مؤلم لنا كصحافة أن نعيد فتح جروحنا كلما قتل رجل أمن في مسلسل إجرامي وإرهاب شيعي متطرف، بينما كما يقول المثل «أذن من طين، وأخرى من عجين»، ولا نعلم إلى متى سنبقى كدولة ومجتمع نتفرج على الاغتيالات والدماء التي تسيل في الشوارع.
لن نلوم الخونة الإرهابيين وعملاء إيران في كل موقع في البحرين، ولن نلوم من يبرر أعمالهم وبنفي وجود ارهاب شيعي منظم، او انه ينثر علينا في «لحظة تجلي» من التقية السياسية بعض الإدانه على استحياء، بينما قلبه عامر بالحقد، وهو يسبح بحمد إيران صبح مساء، ولا يستطيع ان يقول صراحة، ان هناك إرهاب شيعي منظم بالبحرين، ويلقي بالعدسة على إرهاب محتمل يسمى إرهاب داعش.
لكننا نلوم الدولة ومن بيده تطبيق القانون، ومن بيده حفظ الأمن، على كل تلك الجهات يقع اللوم. فالإرهابي ينفذ توجيهات ملالي الداخل وملالي إيران وتوجيهات الجمعية الانقلابية، هذا خياره، لكن ماذا عن خيار الدولة.
أوهموكم بداعش، فقتلوا رجال أمننا، هكذا يفعلون، لا نريد أكثر مما تقوم به أمريكا وبريطانيا في مكافحة الإرهاب، اقطعوا الخدمات عن الإرهابيين، كما تفعل بريطانيا وكما هدد وطبق ديفيد كاميرون، حين تعرضت لندن لأربعة أيام من الفوضى، أخمدوها بقرار سحب البيوت من الإرهابيين، ومنع كل خدمات الدولة عنهم، وباستخدام القوة ضدهم، حتى قال أمن لندن واقتصادنا أهم من حقوق الإنسان.
أليست لندن قبلة الإرهابيين، طبقوا عليهم ما تفعله لندن من سجب للجنسيات، وإسقاط لكل الخدمات، لكننا في دولة نحارب الإرهاب بالتمني والدعوات لن يكف الفعل عن فعله، وهذا وهم كبير. نحن هنا نعطي بعثات الطب لمحكومين بالإرهاب، حتى يكملوا مشوار ما فعله بعض المجرمين في السلمانية، بالله عليكم كيف ينتهي الإرهاب، هل ينتهي بهذه السياسات التي تدفن بها الدولة نفسها؟
(باقي تعطون الإرهابي أرض وقرض) والله لن نستغرب هذا في البحرين، الإرهابي في الدول الديمقراطية توقف عنه كل خدمات الدولة، هذا أول طريق محاربة الإرهاب، خدمات كل الوزارات، بل يعطل رقمه الشخصي، وخدمات تمكين وغيرها، فكيف نعطي خدمات الدولة لمن يقتل ويسفك الدماء؟
أين أصحاب الصلاة الموحدة، لماذا لا تصلون في سترة، والله بلينا بالذين يبحثون عن أدوار على حساب الوطن وأمنه، صلاة مجاملة لا يجب أن تتم، الصلاة لله، كل إنسان يصلي كما يرى ويعتقد، أما أن نضع ملابس جميلة على جسد مثخن بالجروح فهذا عبث وهراء ونفاق.
إيران أوجدت الخلايا الإرهابية ودربتها، وأعطتها الأموال، وجعلت الأبواق الإعلامية الخائنة تسوق مشروعها في البحرين، من أجل ذلك تدخل وكيل الله في الأرض خامنئي لأن في البحرين بيئة حاضنة للإرهاب، وأذرع إيران تعمل.
لو أننا قطعنا هذه الأذرع، وجففنا المنابع، وحاكمنا بالقانون من يتدرب بالخارج على العمليات الإرهابية لما اتسعت دائرة الإرهاب، ولما تدخل أكبر دكتاتور على وجه الأرض في البحرين، هذا الذي يسجد ويركع له من دون الله، أزاله الله وأنزل عليه غضبه.
الإرهاب في البحرين يحتاج إلى وقفة صريحة مع التنفس من أصحاب القرار، إما نسير في (طريق الدماء والتقاتل) وإما نجتث الإرهاب، لا يوجد خيار آخر اليوم، هذا المشهد أمام البحرين وأهلها، الوطن اليوم يحتاج إلى قرارات حاسمة صارمة قوية غير مترددة، تضرب بيد من حديد على الأيادي الإرهابية الشيعية المتطرفة، وأي حل غير ذلك سيضيع مستقبل الوطن.
استراتيجية الإرهاب لدينا فشلت، والعمل الاستخباراتي فشل، والدليل أمامكم في الدماء التي تسيل بين فترة وأخرى كلما طلب خامنئي من خونة البحرين استهداف رجال الأمن بالإرهاب.
البحرين وهي دولة صغيرة تحتاج الى مسح شامل، والى تقطيع اماكن الارهاب، الدولة خلقت مقاطعات مغلقة للإرهاب، ومياهنا الإقليمية شبه مفتوحة، فلماذا لا يتطور ويكبر، أماكن الإرهاب تحتاج إلى تقطيع وتقسيم، حتى لا يتحرك الإرهابيون بشكل آمن في اماكن خارجة عن سلطة الأمن.
لدينا كفاءات أمنية محترمة وخبيرة، لكن إما تم إخراجها من مواقعها، أو إنها تقاعدت، أو إنها مهمشة، أو تم تكبيل يدها من أجل أن يرضى بسيوني ودعاة حقوق الإنسان، هذه الكفاءات التي حققت نجاحات فيما سبق يجب أن تعاد إلى أماكنها، وتعطى الصلاحيات، وإلا فإن حالنا لن يتغير، ستسيل دماء كلما أمرهم دجال طهران.
لأول مرة أرى دولة تتعرض لانقلاب خطير بعد أن تغلغل الانقلابون إلى مفاصلها الحساسة، وأبقت على ذات السياسات، وذات النهج، تتفرج على مشهد الاستيلاء على الدولة.
الاحتفاظ بوزارتين فقط أمر خاطئ تماماً، وكان مشهد العصيان المدني للوزارات و(الشركات الكبيرة والخطيرة) والذي دعا إليه الولي الفقيه أمامكم، فهل هذا الذي تريدون، متى تصححون الأخطاء الكارثية؟
حتى إن توصلت أجهزة الدولة للقتلة، لكن ماذا بعد ذلك؟
القاتل يقتل هذا شرع الله، فلا تغيروا شرع الله، الذين قتلوا بشر، ولهم حقوق، ولهم عائلات وأسر وأبناء وزوجات، هل فقط نقبض على الفاعل؟
ومن ثم نضعه في سجن خمس نجوم؟
الذي يحدث لنا في البحرين لن تجدوه في أي مكان آخر، من أجل ذلك لا ينتهي الإرهاب.
كم كيلو غراماً من مادة الـ (سي 4) شديدة الانفجار دخلت البحرين؟
كم سلاحاً نارياً دخل.. البلد يحتاج إلى تمشيط أماكن الإرهاب؟
لماذا لا تخترقون الخلايا الإرهابية بالمخبرين الذين يبحثون عن المال، بالمال يبلغون حتى عن أهل بيتهم، لدينا أخطاء كثيرة تحتاج إلى تصحيح، لدينا ثغرات كثيرة تحتاج إلى إغلاق، لكن لا أحد يأخذ زمام المبادرة.
أين هم دجالو حقوق الإنسان، لماذا لا تتحدثون اليوم حين يقتل رجال الأمن، أليس هؤلاء بشر؟
أليست لهم حقوق؟ لكن كيف ينطق من (طأفن العمل الحقوقي) وصار عميلاً للخارج، هؤلاء شركاء في الفعل والإجرام.
نعم نريد أن نرد على من يتعدى حدوده من دجالي إيران، لكن قبل ذلك نحن أنفسنا من يتحمل ما يجري لنا حين نرى كل هذا الإرهاب ونقف مترددين في مواجهته بقوة وحزم وصرامة وبقرار سياسي صارم.
الجهاز الإعلامي جهاز خطير جداً، لكننا اليوم أضعفنا هذا الجهاز، وصرنا نتعامل مع الأحداث بطريقة رد الفعل، ومع عميق الأسف حتى رد الفعل غير موفق وخاطئ.
من ثم نستضيف في أجهزتنا الإعلامية من لا يستحقون الظهور، أو من يروج لإيران والإرهاب ويبرره، بينما الحرب على البحرين حرب إعلامية، فرطنا في الطاقات الإعلامية القوية، فإما أنها خرجت وإما أنها أُبعدت أو هُمشت، حتى وصلنا إلى هذا المشهد، كل هذه الصورة تقود إلى أن هناك سياسات كثيرة خاطئة يعمل بها، ولا توجد نية تصحيح.
مع كل حادث إرهابي مماثل أقول في نفسي لا أريد أن أكتب أكثر في هذا الموضوع، يبدو أن هناك من لا يريد للإرهاب أن ينتهي، أو يروق له هذا الوضع، مع مقدرته على إنهاء الإرهاب، فلماذا نكتب، بينما لم يبقى شيء لم نكتبه، لكننا نحترق من الداخل على أمن وطننا والدماء التي تسيل، عليكم أن تعرفوا أن هذا الإرهاب اليوم يضرب رجال الامن، والسكوت عنه سيجعله يضرب آخرين بعد فترة، وهذا ليس ببعيد، هل وصلت الرسالة..؟