ترقب واسع للقمة الخليجية ـ الأمريكية المقرر إقامتها في كامب ديفيد بالولايات المتحدة مع إعلان معظم الدول الخليجية مستوى تمثيل وفودها، ومن الواضح أنها لن تكن على مستوى القمة حتى الآن.
هذه القمة النادرة تأتي في سياق هام لأنه يمكن اعتبارها امتداداً للمرحلة الماضية الممتدة إلى 4 سنوات تقريباً، أو يمكن اعتبارها مرحلة جديدة في العلاقات الخليجية ـ الأمريكية.
ملفات القمة المرتقبة باتت معروفة، وهي تركز كثيراً على قضايا الأمن والاستقرار الإقليمي وبؤر الصراع في الشرق الأوسط وكيفية معالجتها من اليمن إلى سوريا وليبيا والعراق والملف النووي الإيراني، في الوقت الذي يتطلع فيه البيت الأبيض إلى بيع منظومة دفاعية لدول المنطقة تأكيداً لالتزام واشنطن بأمن الخليج ودوله النفطية.
بالمقابل ماذا تريد دول مجلس التعاون من القمة المقبلة؟
دول مجلس التعاون أجرت عدة اجتماعات تنسيقية خلال الفترة الماضية، وكان آخرها القمة التشاورية في الرياض التي حضرها الرئيس الفرنسي، ومن الواضح أن هناك ترتيبات وتفاهمات لأجندة القمة المقبلة، في ظل معرفة بحجم التحديات الإقليمية والدولية. ولكن هذه التفاهمات والمشاريع المشتركة التي يمكن إنجازها مع الولايات المتحدة، تبقى حبيسة الثقة. فالعلاقات الخليجية ـ الأمريكية رغم قدمها، وحجم المصالح المشتركة فيها، والتاريخ الطويل من التعاون في شتى المجالات كانت قائمة على الثقة السياسية التي ساهمت في اعتماد دول مجلس التعاون على واشنطن، وبالمقابل اعتماد واشنطن على دول مجلس التعاون.
على مستوى الخليج العربي فإن هذه الثقة انتهت شعبياً، وضعفت كثيراً رسمياً، وبات كثير من المسؤولين الخليجيين يشككون في طبيعة التحالف الخليجي ـ الأمريكي وأهدافه وحتى مساراته المستقبلية. لذلك فإن القمة المرتقبة لا يتوقع لها أن تقدم الجديد على صعيد معالجات الملفات الإقليمية، بقدر ما يُترقب منها كيف سيكون التعامل الخليجي مع الولايات المتحدة بعد كامب ديفيد.
من الممكن إنجاز الكثير من المشاريع الخليجية ـ الأمريكية في شتى المجالات، ولكن مسألة الثقة السياسية هي المهمة وهي التي ينبغي إعادة النظر فيها، فحالة التوجس السياسي المتبادل ينبغي أن تتوقف إذا كانت هناك قناعة بجدوى التحالف مع واشنطن.
المعطيات الخليجية الراهنة، تشير إلى استمرار التوجه نحو تنويع التحالفات الإقليمية والدولية بدلاً من الاعتماد على قوة سياسية واحدة كما كان ذلك خلال العقود الأربعة الماضية.
لهذه الأسباب ستكون قمة كامب ديفيد قمة اختبار لمدى عودة الثقة السياسية أو المزيد من التلاشي، وسيترتب على ذلك المسارات المستقبلية للعلاقات الخليجية ـ الأمريكية.