يصل البحرين مساء اليوم وفداً برلمانياً رفيعاً من مجلس النواب بجمهورية العراق الشقيقة برئاسة سليم الجبوري وعدد من أعضاء المجلس. ومن المقرّر أن تعقد جلسة مباحثات برلمانية مشتركة بين مجلس النواب مع رئيس وأعضاء البرلمان العراقي لبحث سبل تعزيز العلاقات البحرينية العراقية، وتوطيد التعاون والتنسيق البرلماني المشترك. كما سيلتقي الوفد البرلماني العراقي برئيس مجلس الشورى وعدد من الوزراء والمسؤولين في المملكة، إلى جانب زيارة عدد من المؤسسات والفعاليات الاقتصادية لبحث التعاون المشترك.
تقع هذه الزيارة ومملكة البحرين شريك أساسي في الائتلاف الدولي لمحاربة الإرهاب القائم في العراق والمتمثل في احتلال التنظيم الإرهابي داعش على ثلث الأراضي العراقية، قدمت البحرين فيه دعماً غير مسبوق تمثل في مشاركة سلاح الجو الملكي في هذه الحرب قام فيه الطيارون البحرينيون بطلعات جوية على هذا التنظيم معرضين حياتهم للخطر إيماناً وقناعة بأن الإرهاب خطر مشترك ليس على العراقيين وحدهم بل علينا جميعاً. والأهم أنه لم يقف حائلاً بين واجب أهل البحرين حكومة وشعباً وبين تلك التنظيمات الإرهابية أنها تدعي زوراً أنها تنظيمات (سنية) وواقع الأمر هي لا تمثل الإسلام فكيف تمثل السنة؟
إن الارهاب واحد والموت الذي يخطف أرواح الناس تحت حجج الحروب الدينية واحد، وهو ذاته الذي خطف أرواح شهداء الواجب في البحرين تحت راية حروب جهادية دينية تارة باسم الأئمة وتارة باسم الشيعة وتارة باسم آل البيت.
لذلك نتمنى من الذين سيلتقون بالإخوة البرلمانيين العراقيين أن يطالبوهم بتحديد موقف الدولة العراقية من الإرهاب في البحرين؟ وموقفهم من الإرهاب في المملكة العربية السعودية كذلك، فقد طال الإرهاب المتصل بالعراق الدولتين.
كيف يستقيم الموقف البحريني المساند للعراق في حربها ضد الإرهاب مع الموقف العراقي الداعم للإرهاب ضد أهل البحرين؟
وآخر ما سنقبله من تبريرات بأن الفصائل الداعمة للإرهاب هي مجرد (فصائل) لا تمثل الموقف الرسمي للجمهورية العراقية، أو أن تلك تصرفات أفراد لا يمثلون الموقف الرسمي للدولة، نحن لا نتحدث عن مجرد تصريحات وكلام مرسل، نحن نتحدث عن متفجرات ومعدات إرهاب تهرب عن طريق العراق. نحن نتحدث عن مؤتمرات وندوات تشتم وتحرض وتسيئ للبحرين، نحن نتحدث عن تحول العراق من دولة عربية إلى مجرد محطة ترانزيت لتمرير الإرهاب الإيراني للأراضي الخليجية.
إن عجز الحكومة العراقية عن كبح جماح الشهوة الإيرانية في التوسع في مد نفوذها على الأراضي العراقي شأن عراقي هم أحرار بالقدر الذي يسمحون فيه بالهيمنة والسيطرة للإيرانيين، ومحاولة تكذيب هذا النفوذ ونفيه أصبحت نكتة الموسم، إنما في النهاية تلك أمور خاصة بالعراق، ما يهمنا هو أن لا تتحول العراق إلى محطة ترانزيت للإرهاب الإيراني المرسل لدول الخليج.
إن ضبط هذه الكميات المهولة من المتفجرات قادمة من العراق مسألة لا يمكن التغاضي عنها وجعلها مجرد تصرفات خارجة عن السيطرة إذ أكد خبيران أمنيان أن مادة (آر.دي.إكس) الشديدة الانفجار التي تم ضبطها على جسر الملك فهد الأسبوع الماضي كافية لتفجير مجمع سكني كامل. فقد ذكر العميد المتقاعد علي الراشد عبر صحيفة «مكة» أن الكمية المضبوطة تدمر منطقة واسعة جداً، وأن ذلك يعتمد على أماكن وضعها وكيفية توزيعها.
كما أوضح الخبير الأمني عقيل العقيل أن هذه الكمية المضبوطة لها مقدرة تفجير عالية تتلف أكثر من موقع، ويكون من الصعب قياس مساحة التدمير، هذه الكمية هي غير الكمية الأخرى التي ضبطت الشهر الماضي في حقائب لأحد القادمين من رحلة الزيارة للعراق لمراقد الأئمة .
على الإخوة ضيوفنا الكرام تحديد وضع العراق هل مازال أرضاً عربية أم قبل أن يكون محطة ترانزيت إيرانية يعبر الإرهاب الايراني منها ليصل إلينا؟!