لا يمكن اليوم إلا أن نقول كلمة حق لله وللوطن، حتى وإن انزعج منها البعض، فالبحرين وأهلها قبل أي شيء، أهم من كل الشخوص والأفراد، وأهم من تطييب خواطر وكلام مجاملات، تلك التي أوصلتنا إلى هذه المرحلة من الإرهاب.
إلى صاحب القرار نقول، إن التردد في حفظ أمن الوطن قد أوصلنا إلى هذه المرحلة، عدم تطبيق القانون، وعدم الضرب بيد من حديد على الإرهابيين وأعوانهم ومن يروج لهم ومن يبرر عملهم أوصلنا إلى هذه النتيجة.
أمن الوطن ليس فيه تردد، أو خوف أو تقديم رجل وتأخير أخرى، أمن الوطن يحتاج إلى (حزم وشدة وصرامة القانون، وصرامة التطبيق) وقطع كل أيادي الإرهاب وأبواقها، وإلا فإن الدماء لن تتوقف عن السيلان في الشوارع.
إلى متى تقدمون رجال الأمن كقرابين لإرضاء أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي ودعاة حقوق الإنسان، إلى متى نسكت عن هذا الإرهاب الذي توسع وكبر وخرج عن السيطرة؟
استنفرت الدولة بكل أجهزتها وقواتها ورجالها ضد (إرهاب محتمل) حتى شعرنا أننا منذ عشر سنوات وإرهاب داعش يضربنا، وقامت أجهزة الأمن بدور كبير في العمل الاستباقي والاستخباراتي ضد من تحوم حولهم شكوك الانتماء إلى داعش، ونجحت أجهزة الأمن في ذلك على الأقل حتى اللحظة، ونحن ضد كل عمل إرهابي.
وإذا كنتم تنجحون في العمل الاستباقي ضد منتمين لداعش، فلماذا لا تنجحون في العمل الاستباقي والاستخباراتي ضد الإرهاب الذي يضربنا منذ التسعينيات؟
لماذا فشلنا في مواجهة هذا الإرهاب، والبلد صغير، وأماكن الإرهاب معروفة، ومياهنا الإقليمية محدودة، نعم فشلنا في مواجهة هذا الإرهاب وهذه حقيقة وشهداء رجال الأمن يسقطون بين فترة وأخرى، هذا أكبر دليل على فشل استراتيجية مواجهة الإرهاب، إن كانت هناك استراتيجية.
لن يغفر التاريخ أبداً لمن يفرط في الأمن، ولن يغفر أهل البحرين لمن يتسبب في الفوضى من استباحة الدماء والقتل، كل الإمكانيات متوفرة لأجهزة الأمن فلماذا هذا التردد، لماذا نتعامل مع الإرهاب بردة فعل لا أكثر.
البحرين تحتاج إلى وقفة صريحة لا تحتمل المجاملات، إما أن نجتث الإرهاب وإما أن نستمر في طريق الفوضى والدماء المستباحة، الكل تقع عليه هذه المسؤولية ويتحمل جزءاً مما يحدث لنا وللوطن.
كأن إيران وعملاءها وخونتها في الداخل يقومون بالرد على عملية القبض على طراد يهرب المتفجرات والأسلحة، كأنهم يقولون لنا قبضتم على هؤلاء، سنريكم كم لدينا من أسلحة ومتفجرات، هذا هو ردهم!
القاتل في البحرين لا يقتل، القاتل يتمتع بسجن خمس نجوم، حدود الله معطلة، اقتل وسوف تحصل على المؤبد، وقد تخرج بعد كم سنة كما يخرج البعض، هل بها يحفظ الأمن؟
هل بهذا نعطي الحقوق لأصحاب الدماء، إن أول ما يفصل به رب العباد يوم القيامة هي الدماء، ونحن نعطل شرع الله، ونعطل أحكام القضاء في الإعدام لمن قتل ويقتل رجال الأمن، ولهذا عواقب في الدنيا والآخرة.
طالبت الصحافة بتمشيط كل أماكن الإرهاب شبراً شبراً، لكن هذا لا يحدث ويبدو أنه لن يحدث، فكيف نقضي على الإرهاب وكل أسبابه موجودة، وكل البيئة الحاضنة والمشرعنة له، والبيئة الإعلامية التي تبرر الإرهاب موجودة، وكل منابر الإعلام الطائفية وأبواقها العميلة لإيران تعمل دون حساب.
كلما ضرب الإرهاب وسالت الدماء خرجت الفئران من الجحور في تلك الصحيفة لتبرر الإرهاب وتدافع عنه وتسميه عملاً سلمياً، كل ذلك يحدث أمام الجميع دون تطبيق للقانون، فهل تريدون من أقلام مأجورة غارقة في الطائفية عميلة لوكلاء إيران في البحرين، أن تدين الإرهاب وقتل رجال الأمن؟
اليوم نحن أمام تحدٍ؛ إما وقفة صارمة وقوية وجادة ضد الإرهاب وإما أن يستمر قطار الشهداء والدماء واستباحة الأعراض، واستهداف المارة في الطرقات، حددوا طريقكم، المسؤولية عليكم وليست على الآخرين.
أصبحنا نطلب ونرجو من الإرهابي أن يكف، هل هكذا يحارب الإرهاب؟
الإرهاب يجتث من جذوره كما تفعل السعودية، وليس بالمداهنة والتردد والضعف، لا مناطق تخرج عن سلطة القانون، حقوق الناس والمجتمع قبل حقوق القتلة الإرهابيين.
لكن ماذا نقول، وأسلوب محاربة الإرهاب يقوم على ردة الفعل؟
نحن كدولة من يفرط في أمن الوطن، نحن أصحاب الحق والدولة بيدها تطبيق القانون، على الدولة أن تضرب بيد من حديد لا تردد فيها على كل أيادي الإرهاب ومن يقف معها ويبرر عملها، ويردد أكذوبة أن ما يسمى بالمعارضة بالبحرين سلمية، كفى كذباً ودجلاً وبهتاناً، والشهيد يتبع الشهيد، والدماء تسيل في الشوارع.
أمن الوطن مناط بالدولة، لا يمنح من جهة أو جمعية أو طائفة، الأمن بيد الدولة وهي المسؤولة عنه، وإن فرط فيه فالمسؤولية على عاتقها، وعلى عاتق من مناط به أن يحفظ أمن المجتمع، لا مجاملة اليوم في هذا الأمر.
الذين يخيفون الدولة من الإرهاب السني نقول لهم إن الإرهاب الذي قتل ويستبيح الأعراض في البحرين إرهاب شيعي متطرف، هذه هي الحقيقة، منذ التسعينيات وهذا حالنا، الإرهاب إرهاب شيعي متطرف، علينا أن نسمي الأمور بأسمائها.
** ردود أفعال على عمود «البعثات»
أشكر كل من تفاعل مع عمود «مجزرة 35 عاماً للبعثات»، فقد أسعدني هذا التفاعل الجميل، كما أن المقال دخل في موقع الـ «يوتيوب» كأكثر المقالات قراءة.
لا يفوتني هنا أن أشكر رجال الأعمال من البحرين وخارج البحرين الذين بادروا بالاتصال وطرح الأفكار والتصورات.
وزارة التربية التزمت الصمت ولم تحرك ساكناً كما هي عادتها، لكن المفرح بالنسبة لي ولأهل البحرين أن هناك جهات قوية تحدثت معي بإيجابية وبتفاعل جميل، غير أنها طلبت عدم نشر الحديث، إلا أن ما أستطيع قوله هنا اليوم إن ما دار يفرح أبناء البحرين وينبئ بمستقبل طيب على مستوى التعليم الجامعي النوعي (حتى وإن كانت هناك أخطاء مستمرة) لكن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وصبر لمشاهدة النتائج على الأرض.
لا أستطيع قول المزيد، لكن هذه البشارات أحببت أن أنقلها لكل محب لوطنه، ولكل محب لأهل البحرين وأبنائه ولكل مهتم بشأن التعليم الجامعي، وأحببت أن يشاركني أهل البحرين فرحة هذا التفاعل الجميل..!
.. يتبع غداً