إيران تعادينا؛ حقيقة يعرفها الجميع، وأول العالمين بها هم والسياسيون والصحافيون والإعلاميون والمثقفون والأكاديميون والعلماء والتجار ورجال الأعمال، المقاومون والقاعدون؛ صغيرهم وكبيرهم، جميعاً يعلمون أن إيران تعادينا.
ومع علمهم أنها تعادينا نجد حكامنا يغنون لها «على دلعونا وعلى دلعونا»، ومع هذا تبقى إيران تعادينا!.
القوميون؛ الناصريون وجزء من البعثيين، يعتبرونها ضد المشروع الإمبريالي الأمريكي الغربي ويدافعون عنها ليل نهار، رغم أنها تمارس الإمبريالية بأبشع صورها من خلال احتلالها لأجزاء واسعة من وطننا العربي، ومثال على ذلك احتلالها لإقليم الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث، ومع هذا فهي لا تعير لدفاعهم عنها أي اعتبار وتبقى تعادينا!.
الليبراليون الذين يعادون تياراتنا الإسلامية ولا يطيقون مشاهدة أو سماع أحد من علمائنا يمدحون نظام ولاية الفقيه الثيوقراطي، ويعدونه نظاماً مؤسساتياً ديمقراطياً؛ ومع هذا وإيران تعادينا!.
الكثير من الصحافيين والإعلاميين عندنا يفتحون ريقهم عند الصباح بالحديث عن إيران وإنجازاتها العظمى في مجال التسليح العسكري ومساعيها لامتلاك التكنولوجيا النووية، وعن إرسالها القرد إلى القمر و.. و.. و...، ومع هذا وإيران تعادينا!.
رجال الأعمال والتجار عندنا يتهافتون على عقد الصفقات التجارية معها، ويملؤون أسواقنا ببضائعها الرديئة، ومع هذا وإيران تعادينا!.
البرلمانيون عندنا يتشوقون حباً لإجراء لقاءات مع نظرائهم الإيرانيين ويوقعون اتفاقات التعاون البرلماني ويؤسسون معهم جمعيات الصداقة بين الشعوب، ومع هذا وإيران تعادينا!.
جامعاتنا توقع مع جامعاتهم اتفاقات للتبادل العلمي وتخصص المنح الدراسية لأعداد كبيرة من طلابهم في أفضل جامعاتنا، وكلياتنا تدرس لغتهم وآدابهم الفارسية المعادية لهويتنا وآدابنا العربية، ومع هذا وإيران تعادينا!.
وهكذا الأمر مع أصحاب شركات السياحة الدينية عندنا، فبالرغم من أنهم أصحاب الفضل في تنشيط السياحة والتجارة في مدينتي قم ومشهد المقدستين، ولكن مع هذا وإيران تعادينا!.
أما أصحاب حركات التحرر والمقاومة عندنا فهم أيضاً ضمن الركب، حيث تجد ألسنتهم دائمة اللهج باسم إيران، فكلما فجروا علبة كبريت أو نفذوا عملية صوتية إلا وأهدوها لإيران، ومع هذا وإيران تعادينا!.
أما أصحاب القبعات الحمر واللفات المختلفة الألوان واللحى المشطبة ممن يعملون في سلك المؤسسة الدينية عندنا، فهؤلاء أيضاً مع الخيل يا شقراء، فلا تخلو منهم مؤتمرات النفاق الإيرانية التي تعقد سنوياً تحت عنوان الوحدة المزعومة، فهؤلاء رغم علمهم بنفاق ملالي إيران إلا أنهم يمارسون التقية معهم أكثر مما يمارسها ملالي إيران أنفسهم، ومع هذا وإيران تعادينا!.
ترى ماذا بقي عندنا لنقدمه لإيران كي لا تعادينا؟
قد يقول قائل.. هل تريدنا أن نتبع دينها لكي تحابينا؟
أقول حتى إن اعتنقنا دينها فإنها سوف تبقى تعادينا.