اختتمت أمس أعمال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي لتنمية الاقتصاد في جمهورية مصر العربية تحت شعار «مصر المستقبل» ومن ثم بدأ العمل لتنفيذ المشروعات الكثيرة والمنوعة والتي تهدف في مجملها إلى تنفيذ تنمية اقتصادية اجتماعية شاملة لمصر على مراحل تمتد حتى 2025.
ومن متابعتي للجلسة الافتتاحية والتي تحدث فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وقدم استراتيجية التنمية وتوجهاتها في القطاعات المختلفة، ثم أعقبه إلقاء كلمات أكثر من 90 دولة ومنظمة دولية على مدى 6 ساعات متواصلة منحوا جميعهم الثقة للحكومة المصرية ودعوا إلى الاستثمار في المشروعات التي تطرحها، حتى الدول النامية والضعيفة - والتي حرصت مصر على دعوتها للمؤتمر - اعتبرت أن تنمية مصر تصب في إطار تنمية دولها، وقال رئيس وزراء إثيوبيا عبارة مؤثرة: «إننا ومصر في مركب واحد إما نغرق أو ننهض معاً ونحن سننهض ونتقدم معاً».
مؤتمر شرم الشيخ اختتم أعماله بتقديم رسالة واضحة إلى الدول التي تسعى إلى استقطاب الاستثمارات المحلية بدعم وإشراك القطاع الخاص، والخارجية أيضاً، مفادها أن على الدولة إذا ما أرادت أن تنجح في مسعاها هذا أن تنال ثقة المجتمع الاقتصادي المحلي والخارجي وذلك بالاعتماد على الشفافية الكاملة في تبيان أهداف التنمية التي ستصب فيها الاستثمارات، ومن أنها ستوجه لمصلحة حل مشكلات اجتماعية واقتصادية معروفة ومحددة، تم حصرها بناء على دراسات.
وفي إطار الثقة أيضاً حماية هذه الاستثمارات وتأمينها بسلسلة تشريعات تحفظ حقوق المستثمرين على رأسها قانون الاستثمار وقوانين أخرى تعالج شكاوى المستثمرين وتؤكد على التزامات الدولة حيالهم.
والجانب الآخر من رسالة شرم الشيخ أن الدولة بمكونها الرسمي والخاص لا تقوم بجولات في العالم تقدم فيها الدعوة للاستثمار في بلادها وتؤكد على الامتيازات التي تقدمها للمستثمرين وأهمها ميزة الإعفاء من الضرائب فحسب، فهذا لا يكفي ولم يعد ذا أهمية في ظل غياب الضمانات التي يحتاجها المستثمر واستشراء الفساد (الاستثماري) من تحت الطاولة.
والجانب الثالث من هذه الرسالة أن الدولة الداعية إلى الاستثمار ترفق دعوتها بقائمة من المشروعات المدروسة والمدعومة من الدولة والممكن تحقيقها والعوائد المتوقعة منها والتكلفة المطلوبة والفترة الزمنية لإنجازها، وغيرها من المعلومات التي تدلل على وجود مشروعات للاستثمار وعلى جدية الدولة الداعية للاستثمار، وما قدم في مؤتمر شرم الشيخ من مشروعات أكبر دليل على نجاحه، والكلام لك يا جارة.