ربما كان أكثر سؤال يطرحه أهل البحرين هذه الأيام عطفاً على ما يفتعله البعض للضغط على وزارة التربية والتعليم هو؛ لماذا لم نسمع عن صوتكم، وامتعاضكم وسخطكم على البعثات طوال 35 عاماً؟
لماذا لم يخرج أحد منكم ليقول إن هناك تمييزاً في البعثات؟
ذلك أن كل تلك العقود كانت البعثات تسير بشكل طائفي فج وقبيح و«قذر» باتجاه واحد، حين كانت «تعبث طائفياً» بالبعثات تلك السيدة (....) مع شخص آخر من الرجال أيضاً.
اليوم خرج صوتكم تصرخون من أجل الحصول على كعكة البعثات بشكل أكبر بسبب هذه الحملات، والمؤسف أيضاً أن هناك من يخاف في الوزارة ويرتجف ويتراجع عن تصحيح مسار البعثات الطائفي لمدى 35 عاماً.
يا دولة ويا مسؤولين ويا من بيدكم القرار؛ إلى متى تتفرجون على اختطاف مستقبل البحرين؟
ألا يكفيكم عام 2011 حين سلمتم الدولة منذ السبعينيات حتى جاءت النتيجة بالانقلاب الذي كان أمامكم، وانقلب ضدكم كل شيء، وجاء العصيان المدني بعد الاستيلاء على الدولة من الداخل؟
متى تستفيقون من الوهم؟ متى تعرفون أن البعثات هي أول الطريق للاستيلاء على الدولة؟
البعثات تعني الاستيلاء على الوظائف النوعية، وتعني الاستيلاء على الوزارات، الصحة، التربية، الأشغال، البلديات، الكهرباء والماء، العمل، هيئة تنظيم سوق العمل، الصناعة والتجارة، الشركات الكبيرة، وهكذا كما حدث في العام 2011.
الاستيلاء الناعم البطيء حدث منذ الستينيات وما بعدها حين تم الاستيلاء على البعثات، وبالتالي الوظائف، حتى طوقت رقبة الدولة في ذلك العام ساعة الانقلاب من بعد أن أصبحت مفاتيح الوزارات والشركات الكبيرة والجامعات والتربية والتعليم والأسواق في يد من خان وطنه وارتمى في الحضن الإيراني الأمريكي.
لماذا يفتعلون أزمة اليوم من أجل البعثات، المتردية والنطيحة كتبت عن البعثات، كل ذلك لماذا يا دولة؟
ألا تسألون أنفسكم لماذا يفعلون ذلك؟
الخطة هي الخنق البطيء للدولة عن طريق اختطاف البعثات، ومن بعدها تختطف الوظائف، وتختطف النقابات، واتحاد العمل، إنها دائرة متكاملة، المواطن البسيط يراها أمامه، والدولة لا تراها بعد، فمازالت على عين الدولة غشاوة..!
المسؤولية عظيمة على الدولة، فإن كان هناك مسؤولون يخافون من تصحيح الأمور في وزارة التربية كلما نعق ناعق، فإن على المسؤولين الكبار بالدولة محاسبة وزارة التربية، والنظر والفحص والتمحيص خلف عملهم، أين ذهبت البعثات، وإلى من، هل ذهبت للمستحقين، أم ذهبت لمن زورت درجاتهم من داخل المدارس ولجان التصحيح؟
فبعد مغادرة الإدارة القديمة للبعثات، أصبحت الخطة هكذا؛ تقديم درجات أناس، وتنزيل آخرين من داخل لجان التصحيح ومن خلال المعدل التراكمي، ومن الأعمال اليومية، ومن كل مجال وثغرة، حتى يتم الاستيلاء على البعثات من داخل المدارس، ووزارة التربية في سبات عميق، مع عميق الأسف والأسى.
يا وزير التربية اليوم مستقبل البحرين بيدك أنت، والتاريخ لن يغفر لمن يضيع مستقبل البحرين، الهدف منذ عقود مضت، هو اختطاف البعثات طائفياً وليس عن طريق الدرجات العليا ومن يستحقها بالقانون، إلى أن تذهب البعثات النوعية إلى أناس وتحجب عن أناس.
الرجل الفاضل الدكتور إبراهيم الدوسري من مجلس الوزراء غرد في تويتر قائلاً: إن بعثته إلى كندا سرقت منه، وشطبتها (...) حتى تقصيه ظلماً من البعثات، وهذا أحد الأمثلة التي أمامكم لحالة اختطاف الدولة من خلال البعثات.
ما فعلته تلك السيدة كان تحت ناظر ومسمع الوزير في ذلك الوقت، خطيب الدوار الذي قال للرعاع أنتم تصنعون التاريخ، لكنه هو من صنع التاريخ الطائفي للبعثات على مدى عقود مضت.
كانت أقبح وأسوأ حقبة في تاريخ التعليم في البحرين، ولا نعلم ماذا سيكتب التاريخ الوطني عن الوزير الحالي بعدما أضعنا الطريق؟
أحد الأطباء يقول إن بعض الذين جاؤوا إلى جامعة الطب فشلوا في الاختبارات الأولية، وهذا يعطي دلالة واحدة لا غير لها، وهي أن هناك من زور درجاتهم ليصعدوا على ظهور غيرهم..!
هذا ما يحدث داخل المدارس والجامعات لترفيع البعض، ولا أعلم لماذا السكوت عن ذلك، ولماذا يوضع أناس غير أمناء في أماكن حساسة؟
يتصاعد الصراخ اليوم على البعثات، ويتصاعد الصراخ أيضاً لتوظيف أطباء بعينهم في وزارة الصحة، كل ذلك يتم باسم البحرنة، ونحن لسنا ضد البحرنة النظيفة، ولكننا ضد البحرنة الخائنة التي تنتظر انقلاب السفينة لتنقلب وتضرب خنجرها في الظهر، نريد بحرنة وطنية لمن يحب وطنه ولا يوالي الدول المتآمرة علينا.
هذه الدولة مع عميق الأسف تدفن رأسها بيديها، ولا تصحح أوضاعها، مؤلم ومؤسف أن الذاكرة لا تتذكر لحظات الانقلاب المرة، وأصبح اليوم كل شيء عادي، في الصحة وهي وزارة خطيرة (وكان مشهد السلمانية أمامكم يا دولة) وفي وزارة أخطر وهي وزارة التربية التي يفعل فيها كل من المدرس والمدرسة ما يفعل من تسميم لعقول الصغار، ومن ترفيع طلبة بالتزوير وسحق آخرين.
البعثات، ثم جامعة البحرين، أو الجامعات الكبيرة بالخارج، ثم الضغط على وزارتي التربية والتعليم والصحة للتوظيف، لعبة مكشوفة للناس، لكنها ليست كذلك للدولة مع عميق الأسف.
عويل البعثات يظهر بشكل فاضح وواضح ومكشوف أن البعثات هي الطريق للاستيلاء الناعم من الداخل على الدولة، وإلا لما افتعلوا كل هذه المسرحية، والمتفرجون يتفرجون، والخائفون يتراجعون، وهذه أكبر مصائبنا.
خراب البعثات لمدة 35 عاماً، بالله عليكم كم عاماً سنحتاج إلى تصحيح هذا الخراب؟
هل ممكن أن يجيبنا مسؤول بالدولة؟
كم عاماً سنحتاج إلى تصحيح هذا الخراب والذي كان يحدث أمام أعينكم، لكنكم لا تبصرون..!
فالبصر شيء والبصيرة شيء آخر تماماً، اليوم إن لم تنتفض الدولة بكل مؤسساتها لتصحيح الوضع وإعطاء البعثات لمن يستحقها بالقانون، فإن مستقبل البحرين لن يتغير كثيراً عن لحظة العصيان المدني في 2011، أنتم من تضيعون مستقبل الوطن بأيديكم، أنتم من تجعلون البحرين لقمة سائغة لمن أراد الانقلاب عن طريق البعثات وتضييع البعثات، وإعطاؤها لمن لا يستحق، ولمن يخرج في مظاهرات ضد وطنه بالخارج وهو مبتعث من الدولة، والمستحقات تصله أولاً بأول، بصراحة هذه مسخرة..!
كل الذين خرجوا في مستشفى السلمانية من أطباء وممرضين درسوا على نفقة الدولة، وحين جاءت لحظة الانقلاب انقلبوا وخرجوا في مسيرات داخل المستشفى تقول «منصورين والناصر الله»؛ على من انتصروا على الدولة التي علمتهم وابتعثتهم، فهل مثل هؤلاء يستحقون النفقات، ويستحقون البعثات؟
الدولة التي لا تصحح الأخطاء، ولا تعيد النظر، ولا ترسم سياسات للمستقبل، هي دولة إلى الضياع، لا مجاملات اليوم، هذه هي الحقيقة، إن لم تستفيقوا سيكون الانقلاب القادم هو الانقلاب الأخير، رغم تسليمنا بأن الباطل لا ينتصر.
على وزير التربية تصحيح الأمور في المدارس، وفي البعثات، وأن يمضي في طريق الحق ولا يخاف من جهة، أو من هاش تاغ، أو من الناعقين، هؤلاء أنفسهم خرجوا في مظاهرات في مدارسك يريدون إقالتك يا سعادة الوزير في 2011، وعندها وقف معك أهل البحرين، ووقفنا معك ككتاب بالصحافة، فانظر ماذا تريد أن تفعل اليوم، وهل تريد أن يتكرر المشهد، أم أنك تعلمت الدرس..!
** النقطة الواحدة تعطلها البحرين..!
مؤسف أن تخرج تصريحات من السعودية تقول إن البحرين هي من تعطل النقطة الواحدة على جسر الملك فهد، في السابق تقولون إن الطرف الآخر هو الذي يعطل التطوير، والآن اتضح أن التأخير والتعطيل والبيروقراطية لدينا نحن، فمتى تفعل النقطة الواحدة، ولماذا لا ننظر من أين التأخير والخلل ونقوم بحل المشكلة؟
مؤسف أن الدولة تغرق في البيروقراطية التي تعطل الاقتصاد الوطني، وتعطل مصالح الناس..!
** فوضى المرور في منطقة السيف..!
إلى سعادة الرجل الفاضل وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله نرفع الأمر، ما حدث خلال أيام العيد من فوضى مرورية في منطقتي السيف والجفير التي يتكدس فيهما أهل البحرين والزائرين كان مؤسفاً جداً، فقد كاد أكثر من موقف يتحول إلى تشابك بالأيدي، ويظهر ألا تخطيط ولا خطة لتخفيف الزحام في مناطق سياحية (كما تسمونها أنتم)..!
المواطنون والخليجيون كانوا يصرخون، وهناك من يسير عكس الاتجاه، ويتخطى الإشارات الحمراء، كانت هناك فوضى بمعنى الكلمة، ولا تنظيم مروري، ولا حتى دورية مرورية واحدة متواجدة..!!
وللعلم هذا يحدث ليس بالأعياد فقط، وإنما في كل إجازة لنهاية الأسبوع، وفي الإجازات لدول الجوار، ولا يوجد من يصحح الأخطاء أو ينظر إلى مصلحة الناس والسياح، مؤسف هذا الأمر في دولة كان نظامها المروري يضرب به المثل، والآن أيضاً أصبحنا مضرب مثل أيضاً، ولكن بشكل عكسي..!
الحوادث المرورية المميتة التي حدثت أيام العيد تعطي صورة للتنظيم المروري بالبحرين، وسلامي لقانون المرور الجديد الذي من غير أداة تنفيذ..!