مؤسفة ومؤلمة هذه الحوادث التي خرجت علينا فجأة، كانت في مسجد شيعي أو سني، ليس من حق أحد أن يقتل الناس باسم الدين، إنما الدين رحمة وإنسانية وحب وليس قتلاً ودماء وأشلاء.
إنها الفتن في آخر الزمان، لا تعرف لماذا المقتول قُتل، ولماذا القاتل قتل، من أسوأ الأمور أن يستباح دم الأبرياء في أطهر الأماكن، وتحت شعارات دينية زائفة، كل هذا ممقوت، ولا يمت إلى سماحة الإسلام بصلة.
إرهاب الجماعات المتطرفة كله ممقوت، كان من هذه الطائفة أم من تلك، إرهاب تفجير المساجد الشيعية في السعودية مرفوض، وإرهاب المليشيات الشيعية في العراق والبحرين وسوريا واليمن ولبنان مرفوض أيضاً.
من المحرك خلف أحداث السعودية؟
لماذا تزامنت التفجيرات مع عاصفة الحزم والأمل، من المحرك خلف هذه التفجيرات؟
المساجد الشيعية موجودة بالسعودية منذ أزمان، فلماذا لم تفجر قبل الآن؟
من الذي يبحث عن فتنة سنية شيعية بالسعودية، وأن تنشغل بالداخل عن الخارج وعن اليمن؟
أعود وأقول إن قتل الأبرياء محرم شرعاً، ولا ينبغي أن يأخذ أحد من الناس قراره بأن يقتل الناس لاختلافه معهم، ليس من الدين في شيء، ولا من الإنسانية من شيء، اتركوا الناس لرب العباد، هو الذي يحكم بين الناس، وهو يدخل من يشاء في رحمته، ويعذب من يشاء، النار والجنة بيد رب العباد، وليست بيدنا نحن.
الواحد الأحد هو الذي يحاكم ويفصل بين الناس وليس نحن، غير أن ما وراء هذه الأحداث هو أن يدخل المجتمع السعودي في الشرقية في الفعل ورد الفعل، فتصبح الفوضى، ويحل الدمار، وتستباح الدماء والحرمات.
بعد أحدث تفجير المساجد بالسعودية خرجت جموع تحمل لافتات كتب عليها عبارات انفصالية، وهذه العبارات لم يكن لها أن تخرج فجأة من دون مسوغ الأحداث والتفجيرات.
فهل جاءت هذه الأحدث بتخطيط مدبر من الذين يقفون وراء الأيادي الآثمة، حتى تخرج مطالبات بانفصال القطيف والأحساء عن السعودية؟
ليس هذا هو من ضمن مشروع لويس برنارد الذي ينادي ويهدف إلى تقسيم السعودية لإضعافها، ومن أجل أن تدخل في نزاعات بين المناطق على خلفية النفط والغاز والأبعاد الطائفية؟
الأصوات الانفصالة التي خرجت إنما هي تحقق أهداف برناد لويس وأهداف الدولة الصفوية المتآمرة على السعودية ودول المنطقة، غير أن هذا بإذن الله لن يحدث، وليحفظ الله السعودية من كل مكروه ومن كل الفتن.
على الجانب الآخر ونحن نعيش في ذات المنطقة، فإننا ننادي ونطالب وزارة الداخلية بإجراءات قوية حول المساجد والمآتم استباقاً لأي أمر لا قدر الله، فلا نريد فتنة في البحرين، ولا نريد أن تسيل الدماء من أي طرف ومن أي إنسان بريء.
المساجد اليوم أصبحت غير آمنة، وهناك من يتربص بالناس لإثارة الفتن، إنه آخر الزمان، من هنا فإننا نطالب وزارة الداخلية بإجراءات صارمة حول كل الأماكن الدينية، كانت للمسلمين أم لغير المسلمين، لا نريد أن يقتل إنسان بريء باسم الدين.
أماكن غير المسلمين أيضاً تحتاج إلى حماية وإلى إجراءات أمنية احترازية، فهذا الإرهاب مجنون، ولا ندري أين يضرب.
كما ندعو كل المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر، وأن يقوموا بالإبلاغ عن أي شخص مشبوه، أو أي أجسام مشبوهة، هذا جزء من الالتزام الوطني حتى نحفظ أمن وطننا.
البعض ربما يريد إجراءات فقط حول الأماكن الدينية للمسلمين، وأنا أقول إن الأماكن الدينية لغير المسلمين أيضاً تحتاج لتأمين وإجراءات صارمة حتى لا يقع مكروه لا قدر الله.
خرجت أصوات من بعد إرهاب المسجدين في الشرقية من أهل المنطقة التي حدث فيها الإرهاب ومن البحرين أيضاً تطالب بالقصاص من الذين يقفون خلف هذه الحوادث، ومن الذين خططوا لها، ونحن نؤيد هذا الأمر تماماً، والسعودية تقوم بإجراءات قوية للوصول للخلايا الإرهابية، ولا تألو جهداً في ذلك.
لكن أليس من المفترض أن نمقت كل الإرهاب، وأن نطالب بالقصاص من كل الإرهاب، فمن يقتل رجال الأمن في البحرين ويقتل الناس في الشوارع، ويستهدف المارة، والآمنين أليس أيضاً تنطبق عليه ذات المطالبات؟
أم أن مطالبات القصاص انتقائية بحسب الفاعل؟
ها نحن نطالب بالقصاص كل الذين وقفوا خلف تفجير المسجدين للشيعة في السعودية، ونطالب بإقامة القانون عليهم، لم نميز بين هذا الإرهاب أو ذاك، فماذا تقولون عن إرهاب البحرين؟
ماذا تقولون عمن يقتل الناس ورجال الأمن في البحرين بالمتفجرات والمولوتوف والأسياخ الحديدية؟
ألا ينبغي أن نقول كلمة حق، كما قال ذات مرة الشيخ الغريفي ذلك في (لحظة تجلي) حين حرم استهداف الناس في الطرقات بالمتفجرات أو المولوتوف؟
دم الناس والأبرياء حرام، علينا أن نشجب وندين كل هذه الأعمال الإرهابية التي يراد من خلفها حدوث فتنة، فكل الإرهاب حرام، يقف خلفه من يقف، والقصاص مطلب شعبي من أجل إنفاذ القانون على القتلة، والمجرمين والإرهابيين في كل مكان من أي ملة أو طائفة كانوا.
** رذاذ
صحيفة بحرينية ذهبت (تركض) إلى المنطقة الشرقية لتقف على مأساة التفجير في القديح، وتلتقي أسر الشهداء.
لكن أليس من المفترض من باب المهنية والأمانة (والشرف) أن تقوموا بذات العمل لشهداء البحرين الذين يقعون ويسقطون ليس بعيداً عن مبنى صحيفتكم؟
أليس رجال الأمن هم بشر ويقومون بواجب حفظ الأمن للمجتمع وهم الذين يسقطون بسبب إرهاب متطرفين شيعة؟
أم الإرهاب لديكم ملون، هذا حميد، وذلك ممقوت، هناك يصبح الضحية شهيداً، وهنا قتيلاً؟
** تهنئة لوزارة الأشغال.
وزارة الأشغال فازت بجائزة (ميد) عن أفضل تصميم لتقاطع ميناء سلمان، ونحن نقول مبروك لوزارة الأشغال، تستاهلون الجائزة، رغم أن الجائزة ربما لم تقدر المدة الزمنية لإنشاء التقاطع، ولا أحسب أنهم انتظروا في جانب من هذا التقاطع بسبب الزحام.
كنت أتمنى أن تفوز وزارة الأشغال أيضاً بجائزة دولية على تقاطع مدينة عيسى الذي كلف زهاء الـ 100 مليون دينار.
بصراحة تستاهلون جائزة (لعبة الحصن) على تصميم التقاطعات أسفل كباري مدينة عيسى، الزحام كما هو، والفوضى في الشوارع تجعلك تقول من العبقري الذي صمم هذه التقاطعات..!
صرت أشك في جوائز ميد، ليس لشيء سوى أن الواقع يختلف عن تصميم تقريبي جامد يقدم للحصول على جائزة..!