لا أعرف لماذا نفعل بوطننا كل هذا؛ نحن بأنفسنا (كدولة) نقوم بتدمير كل شيء جميل، وكل صورة جميلة في وجداننا وفي مخيلتنا.
دمرنا بساتين النخيل، وقلتم لنا إنه الزحف العمراني، وحين نقول لماذا تدمرون كل النخيل وتقطعون الماء عن البساتين، يقال لك: «تبي نخل، والا بيوت إسكان»؟
وكأن إما هذا أو هذا، نعم نريد بيوت إسكان (لكن مع عميق الأسف بيوت الإسكان أصبحت انتقائية، وأهل البحرين محرومون منها بالقانون، بحثنا عن إرضاء أناس على حساب أهل البحرين) لكننا مع بيوت الإسكان التي تشكل مطلباً أساساً، نريد البحرين التي في خاطرنا، البحرين التي لها هوية وتاريخ وحضارة، البحرين التي أين ما تذهب تشاهد بساتين النخيل، والهواء البارد بليل الصيف. انظروا ماذا فعلنا بأنفسنا، من بعد أن كنا نصدر التمور إلى كل دول الخليج، الآن نستورد التمور من السعودية وكل بلدان العالم.
من بعد أن كنا نصدر الأسماك، أصبحنا نستورد الأسماك من الخارج..!
حتى المياه العذبة كانت البحرين تصدرها لدول الخليج أيام القحط، لقطر والكويت والسعودية والإمارات، والآن لم تتبقَ لنا عيون عذبة (بس عذاري يقولون رجع فيها الماي.. أخاف الا الماي جاي من محطة توبلي.. والله تسونها)..!
بالأمس أقرأ تصريحات للدكتورة خولة المهندي تقول فيها «إن هناك 400 قارب مخالف لحظر صيد الروبيان»..!
وتقول إن أرباح كل قارب تقدر بـ 30 ألف دينار، بينما أرباحهم السنوية تقدر بـ 12 مليون دينار..!!
400 قارب مخالف، و12 مليون أرباحاً؟.. يا حكومة استثمروا في الربيان، خل مداخيل الميزانية تزيد..!
أين الرقابة؟ أين خفر السواحل فقد قلتم إن لديكم قوارب جديدة وسريعة وبأحدث التقنيات (400 قارب تصيدهم وأنت مغمض إلا بحرنا صغير)..!
دمرنا بيئتنا الزراعية، ودمرنا بيئتنا البحرية، فلم يعد لدينا أسماك، ومن يصطادون الربيان يدمرون البيئة البحرية، وكل الأسماك من أجل أرباحهم، ومن أجل تهريب الروبيان إلى دول الخليج.
بالمناسبة فقد أخبرني أحد الصيادين بأن التهريب لا يكون فقط عبر جسر الملك فهد، أصبحوا يهربون الربيان في البحر، وتلتقي قوارب الصيادين مع قوارب دول مجاورة ويتم تهريب الربيان بحراً. بمعنى أننا من أجل أرباح مجموعة تصيد الربيان، دمرنا بحرنا ودمرنا كل البيئة البحرية وكل أنواع الأسماك، فهل هذا معقول؟
الأخ محمد بن دينة رئيس المجلس الأعلى للبيئة قال أمس: «إن البحرين تستورد 4 آلاف طن من الأسماك سنوياً»..!
هل تتخيلون جزيرة في وسط الخليج تستورد أسماكاً من دول تجاورها، وتشترك معها في نفس البحر؟
ألم أقل لكم إننا دمرنا كل صورة جميلة، ودمرنا كل ما نملك من مقومات بسبب الإهمال وعدم تطبيق القانون، وبسبب ضعف الرقابة البحرية، وبسبب أمور أخرى أنتم تعرفونها؟
أو كما يقول أحد الأخوة: مو بس البحر، ترى في الشتا ما نلقى مكاناً نخيم، حتى خيامنا صارت مثل بيوت الإسكان، هذا في ظهر جاره»..!
بالأمس كنت أقرأ تفصيل الميزانية العامة، فوجدت كل ما فيها (يغث) ويجلب الضغط، خاصة حين قال مسؤولون إننا سنواجه العجز بالاقتراض، وهذا يعني أيضاً أننا سنقترض لتسديد القرض السابق..!
بالله عليكم ماذا تريدوننا أن نقول، لذلك آثرت اليوم أن اتجاهل موضوع الميزانية العامة، وأترك ذلك للسادة النواب (عاد ما يندرى يقدرون، والا بس عندهم ألعاب نارية، كلام في الهوى وبس)..!
دمرنا كل شيء جميل في وطننا، أصبحت حياتنا مثل مكعبات الأطفال التي تركب مع بعض، لا حياة ولا روح، وتنهار بسرعة، حتى الآباء حين يريدون أن يأخذوا الأبناء ليلعبوا، لا يجدون إلا المجمعات التجارية..!
حياتنا أصبحت مثل البلاستيك..!
قلت لأحد الأخوة ليش المجمعات، فيه حدائق عامة وفيه ساحل الحوض الجاف وساحل البلاج، فقال: «حدائق عامة...؟
روح شوف من اللي محتل الحدائق العامة»؟
كنت أقرأ أن النواب سيقرون قانوناً لتخصيص 50% من سواحل المشاريع الخاصة للعامة، وربما هذا جيد، لكن يا سادة يا نواب ماذا عن الديرة، ألا تخصصون 50% من سواحل البلد للناس؟
والله راضين نحصل بس النص، على الأقل أهل البحرين يشوفون السواحل، ونرجع مثل لول نجمع صدف وحويت ونصيد شرايب، ونرسم على الرمل بأصابعنا أحلامنا وأمنياتنا، الله على ذيك الأيام، ما أضنها تعود..!
ما فعلنا بأنفسنا، ما فعلنا بوطننا، ماذا فعلنا بهويتنا وتاريخنا وإرثنا الحضاري، ضيعنا كل صورة جميلة، وأخذنا نجمع صورة جامدة من هنا وهناك لتشكل مستقبل البحرين.. فأي مستقبل يتشكل بصورة مصطنعة جامدة لا هوية ولا تاريخ ولا روح فيها..؟!
سري للغاية..!
خلال حديثي مع أحد الأخوة المطلعين على بعض الأمورعلى خلفية موضوع صيد اللؤلؤ من قبل الأجانب في بحرنا فقد قال: «يا أخي هل تعلم أن بعض صيادي الأسماك أخذوا يبحثون عن المضمون»..!
قلت له وما هو المضمون، قال: «المضمون أصبح بعضهم يقوم بتهريب الخمور، فبدل من أن يذهب لصيد السمك، أصبح يهرب الخمور إلى دول الجوار عن طريق بحارة وصيادي أسماك تلك الدول فيلتقون في نقطة محددة ويعطونهم الخمور، ويأخذون من صيادي الدول المجاورة ثلاجات الأسماك»..!
فقلت له ولماذا لا يـأخذون أموالاً، فقال: «هنا اللعبة، حتى إذا ما تم مسك أحد، لا تجد عنده إلا الأسماك»..!
تخيلوا (البعض) أصبح يصدر خموراً بدل أن يصطاد السمك، ورجعنا للإنسان الأول الذي لا يملك نقوداً ويتبادل السلع بالمقايضة..؟
آه يا بلد...!
ضريبة «طيران مدني»..!!
آخر ما ورد لي من معلومات (وأنا أطرح الموضوع على وزارة البلديات) أن هناك ضريبة بلدية على أهل المحرق تسمى (ضريبة طيران مدني)..!
ولا أعلم إن كانت هذه الضريبة على كل البحرين، أم على المحرق فقط.
يقول أحد الأخوة وهو يبني عمارة صغيره من 6 أدوار في الحد: «تخيل أن هناك ضريبة على العمارات بالمحرق تسمى ضريبة طيران مدني، فقد دفعت مبلغ 100 دينار للبلديات وقالوا لي إنها ضريبة طيران مدني»..!
هذي عاد جديدة، والله كفو عليكم، حتى الهوى صارت عليه ضريبى، أريد أن أفهم كيف يعني ضريبة طيران مدني؟
الرجل يبني عمارة صغيرة من 6 أدوار، ويدفع ضريبة طيران مدني؟
الرجل قال: تبعد عمارتي عن المطار بمسافة 6 كيلو، ليش أدفع ضريبة طيران مدني، هذي عمارة صغيرة والا ناطحة سحاب؟
والله مساكين أهل المحرق، حتى فناتق الضرايب تدفعونها، كفاية المطار ماخذ المحرق من البحر إلى البحر، وخزانات وقود، والآسيويين احتلوا وسط المحرق، وبعد ضريبة طيران مدني، لا هذي قوية وايد، لكن بصراحة كفو عليكم، حتى على الهوا ضريبة، الجن الأزرق ما يقدر عليكم..!!