جرت العادة ألا أكتب يوم الجمعة؛ غير أني أحياناً أضطر للكتابة لوجود حوادث أو قضايا لا تحتمل التأجيل، واليوم أكتب عن حادثة تلحين آيات من سورة الفاتحة بآلات موسيقية وغناء طالب، حيث جرت تلك الحادثة في مدرسة عبدالرحمن كانو.
تحدثت مع مسؤول بالمدرسة على خلفية الفقرة التي كتبتها يوم أمس في عمودي عن الحادثة المؤسفة، ومن خلال الحديث ظهرت لي بعض الحقائق التي أود أن يطلع عليها الجميع قبل أن ننصب مشنقة للطالب الذي لم يفعل ذلك من تلقاء نفسه.
(1) الحادثة جرت ضمن مسابقة للموهوبين تجرى للعام الثالث على التوالي برعاية وزارة التربية والتعليم.
(2) الحادثة جرت أمام لجنة من وزارة التربية والتعليم، وكانت حاضرة تشاهد ما يجري على المسرح دون أن تحرك ساكناً أو تستنكر الفعل، أو تقوم بإلغاء الفقرة.
(3) الحادثة وقعت في مدرسة عبدالرحمن كانو؛ غير أن الطالب الذي قدم الفقرة ينتمي لمدرسة حكومية وليس لمدرسة عبدالرحمن كانو.
(4) هذا الطالب الذي قدم هذه الفقرة؛ هل قدمها من تلقاء نفسه؟
من هم المدرسون الذين أيدوا الفكرة مثلاً (إن لم تكن الفكرة فكرتهم)؟ وكيف لم يقولوا للطلبة إن هذا العمل خطأ جسيم وإن هذا كتاب الله لا يلحن بآلات موسيقية؛ وإنما يرتل ترتيلاً فقط.
(5) أين إدارة المدرسة الحكومية التي جاء منها الطالب الذي «غنى» المقطع؟ أليس هناك مسؤولية على هذه الإدارة المدرسية؟
أعود إلى أهم النقاط في اعتقادي، وهي كيف يحدث ما حدث أمام لجنة من وزارة التربية والتعليم التي تراقب وتشاهد ما حدث ولم تحرك ساكناً؟
هل اللجنة، مع احترامي لها، لا تعرف أن الذي يغنى هي آيات من سورة الفاتحة؟
الطالب لم يقرأ سورة من وسط المصحف أو من سورتي الإسراء أو مريم حتى نقول ربما لا يعلمون أنها آيات قرآنية، لكن الطالب قرأ سورة الفاتحة أو آيات من سورة الفاتحة، فأين كانت اللجنة التي تشاهد هذه الفقرة والتي تراقب أداء (الموهوبين)..؟
إن هذا الحادث مؤسف للغاية، وقد استفز مشاعر أهل البحرين جميعاً، وأصبح حديث الناس، كيف يحدث هذا لا نعلم؟
بالمقابل فإن هناك أيضاً مسؤولية على مدرسة كانو التي استضافت الفعالية، ألا يوجد من المدرسة وهي التي وفرت المسرح من يراقب ما يجري فوق هذا المسرح من فعاليات؟
وهل هذه الفعاليات تتسق مع القيم ومع الأخلاق العامة ومع التربية البحرينية والإسلامية؟
إن كان صحيحاً ما قاله الأخ الكريم المسؤول في مدرسة كانو حول الحقائق السابقة؛ فإننا نطالب وزير التربية والتعليم أن يتخذ إجراءات قوية وصارمة تجاه كل الأطراف المسؤولة، الطالب الذي غنى المقطع مع المعزوفات (الكمان والأورغ) والمدرسون والمدرسة التي أتى منها، ويجب أن يحاسب هؤلاء على سماحهم لهذا العمل أن يخرج بهذه الطريقة، فبالتأكيد أن هذا العمل حدثت له بروفات، ولم يأت ارتجالاً فوق المسرح، فمن الذي سمح بذلك، وكان يعلم به ولم يحرك ساكناً؟
لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم الطف بنا، وتب علينا وارحمنا، واجعل هذه الكلمات من باب إنكار المنكر، حتى لا نصبح مثل الأقوام التي ذكرها القرآن الكريم، فلم تنكر المنكر فأتاها عذاب الله بغتة.