الندوة التي أقامها مجلس الدوي يوم السبت الماضي في إطار التواصل الاجتماعي بين مجلس النواب والمجالس الشعبية، لفت نظر الحاضرين الذين امتلأت بهم قاعة المجلس غياب رئيس مجلس النواب والنائب الأول والنائب الثاني عن الحضور على الرغم من أن الإعلان عن الندوة أكد حضور الرئيس وعدد من النواب، مما اعتبر بداية غير محمودة واستخفافاً برواد المجلس.
مما لفت انتباهي في مداخلات النواب الأربعة الذين تحدثوا في الندوة تركيزهم على أن المجلس قد حقق إنجازات خلال الفترة القصيرة من دور انعقاد الحالي، عددوها بطلبهم الإبقاء على علاوة الغلاء، زيادة مخصصات المتقاعدين والمعوقين، وإلزام الحكومة بزيادة رواتب موظفي الحكومة إذا ما توفرت الإيرادات المالية اللازمة، وإلزام الحكومة من خلال برنامجها ببناء 25 ألف وحدة سكنية بزيادة 5 آلاف وحدة على ما قدمته في البرنامج، ولتبيان أهمية هذا الإنجاز الذي حققه مجلس النواب الجديد أوضح النائب المتحدث أن وزارة الإسكان لم تتمكن منذ عام 1973 أي خلال 42 سنة إلا من بناء 37 ألف وحدة سكنية، وبالتالي فإن تعهد الحكومة والتزامها ببناء 25 ألف وحدة سكنية في أربع سنوات فقط يعد إنجازاً كبيراً يحققه المجلس في هذه الفترة القصيرة من عمره.
وبعد أن تلقى النواب عدداً من المداخلات التي طلبت منهم عدم الفرح والافتخار بهذا الإنجاز الذي مازال مجرد رقم سابح في الفضاء ولا وجود له على الأرض، فلا خطة محددة المعالم، ولا مخصصات مالية معروفة، ولا جدول زمني بإنجاز أعداد الوحدات والمناطق التي ستبنى فيها، ولا مقارنة بين العدد الإجمالي للطلبات الإسكانية اليوم وبعد أربع سنوات وعدد 25 ألف وحدة التي وعدت الحكومة ببنائها، ثم إذا كانت الحكومة هي نفسها التي بنت 37 ألف وحدة سكنية في 42 عاماً فما هي المعجزة التي تجعلها تنجز بناء 25 ألف وحدة سكنية في 4 أعوام؟
وقبل أن يتلاشى فرح النواب بإنجازهم الإسكاني تداخل مهندس في وزارة الإسكان قائلاً: الإخوة النواب أرجوكم مساعدة سعادة وزير الإسكان في إيجاد حل لمشكلة يعاني منها وتعيق الوزارة عن تحقيق إنجازاتها، فكلفة بناء الوحدة السكنية اليوم لا تتعدى 34 ألف دينار لكن كلفة أو قيمة الأرض التي تقام عليها هذه الوحدة تتراوح بين 90 و100 ألف دينار.
لم يعلق أحد من النواب على مناشدة المهندس بوزارة الإسكان فقد وقعت عليهم بمثابة الصدمة، انطفأت معها الفرحة وتزعزع بوقعها الالتزام الحكومي، وأصبح بها دفان الأرض واستملاكها عبئاً ثقيلاً مجهضاً لأي حل متوقع لأزمة الإسكان.