يبدو أن الأصوات الإيرانية الناعقة كالغربان، ومن تبعهم من أشباه السياسيين والإعلاميين، لا يملكون من الذاكرة إلا كما تملك «الذبابة»، ولذا تراهم يكررون بين الحين والآخر محاولات جس نبض هذا الشعب، والذي أعلنها بأن البحرين عربية خليفية، كانت كذلك وستظل.
فعروبة البحرين لم تكن في يوم من الأيام، موضعاً للنقاش أو الحوار والجدال؛ فتاريخها الممتد لآلاف السنين يقطع على المتربصين كل تلك المحاولات، فهي منذ الأزل عربية وستبقى عربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
ولإصحاب «الذاكرة الذبابية»؛ من المفيد أن نعيد التذكير بمواقف هذا الشعب العربي العظيم، والذي كانت له وقفات تاريخية، في كل مرة يلطم وجوه المهووسين بزرع الفتنة ويجدد التأكيد على إيمانه بوحدة واستقلال أرضه وعروبتها، وولائه المطلق للقيادة التاريخية الخليفية.
ففي عام 1970؛ كانت البحرين على موعد مع التاريخ في استفتاء على استقلالها وعروبتها، وأعلنتها أمام العالم أجمع بأنها جزء من الأمة العربية، وأن أرضها عصية على محاولة سلخها من تاريخها العربية.
2001؛ كان موعداً آخر لتجديد البيعة والولاء والإيمان بهذه الأرض وقيادتها التاريخية، فصوت أبناء البحرين على ميثاق العمل الوطني في الرابع عشر من فبراير بنتيجة أذهلت العالم، معلناً بدء مرحلة جديدة من تاريخه الوطني بتدشين المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والذي شهدت خلاله البحرين نقلة نوعية لتصبح في مصاف الدول المتقدمة في كل المجالات، خصوصاً المجال السياسي وحقوق الإنسان.
ولأن قوى الظلام والتطرف لا يمكنها أن تعيش في ظل انفتاح سياسي وديمقراطي وحر، فقد حاولت القفز في الظلام عام 2011 لخطف الوطن وتسليمه إلى أعداء الأمة، لكن الشعب الوفي لهذه الأرض أعلن من جديد موقفه الوطني، فكانت وقفة الفاتح العظيمة، حيث احتشد مئات الآلاف من أبناء الشرفاء مجددين العهد والوعد لوطنهم وأرضهم وعروبتهم وقيادتهم.
واليوم يحاول أصحاب «الذاكرة الذبابية» مرة أخرى التطاول على البحرين وقيادتها التاريخية، فكان هذا الموقف الوطني الكبير الذي أعلنه أبناء البحرين، ومعهم المقيمون من عرب وأجانب، فاصطفوا خلف وطنهم وقيادتهم، مجددين رفضهم للتدخل العدواني الإيراني، ومؤكدين على بيعتهم التاريخية لقيادة البحرين ومعلنين استعدادهم للتضحية بكل ما يملكون لأجل رد العدوان ولجم أبواق التخلف والجهل القادمة من خلف البحار لتزايد على عروبة هذه الأرض..
ورق أبيض..
الوقفة التاريخية لأبناء البحرين يجب أن تسجل بحروف من ذهب في صفحات التاريخ، لذلك على المؤسسات الإعلامية، الحكومية والخاصة، أن تواصل إبراز أصوات الشرفاء في الوطن، ليعرف العالم أن هذا الشعب مثل الجبال الشامخة، لا يهزها الريح..