تخرج علينا اليوم تلك الأصوات الإعلامية المعروفة بمشاركتها في المؤامرة الإنقلابية، دون حياء لتقول: «هذه مهمات وزارة الداخلية ومن الواجب أن توفرها وتدرب عليها الأهالي عبر حملة توعوية، وألا ننتظر أن تقع المصيبة، ثم نتأسف.. كما أنه هناك حاجة إلى تخطي مشكلات مترسبة مما حدث في 2011 حتى الآن، فكلنا يتضرر من حدوث أي مكروه، والاحتياط واجب على الجميع عبر التفاهم والتكاتف ومن أجل حفظ البلاد والعباد».
نقول لهم «لعبوا غيرها» فما حدث في البحرين ليس مظاهرة واحتجاجاً على قوانين «مخالفات مرورية»، أو على ضريبة «العامل الأجنبي»، بل ما حدث في البحرين هو مؤامرة انقلابية على نظام الحكم الخليفي، قادت صحيفتكم الحملة الإعلامية الانقلابية، صحيفتكم التي كانت تسمي شعب البحرين الأصيل بلطجية، وتطلق على رجال أمنه مرتزقة، فهي إذاً ليست مشكلات مترسبة كما تدعون، وإنما مؤامرة انقلابية لإسقاط نظام الحكم الخليفي واستبداله بنظام حكم إيراني.
كما نذكر من يتظاهر بالخوف على البلاد والعباد ويطالب بالاحتياط والتكاتف، ونقول له هل الأعمال الإرهابية التي تنفذها الميليشيات الوفاقية منذ فبراير 2011، ومازالت مستمرة، هي أعمال خيرية وتطوعية وخدمة مجتمعية يستحق أصحابها التآخي والتكاتف؟ هل تريدون التكاتف والتآخي كي يكون جسراً يوصلكم إلى مؤامرة انقلابية ناجحة؟ وهل تظنون أن بإمكان صنيعة إيران «داعش» أن تقدم أهل السنة لقمة سهلة تبلعونها، كما قدمت سنة العراق وليمة لقاسم سليماني وحيدر العبادي، حيث أفرغوا مناطق السنة الأنبار والموصل والفلوجة من أهلها وقدموها قواعد عسكرية لإيران وأمريكا، وكله بدعوى محاربة «داعش».
وكيف بمن خرج على قناة الحرة في ديسمبر 2011 في برنامج «حديث الخليج» وقال: «إن النظام الحاكم أعاد البحرين إلى الجاهلية، وأن ما حدث في البحرين هو ما فعلته ألمانيا في اليهود، وكما فعل لمسلمي البوسنة -ولم تتبقَ إلا المقابر الجماعية-، هذا الذي يفرد صحيفته للدفاع عن جرائم الإرهابيين ويبرئ أصحابها، اليوم يدعو الدولة للحفاظ على البلاد والعباد، فماذا تفعل الدولة طوال السنوات الأربع؟ أليست هي من يسهر رجالها على أمن البلاد ليلاً ونهاراً؟ أليس حماة الأمن هم المستهدفون من الميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران؟ فكيف اليوم تطالب بحمايتهم أم أن الحماية التي تسعى إليها هي بداية تكوين نواة الحشد الشعبي، كما فعلت حكومة العراق، عندما جندت فئة من الشعب العراقي بدعوى محاربة «داعش»، فهناك أوجدت الحكومة العراقية عذراً، وهو أن الجيش العراقي انهزم أمام مائة شخص من «داعش»، ولكن في البحرين الوضع مختلف فالمؤسسة العسكرية والأمنية على أتم الجاهزية لمحاربة «داعش» ومعهم «حالش».
ما حصل في البحرين ليس بالماضي البعيد، وحتى إن كان في الماضي البعيد لا يمكن أن تنسى مؤامرة انقلابية هزت كيان دول الخليج، وها هي شعوب دول الخليج مازالت في ذاكرتها جريمة غزو العراق للكويت كأنها حدثت بالأمس، فكيف ننسى ذاك الهتاف المدوي الذي يقول «الشعب يريد إسقاط النظام؟ وكيف ننسى رنين التصفيق فرحاً بإعلان جمهورية الولي الفقيه على الدوار؟ فتأتون اليوم وتطالبون بحل ما تسمونه ترسبات ثم تطالبون بالتكاتف والتآخي، فأي تكاتف وتآخٍ وأنتم مازلتم تقبلون العمائم الإيرانية؟ أين التكاتف وأنتم تمجدون الثورة الخمينية؟ أين خوفكم على البلاد والعباد وأنتم تمدحون المراجع الإيرانية التي أحلت دماء أهل السنة؟ أليس السيستاني هو من يتولى إبادة أهل السنة في العراق؟ أليس هو من امتدحه من يطالب بالتآخي والتآلف في مقاله الذي يقول فيه «.. السيد السيستاني دخل تاريخ العراق والمنطقة واسمه مسجل بالذهب، تحية لك أيها السيستاني الأصيل.. فأنت إنساني وأنت إسلامي قبل أن تكون إيرانياً».
وإن كان هناك من نسي هذه الجرائم وأخذ يمجد شعراء الانقلابيين ويصفهم بالوطنين، أو أن هناك من المنافقين الذين يحاولون الاصطياد في الماء العكر معكم، فنقول أن شعب البحرين لا يضع يده إلا مع ولاة أمرة، وأن من يعادي ولاة أمره يعاديه، كما نقول لكم إن البحرين قادرة على بسط الأمن في كل منطقة، كما أننا نتمنى من وزارة الداخلية أن تفتح باب التطوع لحماية المساجد والمناطق من التفجيرات وقطع الشوارع عليهم بالأعمال الإرهابية التي قد تنفذها الميليشيات الوفاقية، فاليوم اختلط الحابل بالنابل، فلربما تستغل الميليشيات الوفاقية وخلايا الأشتر وجيش المختار لتنفذ عمليات إرهابية في المساجد مستغلة أن الإرهاب لم يعد محصوراً في الموالين لإيران، فالخطر الحقيقي يهدد الدولة والمواطنين في مناطقهم ومساجدهم ومؤسساتهم، وقد سقط الكثير من الضحايا بجرائم الإرهاب الصفوي بين شهيد ومصاب، إصابات أدت إلى عجز عشرات من رجال الأمن والمواطنين عدا عشرات من الوفيات.