قالوا ويقولون وسيقولون «إن حياتك من صنع يديك»، بمعنى أن الله أعطاك هذه الحياة وعليك بتوظيفها لصالحك ولصالح أهلك ومن حولك وكل الإنسانية التي تتنفس معها هواء هذا الكوكب الرائع، وهذا يعني أنه لا يمكن لكل العراقيل التي تقف أمامك أن تكون قادرة على أخذ ما لك، ولا يمكن لكل الظروف التي تحاصرك من كل الجهات أن تمنع الخيرات من التدفق لك، كل ما تحتاج إليه هو الإيمان بأن خزائن الله مفتوحة لكل إنسان يتنفس على وجه الأرض.
ولكي يأتيك الخير قدم الخير إلى الجميع ولا تستثني أحداً، وإذا أردت المال أعط المال إلى كل من يحتاج إلى المال، وسيأتيك المال من غير ما تحتسب، وإذا أردت الحب فقدم الحب لكل ما حولك من بشر وشجر وبحار وأنهار وهواء، فالحياة تبادل دائم بين هنا وهناك، بين فوق وتحت، وشمال جنوب، أقول تبادل ولا أقوال تناقض، ففي العالم لا وجود لتناقضات بقدر ما هو وجود لحوارات وتبادل أدوار، فالليل ليس ضد النهار، والجزر ليس ضد المد، والسماء لا تقف ضد دوران الأرض.
تبادل الأدوار والحوار بين كل عناصر الطبيعة هو ما يعطيها قوتها واستمراريتها ضمن قوانين لا تتغير، ومن أهم هذه القوانين هو قانون الجذب، والذي أثبت صحته في كل التجارب الواقعية أو الحياتية أو النفسية أو الروحية، حيث يقول هذا القانون «الإنسان كالمغناطيس.. يجذب إليه الأشخاص والأحداث التي تتناسب مع طريقة تفكيره».
ويرى الذين مارسوا هذا القانون وعرفوه عن كثب أنه من أقوى السنن الكونية، وينص هذا القانون على أن «الإنسان يجتذب الأحداث والأشخاص والظروف من حوله عبر موجات كهرومغناطيسية غير مرئية عن طريق عقله الباطن.
فالعقل الباطن هنا كالإيريال، والرغبات داخله كالرسيفر (جهاز التحكم بالتلفاز) وأنت بعقلك الباطن ورغباتك الداخلية تجتذب الأشياء والأحداث الإيجابية والسلبية من حولك تماماً مثل الإيريال الذي يلتقط مئات الصور والأصوات من فوق سطح منزلك.. فعندما تفكر في الأشياء السلبية أو الأحداث السلبية فأنت تجتذبها إليك.. وكذلك عندما تفكر في الأحداث الإيجابية فإنك تجتذبها إليك.
وإذا ما أكدنا كثيراً، ومازلنا نؤكد، أن الأفكار التي نفكر والنوايا التي تدور في رؤؤسنا تشبه البذور تماماً، فأنت تقوم بوضع البذرة ثم تقوم برعايتها بالماء حتى لا تجف، وتتركها إلى أن تتشكل وتتبرعم وتتغصن وتبدأ في خلق الثمار، ما تقوم به البذرة هو نفس ما تقوم به الفكرة أو النية.
وإذا كانت البذرة تحتاج إلى الوقت لتصل إلى مرحلة الثمرة فإن الفكرة هي الأخرى تحتاج إلى وقت لتصل إلى مرحلة التحقق، ولكنْ الكثيرون يستعجلون النجاح فلا يصلون إلى ما يريدون، كحال من قطع الثمرة قبل أوان نضوجها، و من ثم يأتون إليك متذمرين من الظروف والأشخاص الذين يحولون دون نجاحهم، كأنما هناك أحد قادر على قطع لقمتك من حلقك إذا كانت لك، أو كأن ما هو قادر على منع عطايا الله وهداياه لك.
وتتناسى أنك سبب عدم حصولك على ما تريد وما تحلم وما ترغب فيه.
فالأشخاص والأحداث السلبية والإيجابية تجدها حتى في ذرات الهواء، في قطرة الماء، في أحاديث هلك وأصحابك وأطفالك، تحوم حولك وأنت تتنفسها وتجتذبها بأفكارك!
من هنا عليك التفكير دائماً بالأفكار الإيجابية التي تجذب إليك ما يشبهها.. اجذب إليك أحلامك ستراها أمامك.