كما شاء الله لها أن تنمو.
كان رجل عجوز يجلس مع ابنه ذي العشرين ربيعاً، وأثناء حديثهما طرقت الباب، فذهب الشاب ليفتح الباب، وإذا برجل متجه نحو رجل العجوز قائلاً: «له اتق الله وسدد ما عليك من الديون فقد صبرت عليك ونفد صبري».
حزن الشاب على أبيه في هذا الموقف، ثم سأل الرجل: «كم على والدي؟»، أجاب الرجل: «ألف دينار»، فقال الشاب: «دع والدي وشأنه وأبشر بالخير».
اتجه الشاب إلى غرفته ليحضر المبلغ للرجل، فقد كان بحوزته ستمائة دينار فقط جمعها من رواتبه، وقال للرجل: «هذه دفعة من دين والدي، ونسدد لك الباقي عما قريب إن شاء الله «.
ثم عاد الشاب إلى والده وقبل جبينه قائلاً: «يا والدي قدرك أكبر من ذلك المبلغ».
في اليوم التالي بينما كان الشاب في وظيفته زاره صديق وقال له: «كنت مع أحد رجال الأعمال، وطلب مني أن أبحث له عن رجل أمين فلم أجد شخصاً أعرفه يتمتع بهذه الصفات غيرك». امتلأ وجه الشاب بالبشرى، فحمد الله.
وفي الصباح كان الموعد المرتقب بين رجل الأعمال والشاب، وسأله عن راتبه، فقال: «400 دينار»، فقال رجل الأعمال: «قدم استقالتك واعتبر من الآن سوف يكون راتبك 1500 دينار، بالإضافة إلى عمولة الأرباح وراتب ستة أشهر لتحسين أوضاعك»، فما أن سمع الشاب هذا الكلام حتى بكى وهو يقول: «أبشر بالخير يا والدي، فهذه هي ثمرة من يبر بوالديه».
إن نية الابن في هذه القصة الواقعية، والتي ممكن أن تحدث لنا جميعاً نحن سكان الأرض، بعيداً عن الدين واللغة والجنس، وبعيداً عن العادات والتقاليد والجغرافيا، هي الخطوة الأولى في طريق الخير، فهي البذرة التي قادت لتحقق هذا الفعل على أرض الواقع، وهو الحصول على أضعاف مضاعفة من البذرة الطيبة التي بذرها بعقله.
من هنا دائماً ما أردد بيني وبين نفسي، وبيني وبين الآخرين، دائماً تفاؤل بالخير ودع قلبك عامراً بالمحبة لك ولكل أهلك ولكل من يسكن معك على هذا الكوكب، دع قلبك مفتوحاً على فضاءات المحبة وستجد أن كل ما نويت من خير أمامك لا شأن للظروف الخارجية بذلك، فالنية هي القوة الهائلة القادرة على تحريك ما لا يتحرك، النية هي سلاحك الدائم نحو المزيد من الخير والمزيد من الأمن والمزيد من الصفاء الروحي والنفسـي.. فلا تتركها أبداً.. لا تتركها.