بعد التهديدات الإرهابية التي توعدت أهل البحرين؛ فإننا نقول كلمة حق في رجال وزارة الداخلية، وفي الإجراءات الاحترازية التي جاءت لحفظ الأمن للجميع، لذلك نقدم الشكر لرجال ونساء الداخلية على جهودهم، وندعو الله أن يحفظ البحرين وأهلها من كل مكروه، وكل عمل وجهد طيب يجب أن نقول له شكراً.
تمر المنطقة اليوم بحالة من الخلخلة والفوضى «الخلاقة» التي وعدت بها أمريكا بالتعاون مع إيران، وهذه الفوضى يقصد منها أن تضرب دول الخليج، ويكون الأمر كما يحدث في ليبيا مثلاً، أهل البلد يضرب بعضهم بعضاً وتحل الفوضى والخراب والدمار والدماء.
لدينا الشجاعة اليوم كمواطنين بحرينيين لأن نقول لكل الإرهاب إن هذا الإرهاب حرام وممقوت وجبان، أكان إرهاب داعش أو الميليشيات، كله حرام، ونقول ذلك بصوت مرتفع ولا نتزحزح.
يقال دائماً إن الإرهاب مثل الحرامي يبحث عن الغفلة حتى يضرب ويختبئ، فما حدث من استنفار لمواجهة إرهاب محتمل قد يجعل من يريد أن يرهب أهل البحرين يؤجل ضربته لوقت قادم، من هنا نقول إن على الأجهزة الأمنية أن تكون واعية، ونقول كما قلنا عن الإرهاب الذي يضربنا منذ التسعينيات، عليكم الوصول إلى الإرهاب في مكانه قبل أن يضرب، هذه هي الاستراتيجية التي تضمن تقليل وتحجيم الإرهاب.
نعم الإرهاب ضرب أمريكا ولم تستطع الدولة العظمى من منعه، وضرب فرنسا وبريطانيا، إنه كائن زئبقي يصعب أن تصل إليه خاصة إن كان من جانب الذين يضعون أحزمة ناسفة، فهؤلاء يفجرون أنفسهم في أي مكان وتجمع، الحزام مخبأ ولا يرى.
رغم المخاطر والتهديدات إلا أن فزعة أهل البحرين ضد الإرهاب مشرفة، فقد قالوا كلمة الحق دون خوف أو تردد، بأنهم ضد الإرهاب سواء من داعش أو ممن يحرقون البلاد منذ التسعينيات، كلا الارهابين حرام.
هذا الرقي في الموقف وفي الفكر مشرف للغاية، فلا نقف مع إرهاب لأنه من يقوم به ينسب نفسه لأهل السنة إطلاقاً، نحن ضد الإرهاب كان خلفه من كان، هذا مبدؤنا ولا نحيد عنه ولا نتلون، ولا نسكت عن إرهاب، ونشنع على آخر أبداً.
من يريد أن يقول كلمة لله وللوطن عليه أن يقول كلمة الحق، في الوقوف ضد كل أنواع ومصادر الإرهاب، كل ما يهدد أمن الوطن حرام، وكل ما يستهدف الناس وعابري الطريق والمقيمين حرام، وكل ما يقوض الأمن الأهلي حرام، كان سنياً أو شيعياً أو من أي مصدر.
اطلعت على كلام الخطيب محمد صنقور في جامع الصادق بالدراز، حيث قال كلاماً جميلاً موجهاً إلى وزارة الداخلية ويوصيها بوصايا ويطالبها بمطالب، وأنا شخصياً أتفق مع كلامه.
الخطيب قال: «إن ملاحقة الجناة والمنفذين للأعمال الإرهابية وإن كان ضرورياً لكنه إجراء غير كاف ولا هو مقنع بجدية الحرب على الفئة الضالة فثمة محرضون على القتل وسفك الدماء يتعين على الحكومات ملاحقتهم، ثم أن الإجراءات الأمنية لا تجدي وحدها لمحاصرة هذه الفئة».
ثم أضاف: «أن المنتظر من الحكومات هو تطمين شعوب المنطقة بجديتها في استئصال هذه الفئة من جذورها».
وللحقيقة فإني أتفق تماماً مع ما جاء في خطبة محمد صنقور، ونحن أهل البحرين نتعرض للإرهاب منذ التسعينيات، وكنا نطالب باجتثاث الإرهاب من جذوره، كما قال الخطيب، لكن ذلك لم يحدث.
اليوم نقول إننا نطالب باجتثاث الإرهاب (كل الإرهاب) من جذوره ومن مكانه، لينعم أهل البحرين بالأمن والأمان، فلا نقبل ولا نرضى أن يستهدف المصلون في مساجدهم من أي طائفة كانوا، ولا أن تستهدف الكنائس، أو أي مكان ديني لأي ملة أو طائفة، هذا مرفوض ولا نقبله، ولا تقبله النفس السوية التي تؤمن بالرسالة الحقة الصحيحة لمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
ولا نقبل أيضاً أن يستهدف أهل البحرين في طرقاتهم بالحرق والإرهاب والأسياخ الحديدية والقنابل الموقوتة كل ذلك حرام، وكان على الشيخ المحترم أن يقول ذلك صراحة، فالإرهاب الذي يقوض الأمن لا يجزأ، ولا نفرق بين إرهاب هنا أو إرهاب هناك، كان هذا هو ما نتمناه من الخطيب.
سبحان الله استنفرت الدولة برجالها ونسائها ومتطوعيها من أجل أن نوقف إرهاباً محتملاً أن يضرب، ولكن المفارقة غير المقبولة أبداً، هي أننا نتعرض كل يوم للإرهاب منذ التسعينيات وحتى اليوم، ولم تستنفر الدولة وأجهزتها لوقفه، ولاجتثاثه كما فعلت مع الإرهاب المحتمل، إنها مفارقة مؤلمة لأهل البحرين.
إرهاب لم يضرب بعد (وندعو الله ألا يضرب أبداً) تستنفر الدولة كلها لوقفه، وكأن هذه رسالة لأهل البحرين أن عليكم أن تتعايشوا مع إرهاب معين، بينما الدولة لن تسمح بإرهاب آخر..!
لدينا ميزان واحد للقضايا الوطنية، ونقول كما قلت في صدر العمود، إرهاب داعش حرام وإرهاب الميليشيات التي تقتل رجال الأمن وتصيب المارة في طرقاتهم بالقنابل والحرق والأسياخ الحديدية حرام، لا ينبغي الاستنفار ضد إرهاب دون آخر، مع مفارقة أن الإرهاب المحتمل، لم يقع قط بالبحرين ولله الحمد ونتمنى ألا يقع.
هكذا فطرنا، نمقت كل أنواع الإرهاب ولا نقبل باستهداف أحد من الناس، ولا نريد إراقة دماء من أي طائفة أو دين وأي مكان عبادة، لا نقبل ولا نرضى باستهداف المسيحيين أو اليهود، أو أصحاب أي دين يعيش أهله بيننا آمنين مطمئنين، كلهم وجميعهم مستأمنون ولهم الأمن والأمان كما كانوا يعيشون في البحرين منذ قديم الزمان دون أن يمسهم أحد، ويجب أن نحميهم نحن بكل ما استطعنا ولا نقبل ولا نرضى لهم إلا الخير.
وقد توعد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من يقتل المستأمنين بأن يكون خصمهم يوم القيامة، هذه هي عدالة الإسلام وقيمه ومبادئه.
إنها فتن آخر الزمان، حمانا الله وحفظنا منها، وحفظ أوطاننا وقيادتنا وشعوبنا من موجات الفتن التي تطل برأسها، والتي تدحرجها أمريكا علينا بالتعاون والاتفاق مع الدولة الصفوية.
من يلعنون الإرهاب الآن لأنه ضربهم في دول مجاورة، عليهم أن يلعنوا كل الإرهاب، وكل من يرعاه، فالإرهاب ترعاه ثلاث دول؛ إرهاب الدولة الصهيونية وهو لا يحتاج إلى تعريف. إرهاب أمريكا التي تخرج لنا في كل مرحلة عدو زئبقي (القاعدة، داعش وغيرهما) لتدمير الدول المجاورة للكيان الصهيوني العراق سوريا مصر والسعودية. إرهاب الدولة الصفوية، في العراق والبحرين ولبنان واليمن وسوريا.
هؤلاء رعاة الإرهاب، فإن كنتم ستلعنون الإرهاب، فلعنوا من يقف خلفه..!
** رذاذ
بادرة طيبة من الأخ سهيل القصيبي (رحم الله والدك كان رجلاً عظيماً) في إقامة الصلاة المشتركة، وتمنيت لو أنه دعا لنا ولأهل البحرين بالخير في تلك الصلاة، علها تكون ساعة إجابة.