«من هم أذكياء الإمارات؟!» قالها لقادة الدولة قبيل البدء في وضع خطط استراتيجية وتشغيلية لرفع مؤشرات الأداء في الإمارات العربية المتحدة؛ إنه اللواء الدكتور عبدالقدوس العبيدلي الذي كرس حياته في الجودة والتميز والتخطيط الاستراتيجي؛ وقد كرر نفس السؤال بالتطبيق على البحرين في ندوة قدمها الثلاثاء الماضي في مركز عيسى الثقافي؛ «من هم الأذكياء في البحرين؟» من هم أصحاب العقول المفكرة؟ سؤال استوقفني وجعلني أفكر ملياً في تلك الأسماء الرنانة التي تتبوأ المراكز المهمة في البلد، ترى.. أجميع هؤلاء من أصحاب العقول الذكية في المملكة؟ أيمكن القول أنهم النخب العلمية والثقافية التي تملك من الذكاء والبديهة ما نعول عليه في تقرير مصائرنا والتأسيس لمصائر أجيالنا القادمة.!! أصبت بالحيرة ولم أتوصل لإجابة.!!
اليوم.. نشهد في الخليج مزاجاً تصالحياً عالياً، وفكراً وحدوياً يستيقظ من سباته ويلملم أشتات المنافسات والخلافات القابعة على قلب التاريخ الخليجي، ولكي يستثمر الخليج العربي مزاجه وفكره الجديد، علينا لزاماً البحث عن عقول غير تلك العقول التي خلقت أزماتنا ووسعت هوتها، علينا أن نبحث اليوم عن العقول المعطاءة المدرارة الرحبة التي تجمع ولا تفرق، وتضع خارطة طريق الوحدة على مراحل، عقول خليجية خالصة لا تلوثها انتماءات ولا ولاءات خارجية، ولا يعيقها حسها الوطني المنفرد عن الشعور بالمسؤولية تجاه الإقليم وصالحه العام. فما هي الأسماء المطروحة في الخليج ليتبوأ أصحابها تلك المسؤولية ويكونوا على قدر من الفهم والدراية والإدراك والبداهة؟!!
إننا عندما نبحث عن إجابة لسؤال «من هم الأذكياء في الخليج؟» فإننا لا نعني بسؤالنا هذا الوزراء وكبار المسؤولين الذين يتصدرون في كل حين وضع الخطط الاستراتيجية البالية، ورسم مستقبل الدول في جوانب معينة، وبعيداً عن ذكر الأسماء.. لاشك أن كثيراً من الوزراء وكبار المسؤولين فشلوا في إنجاح وزاراتهم أو في تأدية عملهم على الوجه الأمثل، والكثير من الوزراء ضيع وزارته وأسهم في ترديها وإخفاقها.
إننا إذ نتأمل اليوم ونقف بجدية لوضع قائمة مقننة مركز لا يشوبها مزاج ولا يعكر مصداقيتها ونقاء العقول فيها «فيتامين واو» أو اسم عائلة، وإننا إذ نوجه مجاهر البحث والاستكشاف عن طاقات خليجية تبني الأوطان وترفع شأن «مجلس التعاون الخليجي»؛ فإنه فضلاً دعونا نجري أبحاثنا تلك بعيداً عن أصحاب الكراسي اللامعة، التي تقبع أمامها عقول فارغة وبطون كالنار على الدوام جائعة، دعونا نبتعد عن أصحاب الذكاء الجيني لبعض العائلات «الواصلة» في الخليج العربي.
لنفكر في جلسة مكاشفة سرية «من هم الأذكياء في البحرين والخليج العربي؟» بل «من هم أذكياء الوطن العربي والعالم المستقطبون لبلداننا -لمزيد من التطوير ونقل الخبرات- كمستشارين وأصحاب فكر؟! بعيداً عمن تم استقطابهم وفق «عقدة الخواجة» التي اهتاج لها الخليج ولبى ندائها كالمسحور المفتون؛ فالخواجات الذين نمنحهم أجوراً مضاعفة ومكانة يدوسون بها على أبناء البلد، قد لوث بعضهم كراسينا بصدأ عقولهم وفساد استشاراتهم، والأمثلة في ذلك كثيرة، ولكن المكاشفات العلنية تجلب «القضاضة» في النفس وتفسد العلاقات، فدعونا لا نطرحهم اسماً اسماً، وكل وزارة أو هيئة «تحسس على بطحتها» ستعرف حتماً الأسماء المشار إليها.
- اختلاج النبض..
«من هم أذكياء الخليج العربي؟!» هل ثمة قائمة يملكها صانع القرار الخليجي؟ هل ثمة خطة لتطوير هؤلاء إن وجدوا وتدريبهم وصقل مواهبهم والاستثمار في عقولهم منذ البداية؟ أخشى أن تكون الإجابة مخيبة في بعض دولنا في الخليج، ومتى كانت كذلك.. فإن النتائج حتماً مخيبة.!!