التصريح الذي خرج به وزير الداخلية وما حمله من رسائل شديدة اللهجة إلى دولة دأبت على معاداة البحرين وعروبتها والتاريخ الخليجي؛ وضع النقاط على الحروف، واختصر كثيراً مما يحمله المواطن البحريني في نفسه تجاه سلسلة التصريحات الإيرانية المستفزة بشكل مستمر.
بعد كل ما كشفته وزارة الداخلية من إحباط عمليات تهريب متفجرات من إيران لم تعد هناك منطقة رمادية للمواقف الوطنية؛ لابد أن تخرج جميع الأصوات والمواقف لإبداء رفضها القاطع لمثل هذه التدخلات الإيرانية وتبرز حقيقة مواقفها أمام الجميع، وليس هذا فحسب، بل المطلوب أيضاً ترجمة كل ما يقترن بموقف رفض التدخلات الإيرانية من استنكار المخططات والأجندة الإيرانية التمويل ومجابهة الأصوات التي تدعو إلى سحق دماء الأبرياء والاعتصامات غير المرخصة وإلى دعم مسلسلات التخريب والإرهاب وتعمد إلى تشويه سمعة البحرين خارجياً.
اليوم نريد «القول والفعل» في بيان موقف لا للتدخلات الإيرانية، وكذلك لا للتدخلات التي تدعم التدخلات الإيرانية من دكاكين حقوق الإنسان وبيانات حقوقية مشبوهة تساند حملات إعلامية مضللة كأكذوبة البعثات والتمييز الطائفي.
هناك حاجة اليوم لأن تتوقف ظاهرة المواقف الرمادية والمتلونة و»المصلحجية» التي تميل كفتها في المواقف والأزمات إلى من تراه الأقوى أو تربطها مصالح به، هناك حاجة لإنهاء كل المواقف والتصرفات التي تدخل في ظاهرة الولاء المزدوج التي أشار لها الوزير في كلمته، فظاهرة الولاء المزدوج هي القضية الشائكة في الشارع السياسي والوطني اليوم، الشارع الذي يحفظ جيداً الوجوه التي كانت مع أو ضد الدولة خلال أزمة 2011 الماضية ولن ينساها، شارع الشرفاء لا يرفض الولاء المزدوج فحسب؛ بل يرفض أيضاً التقية الوطنية والسياسية وآن الأوان لتعرية الأنفس وإسقاط الأقنعة.
من لا يرغب في إبراز موقفه والحفاظ على هويته الوطنية والاعتزاز بعروبته وبمملكة البحرين بقيادتها وشعبها فليبدأ في مراجعة نفسه وإعادة النظر في معادلة هويته الوطنية الحقيقية، فالبحرين ليست بلداً مضيافاً لمن يود أن يأكل ويشرب من آبار خيرها ثم يحاول أن يبصق بداخلها، كما أنها لن تكون أمام الآخرين داعمة لمبدأ «محمول ويرفس»، فمن يريد أن يحمل بخدمات الدولة وجنسيتها وخيرها عليه ألا يحاول أن يرفس كل هذه النعم بالتآمر عليها وزعزعة أمنها، لأنه في هذا الحالة لا يجب أن يلوم بعدها الدولة إن أسقطت عنه جنسيته وتخلت عن حمله على أرضها.
إيران كانت السبب في تسييس مهن إنسانية كالطب والعليم واستغلال الأطفال والمتاجرة بمستقبل الطلبة والشباب، وهي مسؤولة عن كل نقطة دم أهدرت سواء من شهداء رجال الأمن أو شباب غسلت عقولهم بمخططاتها الإرهابية.
عملاء إيران ووكلاء الإرهاب في البحرين مطلوب منهم اليوم وبعد كل هذه الأدلة والاعترافات المسجلة وما تم ضبطه من قنابل ومتفجرات وأسلحة أن يتوقفوا عن سخافة أكذوبة أن الدولة تجعل إيران شماعة، وأن ما نراه في الشوارع من سلمية القنابل والمولوتوف وحرق سيارات الشرطة وقتل الأبرياء يعد مطالبات شعبية لا أجندة إيرانية التمويل. إيران متورطة فعلاً وما محاولتها الدائمة لتسريب المتفجرات والأسلحة إلا لأجل إكمال مشروع تمددها الإقليمي في المنطقة وتصدير الحروب الطائفية وزعزعة الأمن من خلال عملائها وطبالتها.
الخطاب الإيراني المعادي لمملكة البحرين مبطن دائماً بطموح الانتقال من مرحلة القنابل والمولوتوف إلى مرحلة المواجهة المسلحة وإيقاظ الخلايا النائمة المدسوسة بيننا، ألم يقبر مخطط الانقلاب المسلح الذي أريد تنفيذه منتصف عام 2014 بفضل من الله ثم العمليات الاستباقية لرجال الأمن البواسل الذين داهموا أوكار الأسلحة والمتفجرات وشتتوا قادة الإرهاب ما بين القبض عليهم وبين من أدخل في قائمة المطلوبين أمنياً حتى يتم القبض عليه إن حاول التسلل إلى داخل مملكة البحرين؟
بالمقابل هناك حاجة اليوم لإكمال ما جاء في خطاب الوزير من خلال تسجيل تحركات فعلية من قبل الدولة ودول الخليج تؤكد أن أمن البحرين خط أحمر فعلاً؛ كقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد سفراء إيران، فماذا تتوقعون من دولة تصدر فكراً لعملائها في البحرين عن حقها في أرضنا وأكذوبة التاريخ بأننا نتبعها قديماً وأنها أرض صفوية الهوية؟ إيران إلى جانب مشروعها الإرهابي شرعت في غرس مشروع تزوير التاريخ وادعاء أن البحرين إحدى محافظاتها في عقول عملائها لدينا، وأوجدت قناعة تاريخية متجذرة فيهم تختلف عن حقيقة التاريخ البحريني.
للأسف لدينا عقليات مضحكة في البحرين لاتزال تجادل بكل وقاحة على أدوات التواصل الاجتماعي بأفكار واهمة مثل أن البحرين يوماً ما كانت أرضاً ملتصقة بإيران وأنه حدث زلزال منذ مئات السنين جعلها تتحرك وتتجه نحو الخليج، وهناك من يجادل بأن البحرين صفوية الهوية أصلاً وأن شعبها الأصلي يتبع إيران. مثل هذه العقول الخاوية إن كانت مؤمنة حقاً بهذا الفكر فعليها اليوم أن تمتلك من عزة النفس ما يجعلها تتخذ موقفاً بألا تستمر بالعيش بيننا وعلى أرض ترى أنها لم تعد تتبع بلدها الأصلي الذي تدعيه.
كل هذه الأكاذيب التي يطلقها شرمذة الإرهاب وعملاؤهم نقول لهم اليوم كشعب عانى من اضطهاد حقوقه في سيادة أرضه وعروبته وسأم التمويل الإيراني للإرهاب والتضليل الإعلامي والحقوقي الذي تلعبه المنظمات المشبوهة ضد شعب البحرين وتمويلها للحملات المسيئة ضدنا وأبواقها؛ آن الأوان للتوقف عن الاستمرار في محاولة تطبيق فكر تبعية البحرين لإيران، ونعود لنذكر بإحدى كلمات وزير الداخلية السابقة، من يرى ولاءه وارتباطه مع إيران من الأفضل له مغادرة البحرين، ونزيد عليها لابد من جمع شرمذة الإرهاب وعملائهم وركوب أقرب سفينة «بانوش»، لإيران و«الباب يفوت جمل وفي سبعين داهية».
- إحساس عابر..
(1) من الأولى أمام خبر الاتفاق النووي الإيراني أن تصفع دول الخليج العربي التصريحات الإيرانية بإشهار الاتحاد الخليجي فوراً.
(2) لابد من قطع العلاقات الدبلوماسية إلى حين تقديم اعتذار رسمي لنا كشعب بحريني ليسجل في التاريخ لتوثيق عدائية إيران وأول الغيث قطرة.
(3) الأجمل بعد خبر استدعاء سفيرنا البحريني في إيران أن نسمع خبراً عن سحب دول الخليج العربي سفراءهم في إيران وطرد سفراء إيران، فالتوحد الخليجي في المواقف ضرورة.