العلاقات الخليجية الباكستانية ليست بجديدة، بل هي قديمة وبدأت اجتماعية ثم تطورت إلى اقتصادية وبعدها سياسية وعسكرية، لذلك نتحدث اليوم عن تحالف خليجي باكستاني قائم بكل المقاييس.
وليس غريباً حرص قادة دول مجلس التعاون الخليجي على زيارة إسلام آباد بشكل متكرر، وحرص القادة الباكستانيين على زيارة دول المنطقة التي تعيش فيها جالية باكستانية ضخمة وتربطها مصالح قديمة مع هذه الدول.
أمس أكدت باكستان موقفها الثابت تجاه أمن الخليج العربي، وحرصها على المساهمة الدائمة في أمنه واستعدادها للمشاركة في عاصمة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن ومواجهة تمرد ميليشيا الحوثي. بل وأكدت إسلام آباد تسخير الإمكانات العسكرية لجيشها لدعم الجيش السعودي. فماذا يعني التحالف الخليجي - الباكستاني؟
دول الخليج العربية تدرك التحولات الجارية في النظام الدولي في موازين القوى، حيث تتطلب هذه التحولات إعادة رسم خريطة التحالفات الاستراتيجية، وفي ظل المتغيرات الدولية القائمة على تحالف القوى العظمى والكبرى مع الدول الراعية للإرهاب في الشرق الأوسط مثل إيران، وتوفير غطاء «شرعي» لبرنامجها النووي فإن الحاجة تقتضي تنويع التحالفات الإقليمية والدولية لإحداث التوازن المطلوب إن لم يكن التفرق الاستراتيجي.
إسلام آباد قوة نووية صاعدة في جنوب غرب آسيا، وهي تمثل قوة دولية وإسلامية هامة بفضل ما تتمتع به من قدرات بشرية وعسكرية ضخمة، ولذلك تشكل قوة دولية تستحق التحالف من قبل دول مجلس التعاون الخليجي.
ومع وجود هذا التحالف فإننا أمام تحالف خليجي - إسلامي من شأنه أن يعزز قدرات دول مجلس التعاون الخليجي في مواجهة التحديات التي تواجهها في المنطقة من تنامي الجماعات الثيوقراطية الراديكالية التي تمارس أنشطة إرهابية وتسعى لهدم الدول القائمة وزعزعة أمنها واستقرارها.
ما يميز التحالف الخليجي - الباكستاني الثقة القائمة بين الطرفين من أجل الحفاظ على العلاقات والمصالح المشتركة، فالتحالفات إذا لم تقم على الثقة فإنها ليست بتحالفات رغم اختلاف المصالح التي يمكن أن تتبدل بتغير الظروف دائماً كنتيجة من نتائج تفاعلات العلاقات الدولية.
بعد الانتهاء من عملية عاصفة الحزم لابد من إعادة النظر في تحالف الدول الخليجية مع إسلام آباد نحو شراكة مستقبلية أقوى من ذي قبل، وإذا كان هناك توجهات جديدة ظهرت خلال السنوات الثلاث الماضية لإقامة شراكات استراتيجية مع بعض القوى الإقليمية فإنه لا يوجد ما يمنع أن تكون باكستان من بين الدول المرشحة لأن تكون حليفاً استراتيجياً لمجلس التعاون الخليجي.