لا أحد يضيع في الحياة إذا كان يسأل؛ هب أنك تهت في مدينة غريبة ولم تعرف الطريق الذي يؤدي إلى فندقك، هل تنزعج وتصاب بالرعب أم ستقوم بإيقاف أي «تاكسي» يمر أمامك وتعطيه العنوان ليعود بك إلى المكان الذي تريد.
وهب أنك أصبت بأنفلونزا حادة، بالطبع لا تعرف كيفية التخلص منها، ماذا تفعل سوى أنك تذهب إلى أقرب عيادة وتطلب من الطبيب مساعدتك بتجربته وخبرته (الطب قبل أن يكون علماً، هو خبرة تنتقل من شخص إلى آخر، وكل إنسان يضيف على خبرة الآخرين خبرته الخاصة) فيقوم الطبيب بإعطائك العلاج الذي يساعد جسمك على التخلص من الجراثيم المسببة للمرض وتقوية مناعتك وإعادة الحيوية إلى جسدك المنهك.
وهكذا هو كل شيء في الحياة، الكل بلا بوصلة في الصحراء يتوه، والكل بلا معرفة بين الحروف يضيع، والكل بلا وعي الروح لا يكون له عنوان.
ولكنك لا تعرف أن الله أعطاك جميع الحلول، إنكم لا تعرفون، يا صديقي ويا صديقتي، أن جميع الأسلحة التي تحارب بها إحباطاتك وهمومك والأخطار التي تأتي إليك من هنا وهناك، لا تعرف أن الله أعطاك قوة السموات والأرض وطاقة الأنهار والبراكين واستودعها في قلبك، أو بصورة أكثر وضوحاً في عقلك الباطن، أنت لا تعرف أن عقلك الباطن متصل بالأنوار العليا وبالمجرات والكواكب.
كل ما عليك هو التواصل مع عقلك الباطن والعمل على توظيفه لصالحك ولصالح المجتمع الذي تنتمي إليه ولصالح الناس جميعاً.
ما الذي عليك أن تفعله لتحرك كل شيء في عقلك الباطن، ما عليك قبل النوم إلا أن تدمن صياغة الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، الأسئلة الصحيحة التي تقودك للحصول على إجابات صحيحة.
فإذا كنت تريد الصحة ما عليك إلا أن تسأل عقلك الباطن عن ذلك، وتقول قبل السفر في رحلتك اليومية بين محيطات الظلام؛ يا الله إنني الآن أشعر بالصحة التامة الكاملة، وأراها الآن تتوسع وتتمدد وتنتشر في قلبي وعيني وروحي وجميع الخلايا في جسدي، يا ربي هب من لدنك الأجمل والأروع والأفضل.
اطرح السؤال بكل ما تملك من ثقة حصولك على ما تريد، اطرحه كما لو أن طلبك قد تحقق بالفعل، ونم وأنت متأكد من حدوث الأمر كما أردت.
وما فعلته مع موضوع الصحة من الممكن عمله لجميع الأمور التي ترغب حدوثها في حياتك، الأمور المالية، العلاقات الاجتماعية، الإنسانية، طلب الشريك المناسب، إن عملية السؤال قبل النوم هي عبارة عن تحريك الكون لصالحك، حيث إنك ما أن تقوم بطرح سؤال على عقلك الباطن حتى يبدأ هذا العقل بذبذبة كل ما حوله، بدءًا من الجسد، ثم الخروج من الجسد في المساحات القريبة منه، ثم يبدأ رحلة البحث في كل الأماكن، يحرك ذبذبات الهواء محاولاً العمل على تشكيل الأحداث التي في طبيعتها ما هي إلا ذبذبات متناثرة يجمعها السؤال المتحرك في الكون، ويقوم في نفس الوقت بتحريك الأشخاص، وهم أيضاً ليسوا إلا عبارة عن ذبذبات أثيرية لطيفة متحركة في الأجساد المادية الكثيفة.
كل إجابة لا تأتي إلا رداً على سؤال محدد، إن لم تعرف اسأل، وإن لم تقدر حاول، وإن أردت الإجابة على سؤالك الكوني قم باتخاذ قرارك الآن، الآن قف رافعاً رأسك، ثم بقوة الحب اطرق الباب.
اطرق الباب إن كانت الأحداث نائمة ستنهض لتحقق مرادك ومطلبك، إن كان الأشخاص المشغولون سينتبهون إليك ليقوموا بما عليهم القيام به، وإن كانت رغباتك بعيدة ستراها أقرب مما تتصور، اطرق الباب بقوة وواصل مشاويرك اليومية.. فكل ما تطلبه ستراه..