كان شيئاً متوقعاً أن يحدث في هذا الشهر، ففي كل رمضان كانوا يقومون بعمليات إرهابية تستهدف رجال الأمن، لذلك كان متوقعاً أن يحدث شيء من هذا رغم أنهم استماتوا لتحويل الأنظار عن إرهابهم وإرهاب ميليشياتهم إلى إرهاب محتمل.
ما حدث لأحد الإرهابيين في قرية العكر حين جاء عقابه من جنس عمله، فانفجرت القنبلة التي أراد أن يفجر بها رجال الأمن، فقتلته وجعلت من معه يصابون وأحدهم في وضع حرج، كل ذلك يظهر ما تحدثنا عنه خلال الأيام الماضية، من أن هناك من يحاول باستماتة تحويل الأنظار عن إرهاب القرى إلى إرهاب آخر.
لا أعرف هذا القتيل «رقم كم» الذي تقتله أياديه وأصابعه وتقتله قنبلته، فسبحان الله رب العباد أعاد عليهم كيدهم، فلو تم القبض على الفاعل قبل فعلته لما حكم عليه بالإعدام، لكن حكم الله جاء إليه في مكانه.
كل ما أردتم فعله لتحويل الأنظار عن إرهابكم عاد عليكم، نحن ضد إرهاب داعش، ونقولها صراحة وعلانية، لكن الذين تحدثوا عن إرهاب داعش «خوفاً» من خطباء وصحف وكتاب وجمعيات، لا يجرؤ أحد منهم أن يدين إرهاب الميليشيات الذي يضرب البحرين، كلكم تراوغون ولا تقولون الحقيقة ولا تدينون إرهاب القرى بل تبررونه.
امتهان الكذب والتدليس ديدنهم، فبعد أن كذب ودلس وحرف التاريخ كبيرهم في الصحيفة الصفراء، اختفى عن الأنظار كما هي عادته وتوارى، وهذا الفعل يفعله باستمرار كلما اكتشف كذبه وتدليسه ورد عليه الناس، مثله مثل الولي الفقيه الذي اختفى مع عاصفة الحزم، قولوا له إن عدن تحررت وبإذن الله ستتحرر بقية المحافظات.
الحمد لله لم يحدث أي حادث إرهابي لجماعة إرهابية أخرى، ومجدداً نشكر وزارة الداخلية على ما تقوم به من إجراءات، ونتمنى ألا تخفت هذه الإجراءات مع الوقت، وأن يتم تقليم أصابع الإرهاب قبل أن يضرب.
لكن السؤال هنا؛ ما يحدث في العكر وما حولها من قرى من عمليات إرهابية وتفجيرات يحدث منذ فترة طويلة، فماذا فعلت الداخلية تجاه هذه الخلايا الإرهابية؟
هل تنتظرون سقوط رجال أمن آخرين؟
أين العمل الاستباقي؟
بمثل ما قامت به الداخلية من إجراءات ضد إرهاب محتمل، عليكم أن تقوموا بعمل استباقي كبير وشامل حتى لا يحدث تفجير يذهب ضحيته رجال الأمن وهذا يحدث باستمرار في قرى بعينها، فماذا فعلتم تجاه هذا الإرهاب وهذه الخلايا؟
من هنا نقول إن الإرهاب الحقيقي هو الإرهاب الذي يضرب على الأرض، هذا الذي يحتاج إلى حزم وقوة وبأس القانون، فلو نجح انفجار أمس الأول لربما راح ضحيته رجال الأمن، وبعدها ستقوم الداخلية بإجراءات.
الآن الصورة أمامكم، والوضع كما ترون، فماذا أنتم فاعلون؟
هل نجح من أراد أن يوهمكم أن الإرهاب ليس إرهابهم وإنما إرهاب جماعة متطرفة لم تقم بعمل إرهابي بعد؟
على الجانب الآخر أيضاً خرج عبدالنبي سلمان يطالب بالحوار للخروج من الأزمة، سبحان الله لا أعرف ما أقول لهؤلاء الذين كان الحوار أمامهم، وكانوا يعرقلونه، وينسحبون منه استجابة للولي الفقيه، واليوم بعد التحولات الإقليمية عادوا يطالبون بالحوار، من أجل الحصول على امتيازات سياسية تمهد أكثر لانقلاب قادم.
أعود لأقول حين يحدث تهديد إرهابي من داعش، وحين وقعت أفعال إجرامية في دول الجوار، قمنا بإدانة الإرهاب، وأنكرناه وجرمناه، لكن ماذا تقولون أنتم عن إرهاب الميليشيات الشيعية بالبحرين؟
هل تستطيعون إدانة الإرهاب، ومن يقف خلفه، هل تستطيعون لأن تقولوا إن هذا الإرهاب حرام؟
هل يستطيع خطباء منابركم أن يقولوا إن قتل النفس حرام، كان خلفه ميليشيات شيعية أو غيرها من جماعات؟