لا أعرف حقيقة ما جاء على لسان الكاتب السوري محي الدين اللاذقاني، الذي أحب كتاباته وكان له عمود في صحيفة الشرق الأوسط، لا أعرف إن كان ما قاله حقيقة أم أنها مجرد تحليلات.
فقد قال في لقاء متلفز: «إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينحدر من أسرة شيعية كينية، وأن فترة أوباما الثانية أصبحت فيها السياسات الأمريكية متسقة تماماً مع السياسة الإيرانية بالمنطقة».
ثم يقول: «إن أوباما ينحدر من والد شيعي، وقد ولد أوباما في قرية مومباسا ذات الوجود الشيعي، وهي قرية يعتنق أهلها المذهب الأباضي»، ويضيف: «لقد زرت القرية التي كانت تسكنها عائلة أوباما في كينيا، فوجد أنها قرية شيعية، وقد تشيعت بسبب قدوم أشخاص من سلطنة عُمان لذلك أصبحوا أباضيين» وأضاف اللاذقاني: «إن كل تصرفات أوباما تدل على تعاطف شديد مع إيران».
هذا ما جاء على لسان الكاتب، وحقيقة فإني لا أستبعد أن يكون كلامه واقعياً عطفاً على قرارات الرئيس باراك حسين أوباما، والذي حتى اسمه يوحي بشيء مما جاء على لسان اللاذقاني.
تذكرت لوهلة بعد حديث اللاذقاني أن الرئيس أوباما هو الرئيس الأمريكي الوحيد الذي ذكر جمعية الوفاق في خطاباته، وهي جمعية شيعية بحرينية قامت وأشهرت بشكل طائفي وتنهج نهج الولي الفقيه.
الرئيس الأمريكي وجه دعوة لقادة دول الخليج للاجتماع بكامب ديفيد في الربيع، كما وجه الدعوة لبعض الحلفاء الأوروبيين لحضور الاجتماع، إلا أن مكان اللقاء في تقديري ليس مناسباً، حتى وإن كان منتجعاً، لانه ذات المكان الذي تم فيه التوقيع على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1978.
وهذه ذكرى ليست طيبة إطلاقاً، وأعتبر أن المكان مشؤوم، فهل يريد الرئيس أوباما أن يجعل ذات المكان للتوقيع على اتفاقيات أو تفاهمات تجعل يد إيران هي اليد الطولى بالمنطقة أكثر مما هي عليه اليوم.
لا أعرف لماذا لا أثق بالرئيس أوباما، وأعتبره وأحمدي نجاد ونتنياهو سواء، يتصرفون بذات الطريقة والأسلوب باختلافات بسيطة، وأشعر وكأن أوباما وزير خارجية طهران، يبرر دائماً للمجتمع الدولي حصول إيران على التكنولوجيا النووية.
نحن شعوب المنطقة بالخليج نحمل قادتنا هذه الرسائل إلى الإدارة الأمريكية ممثلة في الرئيس أوباما، ونطرح بعض ما نشعر به في هذه النقاط:
-1 نرفض أن يكون الاجتماع في منتجع كامب ديفيد المشؤوم، وعلى قادة دول الخليج أن يطلبوا تغيير المكان.
-2 نرى كشعوب أن (إيران وأمريكا) وجهان لعملة واحدة، وأن كل التفاهمات جاءت على خلفية تبادل الأدوار وتقاسم النفوذ بالمنطقة، والعراق واليمن وسوريا أمثلة واضحة، فقد كانت أمريكا متفرجة على ما يحدث في سوريا واليمن ولبنان وساهمت في تسليم العراق إلى إيران بعد أن قامت أمريكا باحتلال العراق نيابة عن إيران بعد عجز إيران عن ذلك طوال 8 سنوات من الحرب.
-3 نطالب قادة دول الخليج أن نمتلك تكنولوجيا نووية متقدمة عما تملكه إيران، ولن نقبل أن نسمع كلاماً غير لك.
-4 لا نطالب بتملك التكنولوجيا النووية وحسب؛ بل أن نمتلك السلاح النووي كما تملك الدولة العبرية، وكما ستمتلكه إيران، أو أنه لديها فعلاً.
-5 إننا ننظر بالريبة للمواقف الأمريكية، فهي تحارب مع الحشد الشيعي في العراق الذي يرتكب مجازر طائفية وحرق للمدن وتهجر السكان، بينما لا تقوم أمريكا بذات العمل ضد جزار الشام، رغم كل جرائمه والقنابل الكيميائية التي يلقيها على المدنيين العزل، كما إن أمريكا وقفت موقف المتفرج من احتلال الحوثيين لليمن، وأمريكا بالنسبة لنا تفعل كما يفعل الإيرانيون، يقولون كلاماً ويفعلون نقيضه على الأرض.
-6 قولوا لأوباما إن تحالف عاصفة الحزم لن يقف عند حدود اليمن، وإن هذا التحالف قد ينتقل لتحرير دول عربية محتلة من إيران والحرس الثوري وحزب الشيطان.
-7 قولوا لأوباما لماذا لا يرى التدخل الإيراني في العراق وسوريا والبحرين ولبنان واليمن، بينما يرى أي تحرك لدعم المعارضة السورية أو دعم الشرعية باليمن مثلاً تدخلاً من دول المنطقة وتطالبونهم بقرار أممي، بينما تتدخل إيران دون أي قرار مسوغ لها، كما إن لا قرارات أممية تتخذ ضدها بالمقابل؟
-8 قولوا لأوباما إن شعوبنا تطالبنا بأن نمتلك ونصنع السلاح والغذاء، ذلك أنهم لا يثقون بأي شيء أمريكي، خاصة مع كل التحالفات الأمريكية الإيرانية في ملفات كثيرة مثل العراق وأفغانسان واليمن وسوريا ولبنان والبحرين، وبعد خروج النفط الصخري الأمريكي.
-8 قولوا لأوباما إن شعوبنا تطالبنا بعلاقات أوسع وأكبر وبناء تحالفات مع الصين والهند وكوريا واليابان وتركيا والبرازيل بدل العلاقات مع أمريكا التي تتآمر علينا، ولها ألف وجه قبيح، وقد ظهر تحالفكم مع إيران واضحاً شاهراً، خاصة بعد الاتفاق الهزيل في لوزان.
-10 قولوا لأوباما إن سياسات الديمقراطيين في أمريكا أكثر سوءاً وضرراً بحلفاء أمريكا من سياسات الجمهوريين، وأن الجمهوريين لديهم سياسات أكثر واقعية تجاه إيران.
-11 قولوا لأوباما إن زيادة الغضب الشعبي في الخليج تجاه السياسات الأمريكية المتسقة والمتوافقة مع إيران ستضر بمصالح أمريكا كثيراً.
-12 قولوا لأمريكا إن شعوبنا تطالب أن نسحب أموال دول الخليج في البنوك الأمريكية وأن توضع في بنوك أخرى تدعم دولها الخليج سياسياً وعلى مستوى الأسلحة والدعم اللوجستي وفي مجلس الأمن.
-13 قولوا لأوباما إننا في البحرين أصبحنا نمقت المواقف الأمريكية التي وضعت يدها بيد الإيرانيين ومع الانقلابيين منذ 2011 وحتى اليوم، فهؤلاء والحوثيون صنوان، وكان هدفهم الاستيلاء على البحرين بمباركتكم، لذلك وقفتم متفرجين من أحداث اليمن، ونحن نريد منكم أن ترفعوا أياديكم عن الانقلابيين في البحرين وتقفوا ضد الانقلاب في اليمن.
-14 قولوا لأوباما إن مؤامرات أمريكا على السعودية ودول الخليج أصبحت واضحة ويعرفها الجميع، ونقول له إياكم أن تمسوا السعودية بشيء، فحاكم السعودية يملك أعظم وأخطر سلاح يرهبكم ويرهب الإيرانيين والصهاينة، وهو سلاح «إعلان الجهاد والنفير»، فإن حدث ذلك تداعت عليكم الأمم من كندا غرباً إلى إندونيسيا شرقاً، وهذا ما تخافونه أكثر من أي شيء آخر، وأكثر من أي سلاح، لذلك كونوا حذرين وإلا فإن مؤامراتكم على السعودية أصبحت واضحة، ودعمكم لاحتلال الحوثيين لليمن هي ضمن ذلك السياق الذي تعملون عليه منذ عقود.
-15 قولوا لأوباما إنكم كدولة عظمى على مشارف الأفول؛ فإما أن تدعموا الحملة لاستعادة الشرعية في اليمن، وإما أن تكفوا أياديكم عن التآمر على عاصفة الحزم، فإننا كشعوب نعلم أنكم تتآمرون علينا شمالاً في العراق وسوريا وفي البحرين، وجنوباً في اليمن.