في لقاء تلفزيوني معها قبل فترة قالت: «خلال شهر رمضان سيكون لي برنامج مختلف هذه المرة، فهناك لعب و(ديجي) وطريقة جديدة من تقديم الأغاني وعادي اتشوفوني داخله الاستيديو بطار!».
لا نعلم أمام هذه السفاهة ما نقول حقيقة غير «حمداً لله» على عدم تنفيذ البرنامج الرمضاني هذا بسبب إغلاق القناة التي نبدي أسفنا بالطبع على رحيلها من ساحة الفضائيات العربية، هذه الفنانة والتي عرفت بتأثيرها على جيل المراهقات واقتدائهن بها في طريقة اللبس والشعر ذي القصات الغريبة والألوان والكلام «المبلتع» وطريقة ترجمتها لشهر رمضان؛ وكأنه شهر للأغاني والسخافات لا للعبادات لم ترَ حرجاً ولا عيباً عليها كمسلمة أن تتفوه بهذا الكلام، فما قالته باختصار يمثل أوجه الإعلام الرمضاني لدينا في العالم العربي للأسف الشديد الذي يبرز ويسلط الأضواء على هذه العقليات.
شهر رمضان الذي قال عنه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام إنه شهر إذا جاء فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين، يبدو أن هناك من اختار خلاله أن يغلق أبواب الطاعات ويفتح للمسلمين أبواب الدمار الديني وأن يوظف خلاله نوعاً من شياطين الأنس لا تصفد؛ بل تظهر وتبرز لممارسة التهريج «والتنطط والرقص مع إجابات المتصلين الصحيحة» وغيرها من حركات مبتذلة لا تحترم ولا تراعي حرمة الشهر الفضيل.
الإعلام الرمضاني في دولنا العربية يمثل أبرز ظاهرة تؤكد أن هناك بعض شياطين الإنس التي تخرج على الشاشات لإلهاء المسلمين عن الطاعات والعبادات وتكديس عقولهم بطاعات الفضاوة والسخافة، رغم أن الشيطان يكون فيه قليل الحيلة لإغواء الناس.
كما هناك من ابتكر بدعة تكديس الشاشات العربية بعدد من المسلسلات الرمضانية التي تبرز قشور القضايا المجتمعية وتركز على السلبيات أكثر من الإيجابيات وتؤسس لأعراف ثقافة الهدم لا البناء.
لنتخيل أننا في زمن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أو الصحابة الكرام ولنتخيل أن مسلمي ذلك الزمن تفاجؤوا بفتح التلفاز خلال رمضان وأخذوا يشاهدون كمية «المصاخة» والصراخ والضحك مع المتصلين والاستعراض الذي تمارسه بعض الفنانات في البرامج والحلقات التلفزيونية، «بالذمة» كيف ستكون نظرة مسلمي ذلك الزمن لهؤلاء؟ أقل شيء سيكون الاستنكار أوالتفكير بطريقة «هؤلاء بالتأكيد ليسوا من جموع المسلمين أو مب صاحيين!»، لن يفسر ما يقوم به هؤلاء سوى أنه وقاحة متمادية في عدم احترام سلوكيات وآداب المسلم خلال رمضان.
حتى إن كانت هناك نظرة ستدعي المقولة الشهيرة «الجمهور عايز كدة» فالمشتغل في سلك الإعلام يدرك أن وسائل الإعلام تمثل أقوى أسلحة التأثير على الجماهير وتحديد اتجاهاتهم بمعنى هي كمثل القائد الذي يقود جماهير الاتصال ويرسخ فيهم ثقافات وعادات وسلوكيات وإن أحد أقوى الفنون الإعلامية مخاطبة العقول بالباطن وبشكل غير مباشر من خلال برامج تعزز سلوكيات وتنفي سلوكيات فهذه «الخلطة الإعلامية» معروف مكوناتها لمن أراد بأمة المسلمين خيراً.
الإعلام الرمضاني في دولنا العربية بحاجة لإعادة هيكلة وتخطيط هذا إن كانت هناك فعلاً نية جادة في ترجمة المعاني الحقيقية لشهر رمضان بالبرامج والحلقات المفيدة والمثمرة التي تعزز سلوكيات الطاعة وإدراك مفاتيح العبادة خلال شهر رمضان، والتي ينال فيها المسلم غنائم العتق من النار والغفران من الذنوب بعيداً عن المكاسب التجارية أو أرباح الإعلانات أو استغلال هؤلاء الممثلين والفنانين لحصد أكبر نسب متابعة وغيرها من معادلات العمل التلفزيوني.
هل تفكر أحدهم لو أن أحد الأجانب غير المسلمين تابع حال محطاتنا الفضائية من باب الفضول لاكتشاف حال المسلمين خلال شهر رمضان ماذا سيقول؟!
- إحساس عابر..
بدهشه شديدة سألتها: «كيف لا تعرفين هذه الممثلة؟ في أحد ما يعرف هالممثلة؟ كيف لم تتابعي مسلسلها؟»، فأجابتها: «مب نهاية العالم؛ على فكرة لو ما تابعت وعرفت هالناس.. شهر رمضان أمام منهجية الإعلام الرمضاني فيه الأولى عدم فتح التلفاز خلاله إلا وأنتِ جالسة على مائدة الفطور.. أعرف ناساً كثيرين في رمضان يصومون عن التلفزيون لأنه يمثل بالنسبه لهم أحد أوجه اللهو وتضييع الوقت بل ينشغلون في الاتجاه نحو أعمال الصدقة والخير وتنظيم وقتهم بين العبادات المختلفة».