أغلب الناس في مشرق الدنيا ومغربها لا يقدرون حجم النعمة التي يملكونها من خلال زوجاتهم، ولا يرون في الزوجة غير القيد الذي يقيدهم عن الخروج للهو مع الأصدقاء، واعتبروا الزواج نوعاً من أنواع السجن، وأطلقوا عليه القفص الذهبي، والبعض إذا قلت له: «لماذا لا تتزوج»، قال لك: «لماذا أفقد حريتي بمصاريف الزواج من مهر وحفلات في الفندق وسفر، ثم بعد ذلك مصاريف السكن في شقة ومصاريف الأبناء، وأنا راتبي بالكاد يكفي مصاريفي اليومية، دعني أسكن مع أبي دون وجع الرأس».
هذا النوع من الناس لا يعرف أن الزواج نعمة لا يعرفها إلا المتزوجون الحالمون بحياة مشتركة مع زوجاتهم، لا يدري أنه ما إن يتزوج حتى يأتي رزق زوجته معه، كما يأتي رزق الأبناء مع ولادتهم، حيث إن الله هو الذي يرزقهم.
ولكي أوصل شيئاً عن أهمية الزوجة ومعنى أن تكون شريكتك التي ترفعك إلى الأعلى على حساب صحتها وتعبها وتخليها عن الكثير من متطلباتها الخاصة، تعالوا نقرأ معاً هذه القصة التي جاءت لنا عبر قنوات التواصل الاجتماعي، تقول القصة..
مهندس بترول توفيت زوجته وتركت له ثلاثة من الأبناء أكبرهم في ثالث ابتدائي وأصغرهم عامين، وبعد ضغط من الأسرة للزواج دخل أكثر من بيت، ولم توافق عليه واحدة للمسؤولية الكبيرة التي في انتظارها، خاصة أنه غير موجود في البيت معظم الشهر نظراً لظروف عمله، وبعد فشله في أن يتزوج وفشله في أن يأخذ إجازات أكثر من عمله، قرر أن يجلب مربية للأولاد تجلس معهم، وفعلاً بدأ يضع المواصفات؛ أن تكون جامعية وتعرف إنجليزي، ولا يزيد عمرها عن 45 لتقدر على خدمتهم، وتكون.. وتكون وتكون.. الخ.
وبالفعل تقدمت واحدة للوظيفة عمرها في منتصف الثلاثينات، وبدأت كلامها: «أنا جامعيّة وأتكلم إنجليزي وفرنسي بطلاقة، أنا رأيت أولادك وسأقبل الوظيفة لأني محتاجة للمال وتلك شروطي:
- مرتبي 2000 جنيه في الشهر لرعاية 3 أولاد منهم طفل رضيع.
- أنا مسؤولة عن الأولاد فقط، عن نومهم وصحوتهم وأكلهم ونظافتهم الشخصية، أما إذا أردت أن أدرسهم فعليك أن تزيد مرتبي 300 جنيه، وإذا أردت أن أطبخ للأولاد فعليك أن تزيد لي 400 جنيه، بشرط أن تجلب اللوازم من السوق، وإذا أردت أن أغسل ملابس الرضيع فقط فعليك أن تزيد لي 200 جنيه، وإذا كان أحد أطفالك يعاني من مرض معين ويحتاج رعاية خاصة فستضطر لزيادة 300 جنيه، أما تنظيف المنزل ورعايتك ورعاية الأولاد الكبار فأنا لست مسؤولة عن ذلك وستضطر أن تجلب خادمة.
- يوم الجمعة إجازتي وعطلتي الأسبوعية، وهو من حقي، وغير مسموح لك حتى الاتصال التليفوني بي، إلا في حالات الضرورة القصوى». (انتهت القصة)
السؤال الآن؛ بكم تدين لزوجتك؟ هل عرفت لماذا أخذ ربنا سبحانه وتعالى منك ميثاقاً غليظاً من أجلها؟ زوجتك لا تأخذ منك مرتباً نظير خدمتك وخدمة أولادك، بالعكس فهي تعمل هكذا وأكثر بكثير، وبحب ورضى وطيب خاطر، فقط لترى ابتسامتك في وجهها ولتقول لها «تسلم إيديك»، أو تقول لها «شو الحلاوة؟» وهذا يكون أكبر كنز عندها في الدنيا.
وينتهي ناقل القصة إلى القول؛ اتقوا الله في نسائكم، وعاملوهن كما تحبون أن تُعامل بناتكم، وكما إن ابنتك غالية عندك فإن زوجتك غالية عند أبوها، وكانت «أميرة» مدللة في بيت والدها.
إن وجود زوجتك في حياتك هو الذي يعطيك القدرة على العمل وفعل الخير والإنجاز في كل المجالات الحياتية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فما أن يحترم الإنسان زوجته ويقدرها كل التقدير؛ إلا وانفتحت أمامه أبواب الأرض والسماء، وعرف معنى المقولة السائدة وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ووراء كل امرأة عظيمة زوج عظيم.
لا تتخلى عن أجمل النعم العظيمة التي رزقك الله بها، نعمة الزوجة الصالحة أو الزوج الصالح، بهذه النعمة تكون الحياة أجمل وأروع.
بهذه النعمة نفهم معنى جملة «إعمار الأرض»، بهذه النعمة نعرف أننا أعظم الكائنات على هذا الكوكب.