كلما جاء الحديث عن الميزانية العامة كلما جددنا أوجاعنا التي نتألم لها كل عامين، ليس فقط لأن بالميزانية كوارث؛ إنما أيضاً لأن المجلس النيابي الحالي وعلى خلفية موقفه من الاستجوابات يظهر أنه مجلس لن يأتي بجديد، وسيبصم على الميزانية، كما سيبصم على رفع سقف القروض للدولة بعد موافقة الشورى أمس على (رفع) السقف.
شخصياً أنا أحب «الرفع» فهو شيء جميل جداً، ارفعوا مستوى المعيشة، وارفعوا مستوى الاستثمارات، ارفعوا إيرادات الدولة غير النفطية.. احنا ترى شعب مع الرفع!
توقفت أمس مع أكثر من حدث وخبر نشر بالصحافة، هذه الأخبار لها دلالات قوية على الوضع الحالي الذي نمر به، فمثلاً صرح الأخ وكيل وزارة البلديات وقال: «إن تراخيص مشروع مجمع الافينيوز تأخرت وأنهم بانتظار إصدار التراخيص»، وقال أيضاً: «إن الوزارة تقوم بتنظيف موقع المشروع استعداداً للبدء في تنفيذه».
أتمنى أني نقلت تصريح الوكيل كما قاله، لكني حين قرأت أن الوزارة تقوم بتنظيف الموقع من أجل البدء بالمشروع، شعرت أنكم تنظفون الربع الخالي أو غابات النمسا.
جزء كبير من أزمة البحرين الحقيقية، والتي تحتاج لعلاج وتعتبر من أكبر معوقات الاستثمار وقدوم روؤس الأموال، هي البيروقراطية، ففي ذات تصريح الوكيل قال: «المشروع يفترض أن يبدأ في يناير الماضي»، وهذا يعني أنه متأخر 5 أشهر حتى اليوم، ومنذ 5 أشهر الوزارة تنظف الموقع!
كيف تأتي الاستثمارات لبلد تتأخر فيه «التراخيص» بهذه الصورة المؤلمة؟
كل شهر يمر على المستثمر يعني أنه يخسر أموالاً كبيرة، وإذا حدث ذلك سيبحث عن وجهة أخرى وبلد آخر يقدم له كل ما يريد في ساعات فقط، مثل دبي، متى تتعلمون من دبي يا جماعة.. ترى ذبحتونا.
من هذا المنبر نوجه نداء للرجل الفاضل الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفه نائب رئيس الوزراء، وهو من سهل قدوم هذا الاستثمار المميز مشكوراً ووضع حجر الأساس له.
لكننا نقول للشيخ خالد إن هناك بيروقراطية في الوزارات تعطل قدوم الاستثمارات، وهذا يحتاج لعلاج سريع ومحاسبة من يقومون بتعطيل المشاريع، إما بسبب الخمول والكسل وعدم الاكتراث بمسؤولياتهم وإما لأسباب أخرى تتعلق بقيام البعض بتعطيل الإجراءات في الوزارات حتى تغادر الاستثمارات البحرين، وهو عمل ممنهج يحدث في مواقع كثيرة بسبب الاستيلاء على مفاصل الدولة، وهذا الأمر تغفل عنه الدولة مع عميق الأسف والأسى ولا تحسب حسابه.
الصحافة لا تبالغ أبداً؛ بل أن الواقع أكثر مرارة وقسوة مما نطرح، فنحن مثل الذي يمشي بين حقول الألغام، لدينا محاذير وقانون وإدارة تحرير، وهناك من يريد أن يأخذ الصحافيين للنيابة «عمال على بطال» من أجل كسب مردود مادي وتعويض.
أعرج أيضاً على موضوع آخر يصب في ذات الفكرة، فما قامت به جمارك السعودية من عمل كبير حين أمسكت إرهابيين من البحرين يريدون تفجير جسر الملك فهد بمواد شديدة الانفجار، جعلنا نقول في نفسنا؛ سبحان الله.. البحرين تستورد كل شيء إلا المتفجرات أصبح لدينا فيها فائض، وأخذنا نصدرها للجيران!
كنت دائماً أقول إننا نحتاج إلى العمل الاستباقي والوصول للخلايا النائمة، لكن البعض «يزعل» حين ننتقد التلكؤ في ذلك، ويظن أننا نستهدف أشخاصاً، ويشهد الله أننا لا نستهدف أشخاصاً، وأنا محب للشيخ راشد بن عبدالله وزير الداخلية، وقد كتبت فيه مقالات كثيرة وفي موقفه الذي لا ينساه أهل البحرين خلال الأزمة.
لكننا نحب البحرين أكثر، ونحب أمن وطننا أكثر، ويجب أن تتسع الصدور للنقد مادام يصب في مصلحة الوطن.
الداخلية قالت إنها أمسكت بأشخاص آخرين لهم علاقة بقضية الجسر ووجدوا لديهم مواد خطرة من ذات المواد التي تم ضبطها في عملية بحرية نوعية نشرت الداخلية تصوير العملية سابقاً.
في ذلك الحين أذكر أنني كتبت في رذاذ: «مسكنا طراداً وطافوا عشرة»، وسبحان الله مرت الأيام، واعترفت الداخلية نفسها بأن هذه المواد هي من ذات نوعية المواد الخطرة التي قامت الداخلية بمسكها في البحر..!
وهذا يعني أن مثل هذه المواد موجود في أماكن كثيرة بالبحرين وتم تهريبها إلى البحرين، وهي موجودة بمناطق كثيرة لم تصل إليها أيادي رجال الأمن بعد، «ترى شبعنا من بندقيتين، وتلفونين و(غرشتين باربيكان مولوتوف) تمسكونهم في عمليات ضبط، مادري هذي المضبوطات من أيام الأحداث وتحطونهم بالتقسيط» لكن المخفي أعظم يا أخوتنا في الداخلية، عليكم أن تعترفوا بذلك، وأن تقوموا بما يلزم للوصول للخلايا النائمة.
وللعلم فإن الإرهابيين يفضلون زجاجات شراب الباربيكان لأن تصميمها مطلوب للمولوتوف ولأن زجاجها سريع الكسر.
حين تخرج بين الفترة والأخرى حوادث (تهريب ربيان، أو سمك، أو خمور) عن طريق البحر، فإن العقل يقول؛ إذا الربيان والخمور يتم تهريبها فما المانع أن تهرب الأسلحة والمتفجرات، عملية التهريب واحدة، والخطر واحد، والبحرين مستهدفة في أمنها من أناس يعملون بالبحر.
لست أريد، ولا أحب المبالغة في شيء، بل سأكون سعيداً جداً، لو أن ليس لدينا بيروقراطية في وزارات الدولة المعنية بالاستثمار، وسأكون سعيداً جداً لو أن الداخلية وصلت إلى البؤر والخلايا الإرهابية كما تفعل السعودية صاحبة المساحات الشاسعة والحدود المترامية، بل سأكون أول الشاكرين المهنئين، فهذا عمل جبار للبحرين وأهلها وقيادتها وليس للصحافة أو كاتب.
حين يتحقق الأمن لأهل البحرين لن يزداد رصيدي بالبنك، ليس لدي مصلحة غير أننا نحب وطننا ونتمنى الأمن والسلامة لأهله، وإن كان هذا يغضب البعض، فذلك شأنه، لكن يبدو أن هناك قصوراً في الفهم، أو هناك «وشايات» تأتي من أطراف توغل الصدور وتشخصن القضايا حتى تغضب المسؤولين ويلقي على النار حطباً..!
** قرار مجلس الوزراء لم ينفذ بعد..!
حول الزحام الشديد على الهاي وي والحوادث التي تحدث كل يوم بسبب تعطل الحركة على مفرق مدينة عيسى، وبعد توجيه مجلس الوزراء الموقر لوزارة الأشغال والمرور بعلاج المشكلة، فإن شيئاً لم يتحرك بعد، ولا يوجد أي إجراء من قبل الأشغال أو المرور من بعد توجيه مجلس الوزراء.
فمن المسؤول عن ذلك؟ وهل قرارات مجلس الوزراء للتسويف والتأجيل؟
كل الحوادث الخطرة التي تحدث بسبب الزحام على مفرق مدينة عيسى في رقبة المسؤولين في الأشغال والمرور.
الزحام والحوادث هنا، والكباري تقام عند مدينة حمد.. تحتاجون تصحيح نظر..!!
** رسالة من أهالي الرفاع والعدلية
وجه مواطنون من الرفاع والعدلية نداء إلى وزير البلديات والأشغال وذلك لتأخر وبطء مشاريع تطوير الشوارع بالعدلية وبالرفاع.
فما يحدثه تطوير الشوارع أو ما تحدثه مشاريع المجاري في العدلية أزعج الناس، وهي أيضاً منطقة أعمال وشركات.
كما أبدى أهالي الرفاع سخطهم من البطء وتأخر مشروع تطوير شارع (العزل) وهو شارع وحيد للمنطقة، بينما هناك تأخير وتلكؤ واضحين في تطوير الشارع، ويبدو أن الأشغال لا تحاسب المقاولين.