ما صرح به وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حول تدخل كتلة «دولة القانون»، وهي أكبر كتلة في البرلمان العراقي، بشأن القرار الصادر بسجن الأمين العام لجمعية الوفاق علي سلمان لأربع سنوات، يعكس مدى الحنكة الدبلوماسية للوزير الذي عرف عنه الدفاع والإخلاص لوطنه، والوقوف ضد أيه تصريحات خارجية مسيئة بحق هذا البلد، خاصة في ظل وجود الكثير من الأطراف الخارجية منذ الأزمة البحرينية إلى يومنا هذا يسعون جاهدين لتشويه صورة المملكة بالخارج وزعزعة أمنها، منها الجمهورية الإيرانية وما يسمى بـ «حزب الله» الإرهابي، والطائفيون في العراق وسوريا، ومثال ذلك النائبة العراقية التي تسمى حنان الفتلاوي.
تلك النائبة العراقية التي تترأس كتلة «حركة إرادة» وصفت مؤخراً سياسة بلدها العراق بسياسة النعامة واعتبرت البحرين «دويلة».
نحن في البحرين تعودنا على احترام الأشقاء والأصدقاء ولا نتدخل في شؤونهم المحلية، لذلك كسبت المملكة احتراماً واسعاً في شتى بقاع الأرض، وربما غاب هذا الأمر عن النائبة (الفتلاوي).
ووزير خارجية المملكة عندما رد على بيان أصدرته الخارجية العراقية التي اعترضت على الحكم الصادر على علي سلمان كان من باب (رد الفعل) وليس الاتيان به، وهو ما أقدمت عليه وزراة الخارجية العراقية عندما «حشرت أنفها» في شأن بحريني محلي استدعى من وزير خارجيتنا الفاضل الرد. ولا أعرف هنا إن كانت النائبة العراقية الفتلاوي استوعبت ذلك أم لا؟.
وبالعودة إلى الفتلاوي ووصهفا البحرين بـ «الدويلة» فهذا وصف يدل على اضمحال فكرها السياسي، فلا عجب فهي طبيبة أمراض جلدية، ويبدو أنه أصابتها «حكة» الطائفية بشأن الحكم الصادر ضد علي سلمان، خاصة وأن الفتلاوي انسحبت من ائتلاف دولة القانون مطلع العام الجاري، لتشكل حركة «إرادة» وتترأسها، وهي حركة معروفة في العراق بالطائفية التي تدافع فقط عن حقوق الطائفة الشيعية في بلدها وبصوت عال وإلغائها للمكونات الأخرى في العراق وبالذات الطائفة السنية.
ومثلما تعاني الفتلاوي من فقر سياسي بسبب طائفية حركتها، فهي تعاني أيضاً من «عور» في الشأن الدبلوماسي، حيث أن وصف «دويلة» للبحرين لا يتناسب دبلوماسياً مع سياسة بلادها الخارجية التي خصصت سفيراً مقيماً لها في البحرين يرعى شؤون ومصالح العراق ومواطنيه الكرام المقيمين في البحرين، وهذا اعتراف من بلادها بمملكة البحرين - أرجو ألا تصدم الفتلاوي من اسم «المملكة»- إلى جانب تمتع البحرين والعراق بعلاقات أخوية وتاريخية تميزت بالقوة والمتانة منذ القدم.
ويبدو أن النائبة الفتلاوي كانت غائبة عن الوعي أو ربما في غيبوبة فكرية عندما تغافلت عن النجاحات التي حققتها المملكة بالحد من الطائفية والقضاء على أوهام من يشابه حركتها الطائفية، عندما حلموا متوهمين في بداية 2011 أن البحرين ستصبح جمهورية تابعة للولي الفقيه وهذا ما فشلت فيه «جمهوريتك» يا فتلاوي.
كما أن البحرين لم تكن أبداً مصدر تهديد لأشقائها العرب، على نقيض «جمهوريتك» التي أصبحت مرتعاً لإيواء إرهابيين طائفيين لتدريبهم على تنفيذ أعمال إرهابية في بلادهم وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، وهذا ما ثبت بالدليل القاطع عندما تمكنت البحرين من إحباط جماعة إرهابية طائفية تلقت تدريبات عسكرية في العراق وتوجيههم لإحداث القلاقل في البحرين، وقد اعترفوا بأنفسهم بذلك.. فهل عرفت الآن الفرق بين مملكتنا وجمهوريتك أيتها النائبة؟
ونريد أن نوضح هنا للفتلاوي أن طائفتي البحرين الكريمتين، السنة والشيعة، قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم، وهما ليستا بحاجة إلى تدخل أشخاص طائفيين من الخارج ليس لهم شأن بأمور البحرين، بل وإن المصيبة الكبرى أن هؤلاء الأشخاص «الحقودين» ليس لهم تأثير فعال في حل مشاكل بلدهم الذي يعاني من الإرهاب والطائفية أكثر من 10 سنوات، وكان من الأولى على تلك النائبة الطبيبة أن تقدم و«صفات علاج للأمراض المزمنة» والكثيرة التي يشكو منها العراق كالطائفية، والقمع، والظلم الشديد الذي يعاني منه العديد من أبناء الشعب العراقي، أما بخصوص البحرين فهي وبفضل من الله، ثم بحنكة قيادتنا الرشيدة، ورجال أمنها البواسل، ومواطنيها الأوفياء، تجاوزت مشاكلها وتسعى دائماً إلى تحقيق النماء والتطور وما فيه خير للوطن والمواطن.
- مسج إعلامي..
استغرب كثيراً من هؤلاء الأشخاص الطائفيين في إيران والعراق وسوريا وما يمسى بحزب الله الإرهابي وتدخلاتهم الجرئية وبكل «وقاحة» في شؤون البحرين الداخلية، في وقتٍ تعاني فيه بلادهم وغالبية أبناء شعبهم من الظلم والفقر والقتل والإبادة والاغتصاب والضرب، هؤلاء ينطبق عليهم فقط مقولة واحدة وهي «إن لم تستح فأصنع ماشئت».