بعد شهرين من التداول والنقاش و»عوار قلب» المواطنين؛ جاءت الموافقة على الموازنة العامة للدولة للعامين المقبلين 2015-2016، وبموافقة 21 نائباً ورفض 13، بينما امتنع نائبان عن التصويت وغاب 4 نواب عن الجلسة، ما حدث صدم المواطنين بخروجهم دون تحقيق ولو «ربع» ما كانوا يتمنون أن يتحقق، وهذا ما اعتاد عليه الشعب من ممثلي الشعب الذين يسعون لتحسين و»تضبيط» أمورهم فقط.
حدث ما هو متوقع لدى جميع المواطنين وهو «فشل» النواب بعملهم الأساسي الذي يجب أن ينصب أساساً في مصلحة عموم المواطنين، وسيحاسبون في يوم بأنهم تجاهلوا وقصروا كثيراً في حق من صوت لهم، خاصة أولئك النواب الذين وافقوا على تمرير الموازنة العامة وتصريحاتهم «المستفزة» للمواطنين الذي قالوا فيها بأن مشروع الموازنة التي جاءت على حد قولهم في ظروف صعبة تضمنت العديد من المطالب المعيشية للمواطنين والمحافظة على المكتسبات السابقة، وأعتقد هنا أن هذا ليس بإنجاز للنواب؛ فالإنجاز الحقيقي حينما يتم تقديم أفضل من الموجود للمواطنين وليس «الاتكال» بالحفاظ على المكتسبات الماضية والتي في الأساس لم تأت في فترات عملهم كنواب.
حينما يغرد النواب بجملة «الموازنة تضمنت العديد من المطالب المعيشية للمواطنين»، يتساءل الجميع؛ ما هي تلك المطالب الكثيرة بنظرهم؟ فلعل النواب يرون ما لا يراه المواطنين، هل القصد هنا بقرار إعادة توجيه دعم اللحوم وتعويض المواطنين بمبالغ «تفشل»، أم إبقاء الرواتب ومعايير علاوة الغلاء على ما هي عليه رغم غلاء الأسعار في كل شيء وهم يدركون ذلك؟ أو ربما القصد هو تحسين امتيازاتهم خاصة في ما يتعلق بالتقاعد وغيرها لضمان مستقبلهم.
وللتوضيح فإن مشروع الميزانية تضمن صرف 360 ديناراً لكل متقاعد مرة واحدة لعام 2015 لمن يبلغ راتبه التقاعدي 700 دينار فأقل، ومراجعة سياسة إعادة توجيه الدعم بتجديد معايير صرف مبالغ الدعم للمستحقين من المواطنين، وكذلك تحديد الدعم للمعاقين بحد أقصى 200 دينار شهرياً، وهنا أريد أن أوجه سؤالاً فقط للنواب الأفاضل الـ21 الذين وافقوا على تمرير الموازنة العامة وهو؛ ما هي الاستفادة الجديدة التي تحققت للمواطن؟ الجواب وبدون نقاش.. لا شيء يذكر.
المواطنون عليهم الانتظار لسنتين مع موازنــة عامــي 2017 و2018 لتحقيق الأفضل لهم إن حصل ذلك، وأعتقد ومن خلال النواب الحاليين والذين بحسب رأيي أعتقد أنهم الأقل مستوى من حيث منفعة وخدمة المواطنين، وإن استمر الحال كما هو عليه سنرى نواباً أسوأ خلال السنوات المقبلة، والله يكون بعونكم يا مواطني البحرين المخلصين.
- مسج إعلامي..
النواب الحاليون منشغلون كثيراً بالظهور في الصحف أكثر من أي شيء آخر وكأنها منافسة بينهم؛ إما من خلال تصريحات «أي كلام» لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تفيد المواطن بشيء، أو بطريقة أخرى، فبعد وصول بعض النواب لقبة البرلمان أصبحوا «كتاب أعمدة» بدلاً من النظر لاحتياجات المواطن وتفعيلها وخدمة البلد، أتمنى من النواب أن يتعلموا من النواب في الدول الأخرى ما هي الحقوق الأساسية الواجبة عليهم من أجل إسعاد من صوت لهم.
حبذا لو يتم تخصيص جزء من سفرات النواب العديدة للمشاركة في ورش عمل وندوات ولقاءات خارجية متخصصة حول الحقوق الواجبة على النائب، لعلهم يتعلمون ويقفون في صف المواطن الذي تم خذلانه.