لم تكن العملية الإرهابية صباح أمس في منطقة سترة، والتي ارتقى فيها شهيدان من أفراد قوات الأمن العام، إلا جزءاً من المخطط الإجرامي الذي يقوده ملالي طهران ويتم تنفيذه بأيدي إرهابيين، للأسف الشديد، من أبناء الوطن.
لذلك فإن هذه العملية الإجرامية تندرج ضمن المخطط الفارسي العنصري، والذي يهدف إلى تحقيق مكاسبه الضيقة على حساب مصالح دول الجوار، من خلال السعي إلى إثارة النعرات الطائفية والعنصرية، لاستخدامها كأوراق ضغط على المجتمع الدولي تمهيداً لتتويجها كشرطي للمنطقة وإطلاق يدها للعبث في مقدرات الشعوب وزرع الفتن مع حكوماتها.
العملية الإجرامية التي نفذها صباح أمس ثلة من الإرهابيين والخارجين عن القانون لا يجب أن تمر دون تفعيل صارم لقوانين مكافحة الإرهاب، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له العبث بأمن واستقرار الوطن ووحدة أرضه وشعبه.
ولابد لنا هنا من الربط بين تنفيذ هذا العمل الإجرامي، وما تم الإعلان عنه قبل أيام، من ضبط شحنة من الأسلحة خلال محاولة تهريبها عبر البحر من إيران، حيث تم تنفيذ العملية الإرهابية بنوعية متفجرات متطابقة لما تم القبض عليه، وهو ما يعني أنه لاتزال هناك مخازن وكميات أخرى من المتفجرات والأسلحة لدى الإرهابيين، ربما يتم استخدامها ضد أهداف عسكرية ومدنية.
المرحلة المقبلة على البحرين خطيرة وحساسة للغاية، وتتطلب من كل الجهات ذات العلاقة اليقظة وتفعيل عمليات البحث والتحري والعمليات الاستباقية للقضاء على الإرهاب في أماكن تواجده، حتى لا نخسر -لا سمح الله- مزيداً من الأرواح.
المطلوب اليوم من جميع أبناء البحرين التأكيد، مرة أخرى، على إدانتهم المطلقة لكل أنواع الإرهاب، والالتفاف حول القيادة التاريخية للمملكة، وتضافر الجهود الوطنية بالتعاون مع الجهات الرسمية لتبقى البحرين، كما كانت على الدوام، بلد الأمن والأمان، وواحة من الاستقرار والتقدم والديمقراطية.
وما الوقفة الوطنية الشجاعة التي وقفها أبناء الوطن خلال الأيام الماضية ضد التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون مملكة البحرين؛ إلا البداية لتحرك نوعي وعلى كافة المستويات من أجل فضح قوى الإرهاب والتطرف ومن يقف وراءهم من قيادات الإرهاب الإيرانية.
- ورق أبيض
نتقدم بأحر التعازي والمواساة لكل أبناء البحرين، وعلى رأسهم صاحب الجلالة الملك المفدى والقيادة الرشيدة، في ارتقاء شهيدين من أفراد الأمن العام في العملية الإرهابية صباح أمس، ونبشر شرفاء البحرين أن هذه الدماء الزكية التي أريقت يوم أمس ستكون شعلة ضياء لتنير سماء الوطن، ودفعاً آخر لتكاتف كل أبناء الوطن حول قيادته الرشيدة..
رحم الله شهداء البحرين الشرفاء، والخزي والعار للإرهابيين والخونة وخفافيش الظلام الذين باعوا أنفسهم لأعداء الوطن والعروبة.. وحفظ الله الوطن وشعبه وقيادته.