يُسجل نجاح عملية اكتشاف مستودعات للمواد شديدة الانفجار للإخوة الكرام في وزارة الداخلية، غير أن الحادث يكشف صورة كنا نشاهدها منذ التسعينات، غير أن البعض لا يراها، وينتظر أن يقع الفأس في الرأس ثم يتحرك بنظام ردود الفعل.
التحركات الأخيرة للداخلية طيبة، غير أننا ننتظر المزيد منها، وأعتقد أن التحركات بطيئة بعض الشيء، وربما في كل قرية ستجدون أكثر من مستودع، وكل هذا يظهر الحراك السلمي للخروج الطائفي الانقلابي في 2011 ومن وقف خلف هذا الحراك! أذهب بعيداً قليلاً عن إنجازات وزارة الداخلية الأخيرة في العمل الاستباقي، فما يحدث على الساحة في الأيام الأخيرة أصبح مثاراً للجدل، البعض سخط على الحكم في قضايا علي سلمان، فهناك نوعان من السخط؛ سخط على الحكم البسيط والقليل والسخط الآخر على الحكم القاسي والكبير..!
في المقابل، خرجت مسيرات خجولة متناثرة بأعداد جد بسيطة اعتراضاً على الحكم، بينما نفس من كان ساخطاً على الحكم في قضية سلمان، كان مبتهجاً فرحاً على العفو الملكي بحق إبراهيم شريف..!
لوهلة.. شعرت أن هناك خبثاً سياسياً كبيراً، وكبيراً جداً، فتوقيت الإفراج والعفو كان ذكياً بامتياز، كما أن الذكاء في أن خروج إبراهيم شريف كان بعفو ملكي، والمراقب والمحلل للوضع سوف يرى أن هناك خبثاً سياسياً فائق الخطورة في عمل اختلال في (المختل أصلاً.. مختل في التوازن نقصد).
فمن كان في حزن شديد على الحكم في قضايا علي سلمان، أصبح فرحاً منتشياً بخروج إبراهيم شريف، برغم أن الوفاق تحديداً لم يشغلها كثيراً حبس شريف بقدر انشغالها بالآخرين، فأصبح هناك ازدواج مشاعر، حزن سلمان بفرح شريف..!
الموسوي أثنى في كلمة الإفراج عن شريف على العفو الملكي، وهذا أمر جيد، كما أن ما ورد في كلمة إبراهيم شريف يعتبر تحولاً كبيراً ومحورياً في (المطالب)..!
فقد كانت المطالب في نشوة الدوار مختلفة حين خطب شريف وعلي فخرو وغيرهم تحت تأثير نشوة الدوار وميلان السفينة، غير أن شريف قال في كلمة الإفراج بما معناه: «إن البحرين بحاجة إلى حل سياسي للقضايا السياسية، وانفراجة تشمل الإفراج عن مئات الألوف من السجناء»..!
اللافت في الأمر بعد خمسة أعوام من محاولة الانقلاب والخروج الطائفي، والخروج من السجن بعفو ملكي صار المطلب (حل سياسي)..!
والحل السياسي هنا مبهم، ليس فيه شروط ولا إملاءات، ولا تحديد ما هو الحل السياسي، فالحل السياسي يمكن أن يكون من خلال البرلمان، أو من خلال تنفيذ توصيات الحوارات السابقة، أو أي حل آخر، الكلمة مبهمة.
غير أن هناك خطأ في الأرقام يبدو أن الأخ إبراهيم شريف وقع فيه حين قال الإفراج عن مئات الألوف، الرقم والعبارة غير دقيقة، فبكلام شريف نفسه هناك أكثر من ثلاثة آلاف سجين، فمن أين جاءت مئات الألوف..؟
مطالبات الحكومة المنتخبة، ودستور جديد، وإقالة هذا المنصب، و.. و.. والكثير من المطالبات يبدو أنها ذهبت أدراج الرياح، وقد عرف من خرج الخروج الطائفي أن مشروعهم في هزيمة عظيمة، وأن الذين كانوا معهم لم يعودوا معهم، وأن المطالب انحصرت في «حل سياسي لقضايا سياسية»..!
هبط السقف الذي تنادون به، حتى أصبحتم في (برستي)، لكن الذي يخطط والذي يخلط الأوراق (ويخلط الطباخ في الجدر) أنا أشهد أنه لعب فيكم لعبة، تبكون ساعة على علي سلمان، وتفرحون ساعة على شريف، تخرجون مسيرة غاضبة من أجل سلمان، وتفتحون مجالس فرح للتهنئة بالإفراج عن شريف..!
** رذاذ
دخل السجن فلان، خرج منه فلان، ترى لعبة الكريكيت زينة ليش معترضين على الملاعب..؟