لم يتردد لحظة في أن يعلن المدعو دشتي، عضو البرلمان الكويتي، تمثيله لإيران على ما تسمى «قناة اللؤلؤة»، حيث قال «إيران تعبت مع دول الخليج وقدمت لها أكثر من المطلوب»، هذا المدعو دشتي لم يدافع عن الكويت ولم يتصد للتصريح الذي جاء على لسان عضو اللجنة البرلمانية لشؤون الأمن القومي الإيراني محمد عابدي الذي قال «إن ما حدث من دخول جيوش من دول الخليج البحرين لن يسمح بحدوثه في الكويت، فظروف وموقع البحرين جغرافياً وعسكرياً تختلف نهائياً عن الكويت، وأن من حق إيران الدخول إلى الكويت لحماية الشيعة، ومن يعتقد أنه يستطيع الرد على إيران لا يعلم بأن إيران متى رغبت تسلب الأمن من الأنظمة في دول الخليج، وأن لإيران أيادي طويلة تستطيع الوصول لما تشاء». كما هدد مصدر كبير في الحرس الثوري الإيراني بأن «فيلق بدر وفيلق القدس الموجودين بالقرب من الحدود العراقية والكويتية لديهما الاستعداد العسكري للتدخل»، بالتأكيد لن يرد دشتي؛ فهو الوكيل المعتمد لإيران في الخليج وليس في الكويت فحسب، وهو واحدة من تلك الأيادي الطويلة التي ذكرها عبادي التي يستطيع من خلالها سلب الأمن من أي دول خليجية، وسلب الأمن الذي تعتمد عليه إيران لا تنفذه عن طريق دخول جيوش بل من خلال أذنابها الذي اكتسبوا الجنسيات الخليجية وصار لهم نفوذ قوي في دوائر الحكم في بعض الدول ومنها الكويت. لم يتوقف تهديد إيران للكويت عند هذا الحد، بل ربط رئيس مجلس الشورى الإيراني لاريجاني سقوط بشار بسقوط الكويت، حيث قال «سقوط بشار اليوم يعني سقوط الكويت غداً»، كما هددت إيران في 2010 الكويت، حيث قال «الكويت ستكون أول ضحية لأي توتر بالمنطقة»، والذي جاء على لسان النائب حشمت الله بيشه، والتهديدات الإيرانية كثيرة للكويت، حيث لا يمكن حصرها، وكذلك هو الاستعداد النفسي والعسكري لدى أذناب إيران في الكويت قد تعدى مرحلة التخطيط إلى التنفيذ، فهناك الكثير من التقارير التي تؤكد عن وجود خلايا إيرانية من الحرس الثوري الإيراني قد دخلت عن طريق التسلل أو تحت اسم عمالة. إذاً تطاول دشتي على البحرين لا يعني شيئاً أبداً، كما أن البحرين لديها من أمثاله الكثيرون، ومنهم من كانوا نواباً وشاركوا في المؤامرة الانقلابية ودافعوا عن مصالح إيران وأعلنوا ولاءهم جهراً وليس خفية، ومنهم نائب وفاقي سابق أسقطت جنسيته، عندما قدم نفسه لرئيس مجلس الشورى الإيراني بقوله «خادمكم المطيع» في أحد المؤتمرات الدولية التي شارك فيها باسم البحرين، وكذلك جميع نواب الوفاق السابقين في المجلس كانوا لا يخفون ولاءهم لإيران. وهنا نذكر حين ضرب علي سلمان يده على الطاولة عندما وصل إلى علمه دخول درع الجزيرة البحرين مهدداً بإيران، كما كانوا يجاهرون بزيارتهم للعراق وإيران ليس حجاً للنجف أو لزيارة أبي لؤلؤة المجوسي، بل للاجتماع مع القيادات الإيرانية والعراقية، حيث لا يحسبون حساباً للدولة عندما يستعرضون صورهم في لقاءاتهم واجتماعاتهم مع المراجع الإيرانية وممثلي الحكومة والتي وصلت إلى مستوى الاجتماع برئيس الوزراء في العراق وذلك للتباحث في المؤامرة الانقلابية التي كانوا يعدون لها منذ مشاركتهم في المجلس النيابي وقبل ذلك، ورغم مشاركتهم في المؤامرة وعلاقتهم المباشرة مع إيران مازالوا يحتفظون بجوازات خاصة والتي حصلوا عليها بصفتهم نواباً سابقين في البرلمان، وكذلك كانوا أعضاء مجلس الشورى وشاركوا في المؤامرة الانقلابية ودعموا تغيير الحكم، عدا عن أصحاب المناصب العليا وكبار موظفي الدولة وباقي الموظفين الذي أعلنوا تأييدهم للانقلاب ولإيران، جميعهم يحصلون على منافع من الدولة ويحتفظون بمراكزهم. إذاً دشتي لا يختلف عنهم في شيء، إلا أنه كويتي الجنسية يتدخل في الشأن البحريني ويدعم مؤامرة ضد مملكة أبناء عموم «آل صباح»، مما تتحمل تبعات تدخله دولة الكويت لكونه يحمل الجنسية الكويتية وهو نائب في مجلس الأمة. أمن البحرين من أمن الكويت، ونحيي الكويت في تصديها لكل من يدعم ويؤيد الإرهابيين وإنزالها أقصى العقوبة عليهم وعلى كل من يؤيدهم حتى لو بتغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، ودشتي اليوم يدعم الإرهاب في البحرين، هذا الإرهاب الذي أدانه مجلس التعاون الخليجي، وهو إرهاب لا يختلف عن الإرهاب الذي ضرب مسجد الصوابر في الكويت، ونتمنى أن يقدم للمحاكمة ليس فقط لدعمه الإرهاب بل هو أحد قادة الإرهاب الصفوي الذي يستهدف أمن واستقرار البحرين منذ 2011 حتى اليوم. «نحن إيران» لتأخذ دول الخليج حذرها.. سبحان الله حين يفضح الله المنافقين بلسانهم رغم حذرهم، فالله مخرج ما يحذرون، ولكن هل تكفي هذه الفضيحة لتعي دول الخليج خطورة أذناب إيران الذين قربوهم من دوائر القرار، أم أنهم سيواصلون تقريبهم، حتى تصل الأيادي الإيرانية إلى الطول الكافي لتبتلع دولة خليجية ترى أن موقعها الجغرافي منها لا يستغرق ساعة حتى تصل إلى دار الحكومة؟!