يبدو أن هناك فهماً خاطئاً، وربما متعمداً، من البعض لبيان المستشار أحمد عسيري الثلاثاء الماضي بإعلان انتهاء عمليات عاصفة الحزم، التي أطلقتها دول التحالف العربي في السادس والعشرين من مارس الماضي، والإعلان عن بدء مرحلة إعادة الأمل.
تعمد الكثيرون الترويج إلى أن دول التحالف بهذا الإعلان قد أنهت عملياتها العسكرية في اليمن، ولذلك فقد راج في وسائل الإعلام وبين المحللين السياسيين أن المرحلة المقبلة ستكون مرتبطة فقط بجزء مما أعلنه المستشار عسيري، وهو تكثيف العمليات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني الشقيق، قافزين عن أهم نقاطها وبأن لها ثلاثة مسارات متوازية؛ عسكري وسياسي وإغاثي.
ما يعني أن دول التحالف، وبعد أن حققت أهدافها في تدمير أغلب أسلحة ميليشيات الحوثي وصالح، خصوصاً الصواريخ طويلة المدى، ستنتقل إلى مرحلة عسكرية تسعى لحسم الأمور على الأرض، ولكن بموازاة عملية سياسية تضمن جمع اليمنيين على طاولة مفاوضات والبدء الفوري في بناء دولة القانون والمؤسسات، ضمن شروط قرار مجلس الأمن الأخير (2216) وبنود المبادرة الخليجية واتفاق السلم والشراكة.
أما الجانب الإغاثي فقد بدأ بالفعل قبل إعلان «إعادة الأمل»، حيث مهدت له المملكة العربية السعودية بالتبرع بمبلغ 274 مليون دولار كإغاثة عاجلة للشعب اليمني، عدا عما أعلنه وزير الخارجية اليمني، رياض ياسين، أن هناك «مارشال خليجي» بقيمة 8 مليارات دولار لإعادة بناء اليمن بعد انتهاء العمليات العسكرية، حيث أشار الوزير إلى أن تمويل هذا «المارشال» سيعتمد على تبرعات دول الخليج العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
لكن هل يكفي كل ذلك؟ لا أعتقد؛ فالدور الأكبر في المرحلة المقبلة سيكون على أبناء اليمن، بكل اتجاهاتهم الفكرية والسياسية والطائفية، حيث جاء الدور الآن ليقف جميع أبناء اليمن في الداخل والخارج مع وطنهم الذي مزقه علي عبدالله صالح طوال ما يزيد عن ثلاثة عقود، فعمد إلى استغلال كل وسيلة من أجل سرقة وإفقار وتجهيل أبناء الحكمة، وتوج كل ذلك بتحالف مجنون مع الحوثي، يد إيران في خاصرة الجزيرة، والتي حاولت على الدوام الاقتراب من الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، ومحاولة إحكام كماشتها على المنطقة العربية، وفرض أمر واقع جديد عنوانه أنها سيد الشرق الأوسط بلا منازع.
أبناء اليمن في كل المحافظات مدعون اليوم لأخذ زمام المبادرة وتطهير أرضهم مما تبقى من ميليشيات إيرانية، والتكاتف يداً بيد لبناء اليمن، الوطن الذي ينتج المن والسلوى، ليعود اليمن كما كان على الدوام منبع الحكمة والسعادة.