لأول مرة أرى جهات وكتاباً ووسائل إعلامية تفرح وتهلل بحدوث إرهاب من قبل داعش في دول الجوار كما نشاهده اليوم، إرهاب داعش أفرحهم كثيراً، صار هو الذي في الواجهة، ولهذا مكاسب كثيرة تحققت لمن كان يرعى ويبرر الإرهاب الأول القائم.
يخافون من الإرهاب الثاني، لكنهم فرحون به، حتى إنهم جعلوا كل شيء على رأس الدولة وإنها لا تتخذ إجراءات كافية ضد إرهاب محتمل الوقوع من قبل داعش في البحرين.
يريدون أن يوهموا الناس بأن الإرهاب في البحرين إنما هو إرهاب داعش، «ونحن ضد الإرهابيين» وضد كل مقوض للأمن والسلم الأهلي كان خلفه من خلفه، إلا أن هناك اليوم فرحاً كبيراً وتهليلاً بإرهاب داعش في دول الجوار الذي خطف ويخطف الأضواء عن إرهاب قائم ويضرب كل يوم ويقوم به المتطرفون الإرهابيون في بعض القرى.
تحويل الأنظار إلى إرهاب محتمل هو الهدف، إلا أن الهدف الآخر هو وصم الإرهاب بطائفة، وليس بجماعة متطرفة، وهذا ظهر جلياً في تدليس وكذب أحد الكتاب الذي قال إن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هو أول شهيد في المسجد، وكان هذا خطأ كبيراً وفادحاً وتدليساً يراد منه تحريف التاريخ على غرار اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقوك.
الإرهاب الحقيقي في البحرين هو الإرهاب القائم، ونشكر وزارة الداخلية على جهودها حتى الساعة لمنع وقوع إرهاب آخر محتمل الوقوع، وهذا يحسب للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الداخلية، ونتمنى أن تستمر ويزداد هذا النجاح بمنع وقوع الإرهاب المحتمل.
جزء كبير من هذا طرحته الأسبوع الماضي، وأقول اليوم للدولة، بمثل قوة إجراءاتكم الاحترازية، وما قيل أنكم قبضتم على أشخاص مشبوهين لداعش، فإننا نطالبكم اليوم بذات الإجراءات لمنع وقوع الإرهاب الذي نعاني منه منذ التسعينات.
الذين قتلوا رجال الأمن وقتلوا أهل البحرين في الشوارع، هؤلاء هم الإرهابيون الذين يجب أن يقام عليهم القانون، والإجراءات الاحترازية والعمليات الاستباقية التي نجحت فيها الداخلية مؤخراً يبدو أنها غير كافية، وهناك بؤر إرهابية لم تصل الداخلية إليها بعد.
حفظ أمن الوطن لا يجزأ ولا يقتطع، ولا يجب أن يقوم أحد بتبرير إرهاب ولعن إرهاب آخر على أسس مذهبية وطائفية، الإرهاب يجب أن يحارب ولا يبرر من أي جهة كانت.
حين وقع علينا الإرهاب منذ التسعينات، لم يتعاطف أحد مع أهل البحرين بإقامة صلاة مشتركة، لكن إرهاب داعش جعل البعض يرتبك ويريد نزع تهمة الإرهاب عنه، فيما تسعى أطراف في جعل إرهاب داعش يلتصق بأهل البحرين وتجعله مخيفاً وكبيراً، رغم ألا علاقة لنا به، ولا نؤيده أصلاً، ونمقته، وندعو لمحاربته.
نريد محاربة الإرهاب الحقيقي، والإرهاب الوهمي، كلاهما لا نريد أن نراهما في البحرين، إلا أن الواقع والدلائل والقتلى والشهداء قد وقعوا في البحرين جراء الإرهاب المتطرف الذي تمثله أطراف معروفه، من هنا فإن ما نطالب به اليوم هو أن نجفف كل أنواع الإرهاب، والإرهاب الأول أولى وأهم من إرهاب لم يقع ولا يضرب.
جاء لهم إرهاب داعش على طبق من ذهب، أرادوا من خلاله إيهام الناس أن هذا هو الإرهاب الحقيقي بالبحرين، والحقيقة أن الإرهاب الذي يضربنا ويقتل رجال أمننا هو الإرهاب المتطرف لجماعات شيعية، هذا هو الواقع وهذه هي الحقيقة، وهذا الذي يحتاج إلى إجراءات قوية، كما اتخذتم إجراءات قوية ضد إرهاب محتمــل.