المظلة الخليجية العربية لحماية أمن الخليج لم تعد خياراً نظرياً؛ بل باتت واقعاً أقرب إلى حيز التنفيذ. بهذه النظرة يمكن التعرف على سبب اهتمام دول مجلس التعاون الخليجي بإقامة التمارين والمناورات العسكرية المشتركة بين دول مجلس التعاون وبعض الدول العربية.
مثل هذه المناورات من الممكن أن تكون بداية حقيقية لشراكة خليجية-عربية في حماية أمن الخليج، وهي الحلقة المفقودة عندما يتم الحديث عن أمن هذه المنطقة، حيث تظهر 3 خيارات تبدأ من الاعتماد على قوة أجنبية لحماية أمن الخليج، أو الاعتماد على القوى الإقليمية، بالإضافة إلى خيار الاعتماد على القوى المحلية باعتباره الخيار الأخير دائماً.
اتصالاً بهذا الطرح فإن البحرين تشهد هذه الأيام تمريناً عسكرياً مهماً بين قوة دفاع البحرين والقوات المسلحة المصرية، ويأتي هذا التمرين نتاجاً للمباحثات المشتركة بين جلالة الملك والرئيس المصري خلال الفترة الماضية.
القوات المسلحة المصرية تستحق الاستفادة من خبراتها وقدراتها، فهي من أكثر الجيوش في الشرق الأوسط التي تمتلك خبرات ميدانية متراكمة من الحروب والعمليات العسكرية التي خاضتها وساهمت في تطوير عقيدتها العسكرية.
كما أن هذا التمرين المشترك يعد رسالة لأصحاب المحاولات المستمرة للتشكيك في عمق العلاقات الخليجية-المصرية. وهي العلاقات التي أثبتت الأحداث عمقها وقوة متانتها، بل إن التحديات والظروف الصعبة تزيدها تماسكاً وتعقيداً.
عندما تعرضت القاهرة لأزمات منذ شتاء 2011 واستمرت عامين لاحقاً كانت البحرين مع دول مجلس التعاون في مقدمة من وقف مع مصر وشعبها، وحتى عندما بدأت تتعافى كانت في مقدمة المانحين والداعمين لمشاريع التنمية فيها.
البحرين ودول الخليج لم تقم بمثل هذه الخطوات من باب المجاملات السياسية، بل لإدراكها الاستراتيجي لما تمثله القاهرة من ثقل استراتيجي في الشرق الأوسط يجب المحافظة عليه.
بالمقابل لم تتردد القاهرة عندما واجهت البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي تهديدات إقليمية وإرهابية، حيث شاهدنا الدور المصري في عاصفة الحزم، ولاحظنا اهتمامها بالدفاع عن البحرين في مختلف الظروف.
التمرين العسكري البحريني-المصري «حمد-1» بداية لعلاقات عسكرية أكثر تقدماً، ولشراكة استراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر لحماية أمن الخليج، وحماية الأمن الإقليمي العربي المهدور بالأزمات والفوضى من شماله إلى جنوبه.