حين تريد أن ترى مأساة الناس الحقيقية في أيام العيد وإجازة العيد، ما عليك إلا أن تتوجه إلى المجمع الذي يتكدس فيه المواطن والزائر، تشعر أن كل البحرين تكدست في هذا المجمع، وإذا كان الجو لطيفاً بعض الشيء فستجدهم أيضاً في جزر أمواج. يبدو أن هذا هو حالنا في كل عيد، لا نستثمر الإجازات من أجل إقامة فعاليات ترفيهية للأسرة البحرينية والخليجية، بل نبقى كما نحن فتمر الإجازة وأكثر ما يستطيع رب الأسرة فعله هو أخذ الأبناء إلى مجمع تجاري، أو لنقل مجمعين تجاريين على الأكثر.
هيئة الثقافة أعلنت عن فعالية، ولا أعلم هل لديها فعاليات أخرى غير معلنة، لكنها أعلنت عن حفلة لمطرب عراقي في المسرح الوطني، كما أن بعض المسارح البحرينية ستقدم مسرحيات بالعيد، لكن هذا ليس كافياً، وهذا وحده لا يجذب سائح، ولا يجعل الأسرة البحرينية أمام خيارات متعددة.
العيد هو فرحة الأطفال، وفيه يبحثون عن الترفيه والمتعة، وعن الألعاب وعن التسلية، لكن يبدو أن هذا سيغيب عن العيد كما غاب عن أعيادنا سابقاً.
يبدو أن هناك تداخل اختصاصات بين هيئة الثقافة، وهيئة السياحة والمعارض، حقيقة لا نعرف من المسؤول عن فعاليات العيد، وعن الجذب السياحي، وعن إقامة الفعاليات هل هي الثقافة أم السياحة؟
لابد من قيام مجلس الوزراء بتحديد الاختصاصات، والازدواجية والتباين بين الجهتين أمر مزعج، والمواطن أصبح لا يعرف اختصاصات كل جهة، لذلك وجب تحديد المسؤوليات حتى تتضح الصورة للجميع.
بالمقابل لم أشاهد حتى الساعة إعلانات لهيئة السياحة حول برامج العيد، فهل هذا ليس من اختصاص السياحة؟
وأصبح من اختصاص الثقافة.. لاندري؟
أيضاً هناك تساؤلات إلى المحافظات الأربع والأخوة المحافظين، هل ستقيم المحافظات الأربع فعاليات شعبية وترفيهية للأسر في المحافظات الأربع؟
نتمنى من المحافظات أيضاً القيام بدور في إقامة فعاليات ترفيهية للمواطنين حتى يخف الضغط عن المجمع الذي سينفجر من الناس مع كل إجازة.
هناك إجازات طويلة للعيد في دول الجوار فماذا أعددنا لاستقطاب الخليجيين الذين يزورون البحرين للالتقاء بالأهل، فهل هناك فعاليات تجذبهم، وتستقطبهم، غير حفلة لمطرب عراقي؟
كل هذا المشهد يظهر أن لا تخطيط مسبق لهذه الفعاليات رغم كل نداءات الصحافة والإعلام الاجتماعي، إلا أن من الواضح أن لا تخطيط يستبق الإجازات الطويلة، فليس كل الناس ستسافر، وليس كل المواطنين والخليجيين سيسافرون في إجازة العيد لخارج المنطقة.
لذلك ينبغي استثمار هذه الفرص التي تتكرر، ويتكرر معها عدم التخطيط لها، وعدم معرفة حاجة الأسرة البحرينية والخليجية للترفية والتسلية والمتعة.
مللنا من طرح هذا الموضوع مع كل مناسية، ولا أحد يأخذ زمام المبادرة، وكل شيء يحل علينا فجأة مثل المطر، فإذا غاب التخطيط وغابت الرؤية وغابت الاستراتيجيات يصبح حالنا كما نحن عليه اليوم، تداخل اختصاصات، وفعاليات باهتة، وفي النهاية البحرين تخسر سياحاً بالإمكان أن ينفقوا ملايين ويحركوا عجلة الاقتصاد، لكن لا حياة لمن تنادي..!