حين تريد الدخول إلى مسرح ساخر، أو مسرح متهكم كوميدي وله إسقاطات حتى تضحك من قلبك وتنسى همومك، أو مسرح يبكيك ويضحكك في ذات اللحظة؛ فإن الأمر لم يعد صعباً أبداً.
ربما أنت تحضر المسرحية وأنت لا تعلم، أو أنك دفعت سنين عمرك «تذكرة» لحضور المسرحية وأنت لا تعلم ذلك؟
تذكرت مسرحيات الفنان عبدالله السعداوي التي يقيمها في الهواء الطلق بملابس غريبة، والمسرح المفتوح الذي قدمه، أحسب أننا في مسرحية ساخرة منذ زمن بعيد لكننا لا نعلم ولا ندري، وقد تسدل الستارة عنا حين نغادر هذه الحياة ونترك كل شيء خلفنا، ونترك كل ما نملك وما جمعناه للذين «سيلعبون» به من بعدنا..!!
تابعت مشهد استجواب وزير الصحة، ولا أعرف في الأساس لماذا وزير الصحة؟ حتى وأنا أنتقد أموراً كثيرة في وزارته إلا أني كنت أحسب أن من باب فقه الأولويات فإن هناك من يستحق الاستجواب قبل وزير الصحة، وأعيد وأقول هذا لا يعني أن ليس بالصحة أخطاء تحتاج معالجة ومشكلات أو تجاوزات.
حين وقف السادة النواب موقفاً جيداً في برنامج عمل الحكومة، ظننت أنهم يسيرون نحو تصحيح صورة أسلافهم من النواب، موضوع استجواب وزير الصحة، وما حدث فيه خلف الكواليس، يظهر أن الطين يشبه العجين..!
حين قلت إننا في مسرح مفتوح لم أكن أبالغ أبداً، ففي جلسة إقرار التصويت على استجواب وزير الصحة وجدت أن وفداً صحياً من وزارة الصحة أخذوا يقيسون الضغط والسكري والكروسترول للسادة النواب.. والله ما أعرف «شاقول».. لكنه من ضمن المشاهد المضحكة المبكية التي تحدثت عنها في صدر العمود.
بصراحة يا سعادة وزير الصحة، هذي بروحها يبيلها استجواب، تقيسون ضغط من يتسببون في ارتفاع ضغط الشعب؟
مشهد مضحك من مشاهد حياتنا وأزماتنا في البحرين، بدل استجواب الوزير ذهبوا يقيسون ضغطهم..!!
ممرضو وزارة الصحة كانوا يحتاجون جهاز قياس ضغط الهواء أيضاً، مثل جهاز إطارات السيارات، لأن البعض منذ أن أصبح نائباً «وحالته مختبصه، صار عنده ضغط هواء زائد»..!!
إذا كان السادة النواب يعرفون قدراتهم، وأنهم لا يستطيعون استجواب وزير، ولا حتى ناطور «ليش طقيتوا الصدر؟».
ولماذا تحرجون أنفسكم أمام الرأي العام؟
وزير الصحة ليس وزيراً لوزارة (سيادية) وأنتم لا تستطيعون استجوابه، فكيف «باللي نعرف وتعرفون..؟».
الأخ الكريم والمتواضع وزير الطاقة قال أمس الأول في مجلس النواب، ونقل كلامه موقع إحدى الصحف، قال: «لو أننا كشفنا أرقام النفط في باطن الأرض لما قبل أحد أن يدين البحرين»، وأحسبه يقصد إعطاء البحرين قروضاً أو معونات..!
بصراحة قرأت التصريح من البداية إلى النهاية، ومن ثم عدت من النهاية إلى البداية، قلت في نفسي هل صحيح الذي فهمته؟
يعني طلع عندنا بترول وغاز، بس الجماعة «يحاتون أمور أخرى؟».
فهمت من تصريحات الوزير أن البترول جداً عميق «مثل جروحنا» ولا يمكن استخراجه، لكن السؤال في ظل هذا التطور العلمي والتقني، ومع ظهور تقنيات النفط الحجري أو الصخري، مع كل ذلك ونحن في العام 2015 لا نستطيع أن نخرج النفط من باطن الأرض؟
الأخ النائب محمد العمادي قال في مداخلة له مع وزير الطاقة (التصريح نشر في صحافة أمس) قال: «إن هناك دراسات حديثة تظهر أن احتياطي البحرين من النفط يبلغ 8 مليارات برميل نفط»..!!
ما شاء الله 8 مليارات برميل نفط، «مادري ليش كله تخلونا نحلم يا جماعة بسنا نفط بسنا، ليش تخلونا نحلم..!».
والله شعرت أني مواطن في دولة مجاورة، أو مواطن في مملكة بروناي، «وأن عندي سيارة بنتلي، وأني واقف والإشارة حمرا، والبنات يطالعوني، وأنا سامت ما أعطيهم ويه..!».
الله يقطع ابليسكم على هالتصريحات تخلونا نحلم ونصدق، يا لله ما علينا، إلا جم وصل كيلو الهامور..؟
ألم أقل لكم إننا في مسرح مفتوح وندفع التذكرة من عمرنا..!
** شكراً لأحمد بن علي.. وطلال كانو
في نهاية الأسبوع الماضي تناولت موضوع الشأن الرياضي في البحرين، وتحديداً أزمتنا التي لا حل لها ولا أتوقع أن يكون لها حل يوماً، وهي كرة القدم..!
في الأمس قرأت أن اتحاد الكرة تعاقد مع المدرب الأرجنتيني باتيستا، وأنا محب للأرجنتين ومارادونا وميسي، لكني أحب البحرين أكثر من أي شيء.
التعاقد مع مدرب بعدد ملايين من الدنانير أعتقد أنه أمر خاطئ جداً، الخطأ ليس في المدرب وإمكانياته، الخطأ في منظومتنا الرياضية بأسرها، بالدوري وميزانيات الأندية، والحكام، ومسابقات الفئات السنية، ومنتخبات الفئات السنية، وفي الاحتراف.
أخشى أننا سنقيل باتيستا سريعاً، وسندفع الشرط الجزائي كما فعلنا مع عدنان حمد، فحين يأتي المدرب الجديد ويكتشف واقع كرة القدم البحرينية سيصدم، كما صدم من أتى قبله، حتى لو أتينا بمورينيو أو قوارديولا، والله لن يفعلا لكم شيء، «من يقدر يعمل من الفسيخ شربات..؟».
أفضل فرق كرة القدم عندنا لا تنقل خمس نقلات متتالية في مباراة واحدة، بالله عليكم ماذا يفعل لهم باتيستا، هؤلاء يحتاجون وجبة (باستا)..!
المدرب الوطني كان خياراً أفضل للبحرين، طول عمرنا من غير بطولات، ولو استثمرنا هذا المبلغ في الأندية وفي المنتخبات السنية وإعداد أجيال للمنتخب الأول بشكل علمي ومدروس، وجلبنا مدربين أكفاء للفئات السنية، لكان أفضل لنا، لكن ماذا نقول..؟
بعد طرح موضوع ناديي المحرق والأهلي هنا في نهاية الأسبوع الماضي، اتصل بي الرجل الفاضل والمتواضع الشيخ أحمد بن علي آل خليفة رئيس نادي المحرق، وكنت قد انتقدت ما يجري في نادي المحرق وفقدان البطولات في جميع الألعاب.
قبل أي شيء فأنا مقصر جداً في حق الشيخ أحمد بن علي، وقد كان بيننا موعد للقاء، ولكن ظروفي مؤخراً حالت دون ذلك، وأنا ألتمس منه العذر.
قد نختلف على أمور كثيرة في نادي المحرق، إلا أن أحمد بن علي يحبه أهل المحرق جميعاً لكرم أخلاقه وتواضعه وطيبة قلبه ويده الممدودة بالخير.
هذا هو الرئيس الذهبي لنادي المحرق، فلا خلاف على هذا، وأتمنى أن تسمح لي الظروف وأن ألتقي بالشيخ أحمد بن علي سريعاً، وأنا المقصر معه وليس هو، وبالتأكيد سيكون الحديث عن شيخ الأندية الخليجية وهموم نادي المحرق.
الأخ الكريم والعزيز طلال كانو رئيس النادي الأهلي، أيضاً حدثني بعد المقال المذكور مشكوراً، وكان الحديث عن هموم الأندية وكرة القدم والميزانيات، وقد قال لي خبراً صادماً، وهو أنه لن يترشح لدورة قادمة لرئاسة النادي الأهلي.
فقد قال الأخ طلال كانو: «رئاسة النادي تأخذ الوقت والجهد والمال، فأنا أسدد الكثير من الالتزامات من جيبي الخاص حباً لهذا الصرح، لكن إلى متى تتوقع أن أستمر في ذلك؟ بالتأكيد لن أستطيع أن أقوم بكل ذلك على مدى السنوات القادمة».
وأضاف: «إن لم يكن هناك دعم قوي للأندية حتى تنهض بمسؤلياتها فإن لا أحد يستطيع أن يدفع كل المبالغ التي أدفعها لمدة طويلة، دعم الأندية حتى مع ارتفاعه لا يفي بالمتطلبات، فكما ترى النادي الأهلي يحقق بطولات في الطائرة وينافس على اللقب في السلة، وهو بطل ذهبي لكرة اليد محلياً وخارجياً، وفريق كرة القدم صعد من الدرجة الأولى، وبإذن الله سيعود كما كان الأهلي منافساً، لكن من الذي يستطيع أن يدفع كل هذه الالتزامات ووضع الأندية معروف للجميع؟
انتهى حديث الأخ طلال كانو وأنا لا ألومه أبداً، لكن في اعتقادي أن عدم ترشحه لرئاسة النادي الأهلي ستسبب انتكاسة لإنجازات النادي الأهلي محلياً وخارجياً، يجب أن يبقى طلال كانو وأن ينظر في وضع تمويل الأندية.
طلال طالب بتكريم مدرب الكرة الطائرة الكابتن محمد المرباطي، وقال: «هذا رجل يجب أن تكرمه الدولة، عطفاً على ما جلب من بطولات خارجية للبحرين، ويجب أن يعطي الأوسمة على ذلك».
الحديث في الرياضة ذو شجون؛ بل إنه يفعل بنا ما يفعله السادة النواب.. ارتفاع ضغط الدم، لذلك أقول في الختام أن قرار التعاقد مع باتيستا قرار خاطئ في تقديري، ليس لأن المدرب سيء.. لا، لكن لأن واقعنا الكروي لا يحتاج إلى لمسات مكياج فقط، بل يحتاج عمليات جراحية صعبة واستئصال وقطع ولصق..!
المدرب الوطني كان أفضل في تقديري، وكان يجب أن يقول ذلك الكابتن خليل شويعر، والكابتن فؤاد بوشقر لإدارة ورئيس اتحاد الكرة حين تم أخذ رأيهم.