ليس من باب التهكم إطلاقاً، لكنها من باب المقاربـات، والشواهــد، ومقارنتهـــا بالأحـداث والخطابات والمواقف التي خرج البعض بها خلال أربعة أعوام مضت.
فما قاله خليل المرزوق في ندوة بجمعية الوفاق (ما دري متى راح تشمع هالجمعية.. تشمع على هيئة ما جرى لرمزكم مشيمع) كان مصدراً للتندر من الذين كانوا يناصرون مواقف الوفاق داخل الشارع الشيعي، فقد جاء التهكم على خليل المرزوق كتعليقات على خبر دعوته (شركاء الوطن) حين قال لهم بالندوة (تعالوا) وهو خطاب استجداء وضعف واضح وبين..!
فقد قال: «تعالوا يا شركاء الوطن لنشخص الخلل في نظامنا السياسي»..!
الخلل؟؟.. (يا سلام عليك انت يا بو خلل).. أكبر خلل هو السماح بإشهار جمعية طائفية خائنة، ولاؤها ليس للوطن وأهل البحرين، وقيادة البحرين، بل ولاؤها لإيران وقادة إيران ومشروع إيران الطائفي التوسعي بالمنطقة، وولاؤها للأمريكان الذين تبوسون أياديهم في اجتماعات خاصة، وتلعنونهم أمام الناس)..!
هذا هو الخلل، كل دولة وكل نظام سياسي به أخطاء ونواقص وقصور، هذا لا جدال فيه، ونحن أهل البحرين -ولله الحمد- لا ندافع عن الأخطاء والقصور، بل نقول أكثر مما تقولونه، ولكن بلغة وطنية، وباحترام بالغ لقادة البحرين الذين ندين لهم بالولاء، ولهذه الأرض وأهلها بالانتماء والحب الكبير، فمهما اختلفنا فإننا لا نسقط ولا نقول كلمة واحدة تقلل من احترام من أعطانا الحرية، ومنحنا المساحة لنقول كلمة الحق ولا نخشى في الله لومة لائم.
الآن تستجدون شركاء الوطن، يالكم من دجالين، ألم تقولوا مع بداية كل حوار وطني: «نريد أن يكون الحوار بين (الوفاق) والحكم»..؟
ألم تقولوا ذلك؟
ألم تقوموا بإلغاء كل أهل البحرين، وكل المكونات، الطوائف والأديان، المسيحيين واليهود وبقية الأديان، كل ذلك قمتم بإلغائه من المشهد السياسي والاجتماعي، وأردتم الحوار بينكم وبين الحكم حصراً؟
اليوم بعد أن ظهرت عصا الحقيقة والقوة والحزم، جئتم لتقولوا لشركاء الوطن (تعالوا)..!!
يا أخي شركاء الوطن لا يثقون بكلمة واحدة منكم، في أي وطن، وفي أي زمان ومكان، لا يمكن أن يثق أحد بخائن لوطنه، يبيعه تارة للأمريكان، وتارة للإيرانيين، هؤلاء في لغة التاريخ يسمون خونة، ويجب أن يطبق بحقهم القانون..!
إن كنت تعني بالشركاء جمعية الفاتح، فأعتقد أن حالهم لا يختلف عن حالكم (سياسياً)، لكن الذي يجب أن تعرفه أنت وغيرك هو أن شارع الفاتح باق، وشارع الفاتح هو بإذن الله سيبقى الفارق والكبير، والذي يحب وطنه ويدافع عن عقيدته وقيادته.
شارع الفاتح هو الذي أنجح الانتخايات الأخيرة بفزعته، شارع الفاتح هو الذي أنجح معرض الطيران، شارع الفاتح هو الذي أنجح سباقات الفومولا 1، شارع الفاتح هو رمانة الميزان، والغالبية بسنتهم وشيعتهم وبقية الأديان والأعراق، والمقيمين من كل الجنسيات.
ماذا فعلتم بالبحرين من إرهاب؟
ماذا فعلتم بشبابكم (كما كتب أحدهم إليك معلقاً على الخبر، وقال لك، أنتم والجمعية من تسببتم بسجن الشباب، وفقدان أعمالهم، وضياعهم لأنهم صدقوكم، بينما أنتم تبحثون عن الزعامات والمكاسب)..!
هكذا يكتب لكم شارعكم، (أين علي سلمان، ومشيمع، وعبد الوهاب حسين، والمقداد، وبقية الرموز) أين هم يا مرزوق؟
لماذا لم تقل رأيك في أحداث اليمن خلال الندوة، أم كنت من الخائفين؟
لماذا لم تخرج جمعيتك النضالية بياناً واحداً عن أحداث اليمن، أخرجتم بيانات عن أحداث تونس وفرنسا، والعراق، لكن الحرب في اليمن لم تقولوا لنا ما موقفكم منها؟
هل أصبحتم تخافون أن يصبح حالكم كحال (فاضل عباس)..؟
لو كنتم في دولة أخرى، لكان حالك يشبه البؤس، لكنكم في دولة لا تطبق كل القوانين، ولا تضرب الحديد وهو ساخن، ولا تقطع دابر الإرهاب حتى لا يبقى أحد يهدد الأمن الأهلي والسلم المجتمعي.
الدرس الذي لقنته السعودية ودول التحالف لإيران أولاً، ولأمريكا وروسيا والغرب ثانياً، كان مفاجئاً وصادماً، إيران وأتباعها والخونة الذين يتبعونها في دول الخليج لا يفهمون إلا لغة القوة، حين تستخدم لغة القوة معهم، تجدهم أذلة منكسرين، تلفهم المسكنة، وإن تركتهم ولم تلجمهم حجراً، فإنهم يتسلقون، وتسمع عويلهم وصراخهم، ويريدون أن يأخذوا كل ما عندك، ويستولوا على الأرض والعباد.
المذلة التي كانت على وجوه خونة الخليج من بعد عاصفة الحزم، وجدناها أيضاً على وجوه الإيرانيين، سواء وزير الخارجية أو مساعديه، فقد قال مساعد وزير الخارجية الإيراني (والذي كان سفيراً لطهران بالبحرين وكان أحد أذرع الانقلاب في 2011) قال في قمة الكويت للمانحين قبل أيام: إن إيران تطلب من السلطان قابوس ومن أمير الكويت التدخل من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار في اليمن)..!!
ثم قاموا أمس باستجداء بان كي مون لوقف الضربات الجوية في اليمن، كل ذلك المشهد يظهر مدى ما وصلوا إليه من مهانة وتضعضع وانهزام لمشروعهم الطائفي الصفوي الإجرامي باليمن.
هذه هي المذلة التي أنتم عليها من بعد لغة القوة، فقد تأخرنا كثيراً كدول الخليج والسعودية في التعامل مع ملف الحوثيين باليمن، كان يجب أن يتم التعامل معهم قبل 10 أعوام، فهم الخنجر المزروع من إيران في خاصرة السعودية ( مثل الخنجر المغروس في خاصة جنوب لبنان) لكنه سيكسر بقوة من الله وتوفيق منه، وعزم الرجال.
لغة قوة القانون هي التي نحتاجها في البحرين، أعيدوا لنا سيادة الدولة والقانون، أعيدوا لنا هيبة رجل الأمن، أعيدوا لنا الضبط والربط والقانون في الشوارع، أعيدوا لنا هيبة الدولة في تطبيق الأحكام القضائية، فمن صدر بحقه حكم قضائي بالإعدام يجب أن يطبق هذا الحكم وشرع لله قبل أي شيء، هذه هي سيادة الدولة والقانون، وهنا أول باب لقطع دابر الإرهاب والفتنة.
عبر العصور والتجارب فإن إيران لا تفهم إلا لغة واحدة، هي لغة القوة والبأس، من أجل ذلك نقول لوزير خارجيتنا الأخ الكريم الشيخ خالد بن أحمد من اليوم فصاعداً، عليكم استخدام لغة مختلفة للرد على الإيرانيين إن تدخلوا في الشأن البحريني، اللغة القديمة لا ينبغي أن نتحدث بها، كلما كانت لغتنا قوية، أخذوا يحسبون حساب مواقفهم تجاهنا.
بعد عاصفة الحزم، جميع الدولة بدت وهي تنظر إلينا باحترام أكثر، وبحسابات أكبر، وبتقدير أكبر، من أجل ذلك ينبغي أن تحضر لغة القوة أيضاً في سوريا للإطاحة بجزار الشام قاتل شعبه، حتى تحرر سوريا من عصابات إيران الصفوية، ليبدأ بعد ذلك مشروع تحرير العراق بإذن الله..!
** القوة الجوية الخليجية مقارنة مع إيران
تحدثت مع خبير في الشأن العسكري الخليجي وفي الطيران الجوي العسكري، فقال عطفاً على حرب تحرير اليمن: «إن القوة الجوية تعتبر أداة حسم للمعركة، ويجب أن تستمر الحرب الجوية أكثر وقت ممكن حتى انتهاء الأهداف العسكرية باليمن».
وأضاف: «إن ما تمتلكه دول الخليج من قدرات لأسلحتها الجوية أمر يدعو للفخر، وهذا ما تخشاه إيران تحديداً، فإيران تمتلك قوة صاروخية، ولا تمتلك قوة سلاج جو متقدم، فالتفوق لدول الخليج في سلاح الجو كبير جداً ولا توجد مقارنة مع سلاح الجو الإيراني القديم جداً».
ثم قال: «ما تملكه دول الخليج مجتمعة (من دون الصفقات الجديدة للطائرات الحربية المقاتلة) يتخطى الـ 1000 مقاتلة حربية متطورة من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا، ولو أن حرباً قامت مع إيران مثلاً، فإن باستطاعة دول الخليج أن تضرب 1000 هدف في ضربة جوية واحدة، وهذا رقم كبير مؤثر، وإيران تعلم ذلك جيداً».
انتهى كلام الخبير العسكري، وأقول إننا نمتلك الكثير من الأمور الطيبة التي تدعو للفخر، لكن الذي يجب أن يحدث اليوم أيضاً هو أن نمتلك صناعة سلاحنا، وأن نمتلك إنتاج غذائنا، هكذا يعمل من يريد أن يكون سيداً لقراره السياسي، وقرار الحرب والسلم.