يبدو أنه رغم كل تهديدات السادة النواب حول موضوع إعادة الدعم، وحول موضوع اللحوم تحديداً، فإن كل ذلك كان جعجعة داخل فنجان، وإن قرار إعادة توجيه دعم اللحوم سيطبق في موعده والبقية ستأتي، هكذا خرجت التصريحات أمس الأول.
سوف أكون أكثر صراحة وأقول إن بعض الإخوة النواب الذين خرجت لهم تصريحات «انتحارية» بشأن رفع الدعم عن اللحوم، تغيرت لهجتهم تماماً، وكأن الذي صرح في البداية ليس هو، أصبحوا يتكلمون بصوت خافت، وكأن الأمر مسلم به..!!
الرجل الفاضل الشيخ خالد بن عبدالله قال أمس الأول: «حان الوقت بأن يساهم المواطنون المقتدرون ذوو الدخل المرتفع في تحمل تكاليف الخدمات».
هذا المبدأ صحيح وكان يجب أن يحدث قبل الآن، فالمقتدر ليس بحاجة لأسعار مخفضة وللدعم من الدولة، بل إن أصحاب الدخل المرتفع في كل العالم يدفعون ضرائب للدولة أكثر وأكبر من غيرهم.
سبحان الله، ضيعنا فريضة الزكاة وأصبح البعض لا يؤديها، وذهبنا إلى تبني مشاريع الغرب، وركضنا خلفهم، وأصبحنا نقلدهم في كل شيء، بينما لو أخرج المسلم منا زكاة ماله لما وجدنا في بلدنا وبقية البلدان فقيراً ومحتاجاً، لكن الحديث عن الزكاة اليوم يكون غريباً ومستهجناً، أو كأن البعض يقول: «شنو زكاة ما زكاة، وش هالرجعية»..!
نعم البعض يتحدث هكذا، وينكر أصول الدين، فنحن في آخر الزمان، وكلمة الحق تجعل الإنسان منا يسدد ضرائب كبيرة إن قالها.
والله إن الزكاة لتطهر المال، وتجعله ينمو ويكثر، وتحل فيه البركة، الزكاة تضاعف المال، ويرزق الله صاحبها خيراً مضاعفاً عما أخرجه، اسألوا من يخرجون الزكاة، وسيقولون لكم نعم هذا قد حدث لنا فعلاً.
أعود إلى موضوع رفع الدعم، فما يطرحه الجانب الحكومي على اللجنة المشتركة من النواب والشورى هو أن معيشة المواطن لن تمس، ومكتسباته لن تمس، الكلام جميل جداً، ويفرح الناس، غير أنه هل هذا الكلام واقعي؟
أطرح نقاطاً محددة لم أجد لها إجابات، حتى الإخوة النواب ربما لم يطرحوها بشكل قوي، وهي ما هو الضامن ألا ترتفع الأسعار بشكل جنوني ومبالغ فيه حال رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء على الأجانب؟
غالبية الأجانب إما يعملون في مؤسسات خاصة أو إنهم يعملون لحسابهم الخاص، وبالتالي حين ترتفع على الأجنبي الأسعار، فمن الطبيعي أن يرفع هو أسعار خدماته أو السلع، أو يرفع صاحب العمل الأسعار حتى يغطي تكاليف (ارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء).
هنا السؤال وقد طرحته ذات مرة: هل تتوقعون أن الأجنبي سيدفع الفارق في ارتفاع الأسعار من جيبه؟
هذا قطعاً لن يحدث، سيجعل المواطن يدفع ذلك حين يرفع هو أو مؤسسته الأسعار.
هذه الرؤية وهذه المعادلة هي التي تحتاج إلى حل، وتحتاج من الجانبين الحكومي والتشريعي إلى أن يتم توضيحها للمواطن.
حين يقال لنا إن معيشة الناس لن تتأثر، فكيف لن تتأثر والأسعار سترتفع في كل شيء، بينما لا رقابة من الدولة على الأسعار، ودائماً يقولون لنا (نتبع سياسة السوق المفتوح).. لا واضح أنه مفتوح على الآخر..!
مع احترامي وتقديري للجميع معادلة رفع أسعار البنزين والبترول والغاز وغيرها ستجعل الأسعار تتضخم كثيراً، فكيف تقولون لنا إن معيشة الناس لن تتأثر؟
الذي سيدفع كلفة كل ذلك هو المواطن وليس غيره، لا التاجر سيدفع ولا الأجنبي سيدفع، كلاهما يبحث عن الربحية، فإما أنه يربح وإما أنه يترك التجارة والأعمال، من هنا فالذي (سيغرم) هو المواطن.
الجانب الحكومي حين يطرح أن معيشة الناس لن تتأثر، أحسبهم يقصدون أن الأسعار سترتفع على الأجانب، وقد يكون هذا، إلا أنه كما أسلفت كل من ترتفع عليه الأسعار (أجنبي أو تاجر) سيأخذ الفارق من المواطن ولن يسدد هو الفارق من عنده حباً في الدولة..!
من يستطيع أن يفك هذه المعادلة، فيخبرنا كيف ستتم، وكيف لن تتأثر معيشة الناس..؟
** «سنعوا تصحيحكم يا جماعة..!»
نقدم التهنئة للمتفوقين والمتفوقات، وبارك الله لهم في نجاحهم وجعلهم ممن يخدمون وطنهم في المستقبل القريب، غير أني أريد أن أسأل الأخ وزير التربية حول نسب التفوق والنجاح، هل يعقل أن تكون نسبة النجاح بفارق 2 من عشرة عن الـ 100%..؟
معقولة يا جماعة؟
بصريح العبارة يبدو أن في الأمر شيئاً، أو أن الوزارة تريد أن تظهر أن طلابها نجباء وأن التدريس بخير، وهذا التفوق بفضل نجاح سياسات الوزارة وباقي لهم عن 100% (شعرة فيل) بس..!
يا جماعة «سنعوا تصحيحكم، والأمر مو طبيعي، إلا إذا آينشتاين يتخرج من مدارس البحرين فهذا يجوز..!»
النسبة «وايد قوية سعادة الوزير»، لا أريد أن أقول شيئاً آخر، لكن أحسب الجميع أدرك ما نود قوله..!
نتمنى التفوق لأبنائنا.. (بس بصراحة قووووية)!!
** رذاذ
الله المستعان على خربطة البعثات، وخوف المسؤولين في الوزارة، مستقبل البحرين يبدأ من تصحيح أوراق الامتحانات، وبعده البعثات (أصحوا معانا شوي، ضيعتوا البلد سنوات طويلة سابقة من التزوير ومن أمراض الفئوية، حتى جاءتنا سنوات الانقلاب، والذي لا يتعلم من الدروس سيضيع مستقبل وطنه).
التاريخ لن يغفر لمن يضيع مستقبل البحرين، كل شيء سيدونه التاريخ، مثلما دون التاريخ الأسود للمسؤولة السابقة ووزيرها، في أقبح وأسوأ حقبة من تاريخ التعليم في البحرين..!