الحرب الجارية في اليمن حالياً سلطت الضوء على مدى صفاقة الإعلام الإيراني وإفلاسه وتورطه بفبركة الحقائق وتحريف الأحداث، كما كشفت عن الوجه القبيح للحوثيين وفضائحهم في هدم المنازل والمساجد وأسر وقتل الأبرياء والمدنيين، واستخدامهم كورقة تفاوض لإيقاف الحرب والجلوس على طاولة الحوار.
ذكرنا في المقال الماضي أن السيناريو البحريني يكرر نفسه في اليمن، وكل يوم يمر نكتشف أن العصابات الإيرانية التي تحركها إيران كما الدمى في الدول العربية سواء الحوثيين أو غيرهم من عملائها يستخدمون نفس السيناريو ونفس سياسة التعامل، فالحوثيون الذين رفضوا دعوات الحوار والجلوس على طاولة المصلحة الوطنية وهم يقتحمون صنعاء ويعلنون الانقلاب على شرعية الحكم ويقومون بتصعيد الأمور وتأزيم الوضع أمنياً؛ عندما وجدوا الحزم القادم لهم من خلال عاصفة الحزم وكيف تحالفت الدول ضدهم عادوا للمطالبة بالحوار، بل أخذوا الآن يفاوضون على حياة الأبرياء لإيقاف الحرب، والواضح أنهم لم يجدوا طريقة لهذا التفاوض غير تفجير بيوت المواطنين وهدم المساجد وارتكاب الجرائم والقتل والقيام بذبح الساكنين حول المطار والتنكيل بجثثهم بدعوى أنهم ضحايا عاصفة الحزم.
غير أن اللافت قيامهم بحجب أكثر من 20 موقعاً إخبارياً في اليمن من أجل حجب صوت الحقيقة عن العالم، والتفرغ لارتكاب مجازر بحق الأبرياء دون وجود قنوات إعلامية تكشفهم، أملاً في لصقها بقوات عاصفة الحزم واستغلال الحرب في إراقة الدماء وتكرار مشاهد سوريا والعراق، فقيامهم بتحريف الحقائق سيناريو مقتبس من الأزمة البحرينية، حينما كان الإعلام الأصفر لدينا يحجب الحقائق ولا يظهر جرائم قتل رجال الأمن ومهاجمة المواطنين، ولا ينقلون للخارج سوى الأحداث المفبركة التي جاءت بتصرف.
الإعلام الإيراني الذي يغطي الحرب في اليمن اليوم مفلس أمام حقيقة الأوضاع، مقارنة بين ما حدث في العراق وسوريا، فهو يبحث عن أي جرائم بشعة يلصقها بقوات عاصفة الحزم ليؤكد بأنها حرب طائفية لا حرب لإعادة سيادة اليمن، وعندما يئس لم يجد غير سرقة صور جرائم سوريا البشعة التي جاءت على أيدي ميليشيات إيران وبشار الأسد، وللعلم حقوقيو الطائفية لدينا بالبحرين أكملوا هذا الدور مع الإعلام الإيراني أيضاً في نشر صور لسوريا بادعاء أنها جرائم قوات عاصفة الحزم في اليمن «عقب برروا وقولوا أن إيران تستخدم كشماعة دائماً لاتهامكم بخيانة الوطن والعمالة للخارج وأنكم وطنيون وإجرامكم انتفاضة شعبية!».
لا استغراب من هؤلاء الذين يدعون نصرة حقوق الإنسان في البحرين وهم يجندون الأطفال للخروج في الشوارع ورمي المولوتوف والقنابل وبين الحوثيين الذين جندوا الأطفال ما دون سن 18 في اليمن للمشاركة في الحرب واحتلوا المدارس والجامعات، والحقيقة المؤكدة في هذا المشهد أنه لولا تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين لتحولت البحرين إلى عراق آخر، ولولا تدخل قوات عاصفة الحزم لكانت اليمن أيضاً نسخة من سوريا والعراق، فوفق تقارير عديدة صادرة أكدت أن عدد القتلى على يد الحوثيين في عام 2014 وصلوا إلى 7000 قتيل.
كل هذه الشواهد تؤكد أن العودة للدعوة إلى الحوار ما هي إلا مجرد ورقة تهدئة لإعادة المد الإيراني في المنطقة وتفاوض لأجل الحصول على بعض المزايا بعد أن اكتشفت هذه العصابات الإيرانية حين اعتقدت أنها ستفوز بكل شيء خسرت كل شيء، وستخرج من المولد بلا حمص وأنها ستستأصل نهائياً من اليمن.
غير أن الحوثيين ابتكروا طريقة في هذه الحرب وهي تحويل الحرب الثنائية في ما بينهم وبين قوات عاصفة الحزم إلى حرب ذات ثلاثة أطراف، كلما قصفتهم قوات عاصفة الحزم قصفوا الشعب اليمني وأخذوا يصورون بأن هذه الجرائم ليست فعلتهم إنما جاءت على يد قوات عاصفة الحزم، حتى مضادات الطيران الحوثي لم تهتم بتوجيه هجومها إلى قوات عاصفة الحزم بقدر ما اهتمت بالتوجه إلى المدنيين والأبرياء لقتلهم والضرب بشكل عشوائي وعنيف، حتى إن أحدهم علق على ضرب مصنع الإسمنت «ما دخل مصنع الإسمنت؟»، فلم نجد تعليقاً نقوله غير «الحوثيين اليوم من دودهه من طقه!»، لم يعودوا يعرفون غير لغة القتل والضرب في كل اتجاه ومكان.
إيران التي تمارس لعبة الإسقاط السياسي على السعودية من خلال اتهامها بالتورط في إشعال فتيل الحرب في اليمن، فيما الواقع يقول إن إيران هي من بدأت ذلك من خلال تحريك خلايا الحوثيين إلى جانب تعزيز تواجد بعض عناصر القاعدة في اليمن لتنفيذ عمليات إرهابية في دول الخليج، وتحديداً جنوب المملكة العربية السعودية، فموقع اليمن الاستراتيجي هو ما فتح شهية إيجاد سلطة إيرانية فيها الحوثيون أيضاً أكملوا هذا المشهد من خلال إسقاط ضحايا جرائمهم على قوات عاصفة الحزم، وتأكيد أن حربهم في اليمن لم تأت لتدمير اليمن وبنيتها التحتية وإبادة شعبها السعيد.
- إحساس عابر..
أشهر كذبة أبريل عرفها العالم اتهام قوات عاصفة الحزم في حربها على الحوثيين بالطائفية، فيما جرائم الحوثيين في اليمن أكبر شاهد على مدى الإجرام الطائفي، وأن العودة للحوار ما هي إلا لعبة سياسية مقتبسة من الأزمة البحرينية.