كلما ورد لي مثل هذا الخبر -إن صحت- فإنني أقول في نفسي كيف ينتهي الإرهاب في البحرين والدولة تعين عليه، ولا تحاربه من كل الجوانب ومن كل الأماكن؟
إذا كان الإرهابي يحكم في قضايا إرهاب ويحصل على بيت إسكان وقروض إسكان، وعلى سكن اجتماعي، ويحصل على مشاريع من تمكين، ويحصل على قروض من بنك التنمية، ويحصل على كل الخدمات من وزارة العمل، بدل تعطل وغيرها، ويحصل على بعثات نوعية لا تتوفر لأبناء البحرين، فكيف ينتهي الإرهاب إذاً؟ هل ينتهي بالتمني؟
هل ينتهي ونحن لا نفعل كما تفعل بريطانيا وأمريكا مع كل من يدان بالإرهاب؛ بل في بعض القضايا في الدولتين أعلاه مجرد أن يتهم أحدهم بالإرهاب، فإن كل شيء يقطع عنه، كل المساعدات تتوقف.
والآن أيضاً وفي بريطانيا وبعد سفر المشتبه بهم إلى تركيا فإنهم يبحثون سحب الجنسيات منهم، وهم بالخارج لم يضعوا حساباً لحقوق الإنسان أوأية منظمات، هكذا تحارب الدول الإرهاب وتحاصره، وبريطانيا أنموذج للدولة، ولمن يستقوي بها ضد الدولة.
دار حديث بيني وبين مسؤول في وزارة التربية حول موضوع حصول بعض الأشخاص على بعثة «طب»، بينما هناك إدانة بالمحكمة في قضية إرهاب، أو قضية تعدٍ على رجال الأمن، أو قضية حرق للمدارس، فكنت أسأل المسؤول هل هذا صحيح؟
فلم ينفِ الموضوع، ثم قال بما معناه: «لا يوجد قانون يمنع المدان بالإرهاب من الحصول على بعثة من التربية، إلا إذا جاءتنا رسالة من الأمن»..!
ثم طرحت أسئلتي للمسؤول في التربية فقلت هل يعقل أن يحكم على شخص بقضية إرهاب ويعطى بعثة كبيرة دون التحقق من موضوع الإرهاب مثلاً؟
أجابني بعد يوم من سؤالي بمعلومة من مدير البعثات فقال: «إن مدير البعثات يقول إن أي طالب يحصل على بعثة يطلب منه شهادة حسن سيرة وسلوك من الأمن، وفي حال امتناع الداخلية عن منحه الشهادة، فإن البعثة تمنح للطالب»..!!
وهذا أيضاً يطرح سؤالاً آخر؛ إذا الداخلية امتنعت عن إعطاء شهادة حسن سيرة وسلوك (مع أن هذه الشهادة يجب أن تمنح من التربية أيضاً) فإن الطالب يعطى البعثة، وهذا يعني أن لا قيمة لشهادة حسن سيرة وسلوك من الداخلية، أي أن الشهادة إن منحت حصل على البعثة، وإن لم تمنح حصل على البعثة أيضاً، فما هي الفائدة من الشهادة إن لم تكن شرطاً للبعثة يا وزارة التربية؟
من خلال حديثي مع المسؤول اتضح من كلامه أن هناك قصوراً تشريعياً في موضوع البعثات والإرهاب، بمعنى أنه لا يوجد نص قانوني يمنع البعثة عن أي محكوم بقضية إرهاب إلا حين يرسل الأمن رسالة للتربية.
وهنا أطرح تساؤلاً؛ أين الإخوة النواب من هذا الموضوع، الإرهاب اليوم لا يتعلق بطائفة أو فئة، الإرهاب أصبح مثل الدخان في الجو، لا تعرف مصدره ومن خلفه، من هنا نقول يجب أن يكون هناك نص قانوني صريح يحضر منح البعثة للمحكوم بقضية إرهاب.
وحتى من تنظر المحكمة قضيته ولم يبت فيها، فيجب أن تعلق البعثة ولا تمنح إلا بصدور حكم قضائي.
إذا أراد المحكوم بالإرهاب أن يدرس على نفقته الخاصة ذلك شأنه، أو على نفقة صاحب الملايين في بنك المستقبل فله ما يريد، أو على نفقة الجمعية الانقلابية، أو على نفقة أحد التجار الذي يضع إعلاناً للبعثات لطلبة قرى شارع البديع فقط، لكن ليس على نفقة الدولة.
أو يرسله الولي الفقيه إلى جامعة بونا في الهند التي يحصل بعضهم على شهادات (بالتلويص) ويأتي إلى هنا ويقول لك أنا جامعي عاطل، على الدولة أن توظفني في الوزارات، أو أن تعطيني راتب بدل تعطل (وما أدراك ماذا يحدث في بدل التعطل)..؟!
وزارة التربية والتعليم تتعرض لإرهاب وحرق للمدارس، فهل يعقل من يحرق المدارس يحصل على بعثة، حتى وإن كان معدله مرتفعاً بفعل لجان التصحيح مثلاً؟
شيء غريب عجيب لا يحدث إلا هنا، هكذا نحارب الإرهاب، بعثة طب لمدان بالإرهاب مرة وحدة؟
ما تتوقعون أن يفعل هذا إن تخرج وعاد إلى السلمانية يا سادة يا كرام؟ تأكدوا أن ما حدث في السلمانية في 2011 سيتكرر مرة أخرى لأن الدولة هي التي تمهد لذلك.
خراب البعثات لمدة 35 عاماً كان بمثابة الكارثة الوطنية على أهل البحرين، الآن ترون الصورة أمامكم بعد فوات الأوان، فكم عاماً سنحتاج إلى تصحيح الكارثة 35 عاماً، بينما البعثات مازالت (مريضة) والقائمون عليها يرتجفون ولا يضعون مستقبل البحرين أمامهم..!
مازالت هناك معضلة في لجان التصحيح، هي الآن المشكلة الكبرى، وهناك أيضاً تدور المؤامرات لاختطاف البعثات، من هنا نقول لوزارة التربية إن المشكلة اليوم أيضاً في لجان التصحيح، نرجوكم صححوا أوضاعكم.
قلت بالأمس إن التاريخ لن يغفر لمن يضيع مستقبل وطنه، كان وزيراً أو غير وزير، نحن لا نرى الأمور كما يراها البعض الذي يشن حملة ضد وزارة التربية لإرهابها في موضوع البعثات، ونحن نقول إن من يستحق البعثة بالحق والقانون وليس مداناً بقضية إرهاب، فله الحق في ذلك.
لكن على وزارة التربية والتعليم وعلى المسؤولين في الدولة أن يدركوا أن احتلال الوظائف، واختطاف مستقبل البحرين يبدأ من البعثات، وإلا لما سمعتم عويلهم وصراخهم وإرهابهم لوزارة التربية، هم يدركون أن بداية الاختطاف يكون في البعثات، هل وصلت الرسالة..؟
** متفوقات من غير بعثات طب..!
وردتني شكوى تتضمن أسماء أربع بنات معدل أقل بنت منهن 94.4 وجميعهن لم يحصلوا على بعثات طب.
من هنا نقول إن وزارة التربية ربما مازالت تحابي ومازال هناك خلل في موضوع البعثات، وهذا يدل أيضاً أن أمثال البنات الأربع كثر أيضاً، وهذه معضلة كبيرة، صحيح أن البلد لا تحتاج إلى الطب فقط، لكن يجب إنصاف من يريدون أن يخدموا وطنهم، ومن يجب أن يكونوا هم أطباء المستقبل.
** شركة لتقييم برامج التلفزيون..!
بصراحة.. لم أعرف كيف اقرأ هذا الخبر الذي يقول إن الإعلام ستستعين بشركة متخصصة لتقييم برامج التلفزيون..!
برامج تلفزيون البحرين تستحق أن نجلب لها شركة تقيمها..؟
بصراحة البرامج الطيبة وهي قليلة واضحة وضوح الشمس، البرامج الأخرى أكثر وضوحاً، فلماذا الشركة يا جماعة الخير..؟
برامج التلفزيون تحتاج فقط إلى صاحب بصيرة، وتحتاج إلى شخص لديه حس وطني، وتذوق عام، بمعنى أنها تحتاج إلى إنسان بحريني (طبيعي)، عندها ستعرفون تقييم برامج التلفزيون التي في كل عام تكون أسوأ من الذي قبله.
لكن يبدو أن الإعلام لديهم أموال فائضة يريدون أن يعطوها إلى شركة، هذه برامج (تخسرون عليها فلوس لشركة تقيمها)..؟
الكتاب باين من عنوانه..!!