أحد القوانين الكونية هو «قانون العطاء والأخذ»، وهو من القوانين التي طرحها الحكيم ديباك شوبر وهو في كتابه «القوانين الروحية السبعة» وهذا القانون يعمل وفق دورة الدم، ولكن ماذا يحدث إذا توقفت الدورة الدموية بداخلك؟
يتوقف نبض القلب وهذا في النهاية سيقتلك، تنفسنا أيضاً يعمل كظاهرة متقطعة. في الكون كل شيء يعمل بدورة وليس هناك شيء لا يتغير حين يتوقف شيء ما عن التحول هذا يؤدي لكارثة.
أنا أقوم بالتدرب على القوانين سبعة أيام مختلفة من الأسبوع، لذا يوم الأحد أتدرب على قانون الإمكانات الوفيرة بالنسبة إلى عقلي، وهذا الأكثر أهمية، يوم الإثنين أتدرب على قانون العطاء والاستقبال لذا أي شخص أزوره أجلب له هدية يمكن أن تكون هذه الهدية شيئاً مادياً يحتاجه أو يمكن أن تكون زهرة أو فكرة جيدة أو مجاملة، هذا لا يهم لكنني سأقابل من أقابله اليوم وسأقدم له هدية بصمت أحياناً بنفس الطريقة سأستلم وفرة الكون سأصبح منفتحاً من أجل رخاء الكون إن هذا الشيء الثاني الذي سأفعله، أما الثالث هو أن أعبر عن الشكر والامتنان لأن الشكر يبقي الدورة مستمرة لذا قانون العطاء والاستقبال يقول «طالما أبقي الأشياء في دورتها سأحظى بالرخاء في حياتي» ويجب أن تساوي العطاء بالاستقبال.
قرأت في الواتساب قصة رائعة رواها الدكتور محمد راتب النابلسي، حيث يقول؛ يقال إن رجلاً صالحاً كان على فراش الموت، وكان لا ينطق إلا ثلاث كلمات: «ليته كان جديداً»، ثم يذهب في غفوة، ومن ثم يفيق فيقول: «ليته كان بعيداً»، ثم يذهب في غفوة، ثم يفيق فيقول: «ليته كان كاملاً»، ثم بعدها فاضت روحه.
فرآه أحد الصالحين في منامه فحدث بين الناس أن هذا الرجل في يوم من الأيام يمشي، وكان يلبس ثوباً قديماً تحته ثوب جديد؛ فوجد مسكيناً يشتكي من شدة البرد فأعطاه الثوب القديم؛ فلما حضرته الوفاة ورأى قصراً من قصور الجنة وقالت له ملائكة الموت: هذا قصرك؛ فقال: لأي عمل عملته؟!
قالوا: لأنك تصدقت ذات ليلة على مسكين بثوب.
فقال الرجل: إنه كان بالياً؛ فكيف لو كان جديداً؟! «ليته كان جديداً».
وكان في يوم ذاهباً للمسجد، فرأى مقعداً يريد أن يذهب للمسجد؛ فحمله فلما حضرته الوفاة رأى قصراً من قصور الجنة، وقالت له ملائكة الموت: هذا قصرك.
فقال: لأي عمل عملته..؟!
قالوا: لأنك حملت مقعداً ليصلي في المسجد.
فقال الرجل: إن المسجد كان قريباً؛ فكيف لو كان بعيداً.. «ليته كان بعيداً!».
وكان في يوم من الأيام يمشي وكان معه رغيف، وبعض رغيف، فوجد مسكيناً جائعاً؛ فأعطاه بعض الرغيف، فلما حضرته الوفاة رأى قصراً من قصور الجنة، فقالت له ملائكة الموت: هذا قصرك.
فقال: لأي عمل عملته..؟!
قالوا: لأنك تصدقت ببعض رغيف على مسكين.
فقال الرجل: إنه كان بعض رغيف؛ فكيف لو كان كاملاً..؟! «ليته كان كاملاً».
نعم.. إنها أعمال نراها بسيطة لكنها عند الله عظيمة... فلا تحتقرن عملاً بسيطاً قد يكون سبباً في بناء قصر لك في جنات النعيم.
لهذا أقول دائماً وأحث القلب على الثبات بما أرى وأفعل، لا يوجد في فعل الخير عمل صغير، كل فعل خير على هذه الأرض يعتبر مهماً، كبيراً، واسعاً، ضخماً، ربما أكبر مما يتصوره فاعله، أكبر من سعة السماء والأرض، فهو عامل محرك للحياة عبر القوانين جميعاً، قانون المحبة الذي منه أتينا وإليه نذهب.