الفوضى الأخيرة التي أدت لتكسير سجن جو وإصابة عدد من رجال الأمن؛ ليست محض صدفة للمتتبع لحراك الأطراف ذات الأجندة الخارجية منذ فترة وعزفهم الدائم على لحن سجناء الرأي، كما يزعمون، ففي 7 مارس عبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مجلس حقوق الإنسان عن وجود «قلق» من جانبها عن انتهاكات حقوق الإنسان في البحرين واحتجاز المتظاهرين السلميين «سلمية القنابل والمولوتوف طبعاً» والمدافعين عن حقوق الإنسان في البحرين، وأن هناك تحركات لزيارة المقررين الأمميين إلى مملكة البحرين، كما أن ما قال به جواد فيروز ومطالبته لوفد المفوضية السامية لحقوق الإنسان بزيارة معتقلي جو بعد ما حصل ليس محض صدفة أيضاً.
فوضى سجن جو وما حدث فيه محاولة للي ذراع الدولة، ما حصل كان مخططاً له وتم الإعداد له مسبقاً لأجل إشغال البحرين بملف المسجونين والولوج إلى الدولة من خلال هذا الملف كورقة ضغط للتحكم فيها والتأثير على سيادتها، ولا نعلم أمام كل ما نراه من الألاعيب الدولية المكشوفة أين الموقف الحازم تجاه ما يجري؟ أين الوقفة الجادة لإنهاء هذه المهازل الإرهابية التي تتسبب بهدر دماء أبناء البحرين من رجال الأمن؟ ولماذا دكاكين حقوق الإنسان مهتمة بملف سجناء البحرين رغم أنهم يقيمون في سجون 5 ويتمتعون بكافة حقوقهم، كما رأينا من الصور، عكس ما يتم في سجون العراق وسوريا وإيران ومعتقلات غوانتنامو؟
ورقة الضغط الجديدة على الدولة وحمل شعارات ربيع الحرية خلف السجون من قبل أهالي السجناء واتجاههم إلى مبنى السجن وليس بحوزتهم البطاقات الشخصية لهم، ومن ثم خلق الفوضى والبلبلة ليس بشيء غريب على جماعات دأبت على تحريك أوراق الضغط على الدولة كل فترة من باب جديد، أطراف لا تريد تطبيق العقوبات الصارمة كالإعدام والمؤبد تجاه أصحاب القضايا الإرهابية المتورطة حتى لا يكونوا «عبرة مخيفة» للباقي، أطراف تحلم بأن تكون سجون البحرين كمعتقلات غوانتنامو بحيث تكون دليلاً على جرائم التعذيب والسجن غير المبرر «لكنهم مب طايلين هالشي»، فعمدوا إلى خلق الفوضى كي يوثقوا إصابات السجناء التي وقعت أثناء محاولة ضبط التخريب كأدلة ضد رجال الأمن، لكن علامة الاستفهام هنا؛ هل ما حصل من فوضى وتخريب وتكسير للسجن متفق عليه أن يتوقف عند هذه الحدود فقط أم أن هناك أهدافاً وخطوات أخرى قادمة لم تكشف بعد؟
طريقة تسريب المشاهد والتصوير من داخل السجن والاتفاق والتنظيم والتحشيد الذي تم لا تستدعي عمل تحقيق فحسب؛ بل تحتاج أيضاً إلى سد جميع المنافذ وإحكام القبضة على المشهد الجاري في إدارة السجن وتتبع المسألة من جذورها الداخلية الرئيسة لا ما هو ظاهر على سطحها فقط.
كنا قد اقترحنا في مقالات سابقة أهمية إيجاد جهة أمنية تنسيقية في وزارة الداخلية تعمل على متابعة مختلف الجهات الأمنية، وتكون كما العين الحارسة التي تراقب وتتابع أوضاع مختلف الجهات، خاصة مراكز الشرطة والسجون وإدارات المباحث وشرطة المجتمع، والهدف منها منع تكرار ما حدث، فهي ستكون صمام الأمان وبنفس الوقت كما كاميرا المراقبة التي «سيحاسب منها» الجميع. ينبغي إيجاد جهة تتابع النواقص والإجراءات التي تتم ومكامن الخلل وتعالجها بصورة جذرية وشاملة، إلى جانب أن هذه الجهة ستعمل على تقديم الإجراءات الوقائية الواجبة عند ملاحظة ورصد أي قصور حاصل، كما نقترح إيجاد مركز للأبحاث والدراسات المتخصصة يدرس طبيعة الخطابات الحقوقية والإعلامية والأمنية الصادرة عن مختلف الجهات والمنظمات عن مملكة البحرين لقياس بوصلة اتجاهات الجماعات الإرهابية لدينا وقراءة أهدافهم القادمة والذي سيمكن من فهم الأبواب التي تحتاج إلى التركيز عليها أمنياً أكثر.
- إحساس عابر..
يدعون أمام العالم أنهم سجنوا ظلماً، وأبرياء من عمليات الإجرام والإرهاب، إذاً ما تم في سجن جو ما تفسيره؟ هذا وأنتم مسجونون انظروا ما فعلتم من إجرام بحق رجال الأمن فكيف وأنتم أحرار طلقاء؟ الحقيقة أن المواطنين المخلصين هم سجناء لإرهابكم وعبثكم الذي لا ينتهي كان الله في العون.