كل شيء يسير في الحياة بقانون، والقانون، كما نعرف جميعاً، هو أن يكون كما هو في أي مكان في العالم، فتبخر الماء على سبيل المثال لابد وأن يتحول إلى غيم والغيم يتحول إلى مطر، وهبوط المطر يعني انتعاش الأخضر فوق الأرض.
وغياب الشمس يعني أنها ستشرق في وقتها، وهكذا كل شيء، وما يحدث في الطبيعة والمجتمع، يحدث داخل قلب الإنسان وفكره، فإن سار الإنسان حسب قانون النية الطيبة، فإن هذه النية / الفكرة / الخاطرة / الحلم من الممكن أن تتحول إلى فعل يغير طبيعة الأحداث ونظرات الأشخاص، ويفتح أبواباً نظنها مغلقة، وما هي كذلك.
فالنية الطيبة التي يزرعها الإنسان في حقل قلبه تعود عليه بأضعاف مضاعفة، في المحبة والسعادة والعطاء والرزق والسعادة.
قبل عدة أيام قرأت إحدى القصص الجميلة التي انتقلت لي عبر «مسجات» المحبين من الأصدقاء، فتوقفت عندها لأرى حجم الطيب الذي من الممكن أن يعود على صاحبه إذا أخلص النية، تقول القصة..
كان هناك رجل فقير يرعى أمه وزوجته وذريته، ويعمل خادماً لدى أحدهم، مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه، إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل، فقال سيده في نفسه: لابد أن أعطيه ديناراً زيادة حتى لا يتغيب عن العمل، فبالتأكيد لم يغب إلا طمعاً في زيادة راتبه لأنه يعلم حاجتي إليه، وبالفعل حين حضر في اليوم التالي أعطاه راتبه وزاد عليه الدينار، لم يتكلم العامل ولم يسأل سيده عن سبب الزيادة.
وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى، فغضب سيده غضباً شديداً وقال: سأنقص الدينار الذي زدته وأنقصه، ولم يتكلم العامل ولم يسأله عن نقصان راتبه.
فاستغرب الرجل من رد فعل الخادم، وسأله: زدتك فلم تسأل، وأنقصتك فلم تتكلم!
فقال العامل: عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولوداً، فحين كافأتني بالزيادة، قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه.
وحين غبت المرة الثانية ماتت أمي، وعندما أنقصت الدينار، قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها.
وفي تصوري إن هذا الطرح الحكيم من العامل العادي يعبر بصورة واضحة، أن الرزق لا يأتي من أرباب العمل، ولا الحكومات ولا الشركات الكبيرة ولا من التجار، إنه يأتي مع الإنسان منذ ولادته، الكثيرون لا يعلمون ذلك، ولكن كما قلت في بداية مقالي إن هذا قانون ومن يتبع القانون لا تضيع أقدامه في رمال اليومي، ولا دخان الحروب وضجيج الفتن.
افتح نيتك الطيبة على الخير وستجد الخير يأتي إليك من غير ما تحتسب، يأتي عبر الأشخاص، ويأتي عبر الأحداث، ويأتي عبر تغير الليل إلى نهار.
من الجوع لا تخش، فمن خلقك هو من يطعمك ويكسوك ويحميك من كل ما هو ليس بخير، وما عليك إلا أن تردد دائماً إن مع العسر يسراً.
وبهذا تتغلب على جميع المصاعب اليومية التي تعترض طريقك، وطريق كل إنسان حي، لأنك تنظر إلى النتيجة، لا المشكلة التي «تتمشكل» بها.
إن الرضا والقناعة بنعمة الحياة والشكر الدائم لله الذي منحنا إياها، هو ما يجعلك قوياً في كل الظروف والأوقات.
من هنا ثق دائماً بأن الخير في كل ما يأتـي الخير في كل ما يذهب.