الكثير تحدث عن أزمة 2011 ومجريات الأحداث بحذافيرها، لأن هذا الحدث الكبير الذي هز البحرين، ودول المنطقة الخليجية بل العالم بأسره، ونحمد الله كثيراً على استقرار الأمن والأمان بفضل جهود قادتنا وتضافر المسؤولين والجميع.
ولكن هناك سؤالاً يراودني، يحيرني دائماً فزعة شباب البحرين 2011 أين هم؟ أين الصف الثاني والصف الثالث في الدفاع عن البحرين، أين أشاوس الرفاع والمحرق في وقفتهما في حماية الوطن.
لا أحد ينكر الدور الوطني لشباب البحرين في الأزمة التي مرت على شعب البحرين، هناك من كان يخمد الفتنة على الأرض، ومنهم من قام بجهود إلكترونية على صفحات التواصل الاجتماعي، ومنهم من كان يراسل الصحف الأجنبية للصحافيين الأجانب، والمنظمات الحقوقية، ومنهم من يحرس الوطن ليلاً من فئة الشباب في نقاط التفتيش، مواقف مشرفة وشرارة متقدة، مخلصة أبية لا ترضى بالهوان تدافع عن أرضها وشرفها بكل همة.
ولكن هذه الشرارة بدأت تنطفئ شيئاً فشيئاً، شعور بالإحباط والهوان في نفوس شبابنا بل على ألسنتهم، أعترف فشلنا في استغلال حماس الشباب وأفكارهم، إذ كان من الممكن الاستفادة من هذا الحماس المتقد قبل فتوره باحتضان المؤسسات مثل المراكز الثقافية، وزارة التربية والتعليم ومعهد البحرين للتنمية السياسية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، بوضع سياسات وخطط لتعزيز ثقافة التطوع للشباب، وإبراز طاقات الشباب من خلال برامج تساعد على التدريب، والتأهيل المهني، وبرامج أخرى تتعلق بتعزيز التنافسية والقدرة العلمية.
مازالت قضية الأمن والاستقرار في البلد قضية ملحة، فما علينا إلا مشاركة الشباب في الحياة السياسية، وأن الأساس التي تنطلق منه في هذا الشأن يتعلق بمفهوم المشاركة الذي يعني توفير القدرة والتأهيل والاستمرارية اللازمة للشباب ليكونوا جزءاً من صنع القرارات في أوطانهم، مع أن هناك تحديات بمسماها الجديد (فجوة الأجيال) فأهل الخبرة والحكمة يعتقدون أن الشباب بأفكارهم وطموحاتهم لا يمكنهم أن يعبروا عن الصالح العام، وما هي تطلعات الشباب إلا محدودة في عالمهم الخاص من الرياضة والتكنولوجيا... في حين أهل الخبرة والحكمة يفتقدون الجرأة والابتكار والتجديد.
رسالة أوجهها وبكل حرقة أن تهميش مشاركة الشباب، وعزلتهم عن المجتمع يجرهم إلى تطرف في أفكارهم وميولهم إلى الطائفية أو انضمامهم إلى جماعات متطرفة، فعلينا اتخاذ الإجراءات السريعة حتى لا يقعوا في براثن الضياع والانحراف وألا تتخطفهم جهات مضللة تسعى إلى انحرافهم.. فإن الحرب لم تنته بعد.